27/09/2023 - 18:54

بن غفير يرضخ للضغوط ويلغي صلاته "الاحتجاجية" في تل أبيب

بن غفير يتراجع عن صلاته الاحتجاجية التي كان يعتزم تنظيمها في ديزنغوف في وسط تل أبيب يوم غد، الخميس؛ ويدعي أن قراره يأتي في أعقاب قرار الحركة الاحتجاجية نقل "صلاتها" ضده إلى موقع آخر في المدينة.

بن غفير يرضخ للضغوط ويلغي صلاته

(Getty Images)

أعلن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، مساء اليوم، الأربعاء، إلغاء "الصلاة الاحتجاجية" الذي كان قد أعلن عنها في ميدان ديزنغوف في وسط تل أبيب غدا، على خلفية مواجهات وقعت خلال احتجاج سكان في المدينة على الفصل بين الجنسين في صلاة نظمتها حركة يهودية متطرفة في الميدان نفسه وأماكن أخرى في "يوم الغفران"، أول من أمس.

وادعى بن غفير أن قراره يأتي في ظل قرار منظمي "الحركة الاحتجاجية" ضده نقل الفعالية التي كانوا يعتزمون إقامتها في موقع صلاته الاحتجاجية في ميدان ديزنغوف إلى مكان آخر في مدينة تل أبيب، معتبرا أن "الحاجة إلى إقامة صلاة مسائية، الخميس المقبل، أصبحت غير ضرورية".

وفي وقت سابق، هاجم مسؤولون في الائتلاف، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الناشطين الذين احتجوا على الصلوات بسبب الفصل بين الجنسين خلالها، ووجهوا انتقادات لبن غفير أيضا، وطالبوه بالتراجع عن "الصلاة الاحتجاجية" التي أعلن عنها، بما في ذلك وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ورئيس "شاس"، أرييه درعي.

وردا على إعلان بن غفير إقامة الصلاة في تل أبيب، أعلنت الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة الإسرائيلية، عن تنظيم مظاهرة ضده، تحت عنوان "صلاة من أجل سلام الدولة والديمقراطية". وأعلنت لاحقا نقل مكان النشاط من ميدان "ديزنغوف" إلى ميدان "هبيما".

وقال ناشطو الحركة الاحتجاجية، في بيان صدر اليوم، إنه "فيما يحاول رئيس الحكومة ووزراؤه إغراق الجمهور بالسم والكراهية، فإننا نقف إلى جانب السكان في نضالهم، ونختار عدم الانجرار إلى المحرضين المتطرفين"، ليمتنعوا بذلك عن الاصطدام ببن غفير وأنصاره من اليمين المتطرف.

وفي أعقاب البيان، قال بن غفير إنه "سعيد لأن اليسار المتطرف فهم أنه لا مكان لمعاداة السامية ضد اليهود في قلب تل أبيب". وأضاف: "لدينا دولة يهودية واحدة، حيث سيتمكن اليهود دائمًا من الصلاة في الأماكن العامة، وقتما يريدون، وأينما يريدون. إذا كان من الضروري أن أوضح ذلك في المستقبل، فسأفعل".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، عن قيادي في حزب الليكود ومقرب من نتنياهو قوله إن قرار بن غفير بإقامة صلاة في ديزنغوف "تصرف صبياني من جانب وزير رفيع ينشغل باستفزازات وعلاقات عامة. بن غفير هو عبء على الحكومة، ولن تتمكن أي حكومة من البقاء لفترة طويلة مع استفزازي مثله".

واندلعت مواجهات وأعمال شغب في مدينة تل أبيب خلال احتفالات "يوم الغفران"، الإثنين، بما يعبر عن حالة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي، حيث تصدى مواطنون لمحاولات جماعات دينية متشددة للفصل بين المصلين الرجال والنساء أثناء الصلوات في الساحات العامة.

ووجه نتنياهو، عبر منصة "إكس"، الثلاثاء، الاتهام لليسار الإسرائيلي بالمسؤولية عن المواجهات في تل أبيب، غير أن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، رد عليه لاحقا بالقول: "في نهاية يوم الغفران، لا ينبغي لرئيس الحكومة أن يزيد من التحريض والنزاع، بل يجب أن يحاول تهدئة الأنفس".

ودعا بن غفير للصلاة في ميدان ديزنغوف في تل أبيب ردا على اليسار الإسرائيلي. وكتب في تغريدة على "إكس"، الثلاثاء: "في يوم الغفران هذا، رأينا كارهين يحاولون إبعاد اليهودية عن المجال العام. إسرائيل دولة يهودية! وديمقراطية. سأقيم صلاة المساء يوم الخميس المقبل في ميدان ديزنغوف والجمهور مدعو للحضور".

وكانت المحكمة المركزية في تل أبيب قد رفضت طلب الحركة اليمينية المتطرفة "روش يهودي" (رأس يهودي) بإجراء صلاة من خلال الفصل بين الجنسين في ميدان ديزنغوف، كما رفضت المحكمة العليا استئنافا على قرار المحكمة المركزية، لكن أتباع الحركة المتطرفة لم ينصاعوا للقرار.

وكانت الشرطة الإسرائيلية تتحسب من الخطوة التي كان بن غفير يعتزم القيام بها، وأعلنت عن حالة التأهب القصوى استعدادا للصلاة الجماعية التي ألغيت لاحقا، وأفادت التقارير بأن الشرطة كانت تستعد "لكل الاحتمالات الممكنة في مثل هذا الحدث".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مسؤول في بلدية تل أبيب (لم تسمه) قوله إن "الصلاة الحاشدة التي ينوي الوزير بن غفير تنظيمها الخميس، غير مشروعة لأنه لم يحصل على إذن من بلدية تل أبيب لإقامة مثل هذه الفعالية".

وأضاف أنه "حتى لو طلب بن غفير إذنا لإقامة مثل هذه الفعالية، فلن نوافق عليها نظرا لأن ميدان ديزنغوف محجوز لاحتجاج جماهيري آخر وليس بوسع البلدية أن تأذن لحدثين متضاربين في المكان نفسه والتوقيت نفسه، لأن هذا سيتسبب بصدامات". وتابع "حتى الآن، فإن الفعالية التي ينوي بن غفير تنظيمها لم تحصل على إذن من البلدية".

التعليقات