مجزرة في بسمة طبعون: 5 قتلى في جريمة إطلاق نار

أسفرت جريمة إطلاق نار في بسمة طبعون عن مقتل خمسة أشخاص، من بينهم قاصران وامرأة، في مجزرة ترفع حصيلة ضحايا الجريمة في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري إلى 181 قتيلا. الغضب والفزع يخيمان على البلدة.

مجزرة في بسمة طبعون: 5 قتلى في جريمة إطلاق نار

من مكان الجريمة في بسمة طبعون ("عرب 48")

قُتل خمسة أشخاص من عائلة دلايكة (تتراوح أعمارهم بين 14 و49 عاما)، بينهم قاصران وامرأة، في جريمة إطلاق نار ارتكبت داخل منزل مأهول في قرية بسمة طبعون في منطقة الجليل، اليوم الأربعاء، في أحدث موجة من أعمال القتل بدوافع إجرامية التي بلغت ذروة جديدة في المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل.

وأفادت مصادر محلية بأن الجناة اقتحموا منزلا في بسمة طبعون، وشرعوا بإطلاق النار بشكل عشوائي على جميع من تواجد في باحته؛ كما طاردوا آخرين إلى داخل المنزل.

والضحايا في بسمة طبعون هم محمد حسن دلايكة (25 عاما) ووالدته زينب (49 عاما)، بالإضافة إلى ثلاثة من أبناء عمومته؛ وهم الشقيقان وليد ومحمد دلايكة (14 و17 عاما) وربيع دلايكة (في العشرينيات من العمر).

ضحايا المجزرة في بسمة طبعون: شابان وقاصران وامرأة

وقال عدد من الأهالي في بسمة طبعون لـ"عرب 48"، إن الجريمة أسفرت كذلك عن إصابة شخص سادس، هو والد حسين دلايكة، بجروح ترواحت بين متوسطة وخطيرة، ونقل لتلقي العلاج في مستشفى "رمبام" في حيفا.

وقال المضمد محمد نعراني، وهو من سكان البلدة وأول من وصل إلى موقع الجريمة، إن جميع الضحايا من عائلة واحدة وتجمعهم صلات قرابة (شاب ووالدته وأبناء عمومة).

وبحسب نعراني، الذي يسكن بجوار منزل الضحايا، حيث وقعت الجريمة، فإن إطلاق النار أسفر عن مقتل شابين قاصرين، وآخرين في العشرينيات من العمر، بالإضافة إلى والدة أحدهم، في حين أصيب والده.

وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، من موقع الجريمة، إن التقديرات تشير إلى أن ثلاثة جناة على الأقل اقتحموا منزل الضحايا ونفذوا المجزرة في بسمة طبعون، بواسطة أسلحة آلية.

ووصلت قيادة الشرطة الإسرائيلية إلى موقع الجريمة في بسمة طبعون، وعلى رأسها المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، وأفاد الناطق بلسان الشرطة بأن قيادة الجهاز أجرت تقييما أوليا للأوضاع في موقع الجريمة.

وادعى الناطق بلسان الشرطة أن شبتاي أوعز لكبار المسؤولين في الجهاز بالعمل على إلقاء القبض على الجناة، وتخصيص جميع الوسائل والأدوات لهذا الهدف. ورفض الناطق الإدلاء بمعلومات حول أعمار الضحايا وصلة القرابة بينهم.

بدوره، وصف شبتاي الجريمة بأنها "هجوم إرهابي وتجاوز لكل الخطوط الحمراء".

في حين وصل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى موقع الجريمة، وسط استياء الأهالي الذين طالبوه بالانصراف وانتقدوا تعاطي حكومة بنيامين نتنياهو مع استفحال الجريمة في المجتمع العربي. وسرعان ما غادر بن غفير المكان.

وأشارت التقديرات الأولية للشرطة إلى أن الجريمة جاءت ردا على الجريمة التي ارتكبت صباح اليوم في حيفا، وأسفرت عن مقتل عاطف أبو كليب (50 عاما)، في إطار تصفية الحسابات بين المنظمات الإجرامية.

وأفاد الناطق بلسان "نجمة داود الحمراء" بأنّ "مركز الاستعلامات 101 في منطقة الكرمل تلقى بلاغا، الساعة 14:52، عن إصابة 5 أشخاص جراء تعرضهم لحادثة عنف في بسمة طبعون، وقدم الطاقم الطبي العلاجات الأولية للمصابين وعددهم 6 وهم مصابون بدرجات متفاوتة، ولاحقا أقرّ الطاقم الطبي مقتل 3 شباب وشابتين، في الثلاثينات من العمر".

وفي بيان لاحق، أوضح الناطق باسم "نجمة داود الحمراء" أن القتلى هم أربعة رجال وامرأة.

وقال مسعف من الطاقم الطبي إن "الحديث يدور حول حادثة صعبة للغاية، وصلنا إلى المكان ووجدنا 6 مصابين في المكان وهم يعانون من درجات إصابات متفاوتة، وعلى الفور أجرينا الفحوصات الطبية اللازمة، ولكن للأسف اضطررنا إقرار وفاة 5 من بين المصابين بعد أن وجدناهم دون علامات تدل بأنهم على قيد الحياة، والمصاب السادس (49 عاما) أحيل للعلاج في المستشفى".

وحضرت قوات معززة من الشرطة إلى المكان وباشرت التحقيق في ملابسات الجريمة، ولم يبلغ عن اعتقال مشتبهين أو أية تفاصيل أخرى سوى أن الخلفية جنائية.

وسادت حالة من الصدمة والخوف وسط أهالي بسمة طبعون في أعقاب انتشار نبأ مقتل الخمسة، وتجمهر عدد من السكان في محيط المنزل.

وفي سياق ذي صلة، قُتل عاطف أبو كليب (50 عاما) في جريمة إطلاق نار بمدينة حيفا، صباح اليوم الأربعاء.

وبالجريمة التي اقتُرفت في بسمة طبعون ارتفع عدد القتلى العرب منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم، إلى 181 قتيلا بينهم 12 امرأة.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، قُتل 26 شخصا في المجتمع العربي، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة من جراء تعرضهم لجرائم، شملت غالبيتها إطلاق نار.

وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، بلغ عدد ضحايا الجريمة في المجتمع العربي، 26 قتيلا وقتيلة.

وللمقارنة مع باقي الشهور منذ مطلع العام، فقد قتل 5 أشخاص خلال كانون الثاني/ يناير، 16 في شباط/ فبراير ومثلهم في آذار/ مارس، 18 في نيسان/ أبريل، 24 في أيار/ مايو، 25 في حزيران/ يونيو، و24 في تموز/ يوليو.

التعليقات