20/12/2023 - 17:11

نتنياهو: لن نوقف الحرب حتى القضاء على حماس وإعادة الرهائن وإزالة التهديد من غزة

فيما تطالب حماس بوقف المعارك كشرط مسبق لأي تفاوض لتبادل الرهائن والأسرى مع سلطات الاحتلال، وفي حين تبدي إسرائيل استعدادا للتفاوض بهدف إطلاق سراح رهائن مقابل هدنة لمدة أسبوع، نتنياهو يشدد أن الحرب على غزة ستتواصل حتى تحقيق الأهداف.

نتنياهو: لن نوقف الحرب حتى القضاء على حماس وإعادة الرهائن وإزالة التهديد من غزة

(Getty Images)

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل تعتزم مواصلة حربها المستمرة على قطاع غزة المحاصر منذ 75 يوما "حتى النهاية"، مشددا على أن حكومته عازمة على تحقيق الأهداف المعلنة للحرب، بما في ذلك "القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن (الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في غزة) ومنع أي تهديد مستقبلي لإسرائيل من غزة".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وجاءت تصريحات نتنياهو في شريط مصور بثه على حساباته الرسمية في مواقع التواصل، بالتزامن مع الحديث عن مساع إسرائيلية لتحريك المفاوضات الرامية لإطلاق سراح الرهائن، وأبدت استعدادها للاتفاق على هدنة في قطاع غزة وتبادل رهائن وأسرى، فيما تطالب حركة حماس بوقف المعارك كشرط لأي تفاوض بهذا الشأن، ويبدو أن بيان نتنياهو يأتي ردا على هذا الشرط المسبق الذي تضعه حركة حماس.

وقال نتنياهو: "نحن نواصل الحرب حتى النهاية. (الحرب) سوف تستمر حتى يتم القضاء على حماس. حتى النصر"، وتابع "أولئك الذين يعتقدون أننا سنتوقف غير مرتبطين بالواقع. لن نتوقف عن القتال حتى نحقق جميع الأهداف التي وضعناها: القضاء على حماس، وإطلاق سراح الرهائن، وإزالة التهديد من غزة".

وأضاف "نحن نهاجم حماس بالنار، نار جهنمية. في كل مكان، بما في ذلك اليوم. كما أننا نهاجم معاونيهم القريبين والبعيدين"، وتابع "كل إرهابيي حماس، من أولهم حتى آخرهم، هم في عداد الموتى. لديهم خياران فقط: الاستسلام أو الموت"، وبذلك ختم نتنياهو بيانه المصور؛ علما بأن الرئيس الإسرائيلي كان قد أكد أن تل أبيب مستعدة لوقف القتال في غزة في إطار هدنة مؤقتة يتم خلالها تبادل الأسرى مع حماس.

وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت إلى اتصالات لاستكشاف فرص التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية جديدة يتخللها تبادل أسرى إسرائيليين في غزة مقابل أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وعلى صلة، صادق "كابينيت الحرب" على أن يبحث رئيس الموساد، دافيد برنياع، في إطار مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى، إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين محكومين لفترات طويلة وأدينوا بتنفيذ عمليات مسلحة قُتل فيها إسرائيليون.

وفي تعليقه على التقارير حول تخويل رئيس الموساد بالتفاوض حول إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين محكومين لفترات طويلة، قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في منشور على منصة "إكس"، إن "على كابينيت الحرب إصدار توجيهات لرئيس الموساد باغتيال قادة حماس حيثما كانوا، لا التفاوض معهم".

من جهة أخرى، قال مصدر مطلع تحدث لوكالة "رويترز"، اليوم، إن محادثات مكثفة تجري بوساطة قطرية ومصرية للتوصل إلى هدنة ثانية محتملة في قطاع غزة تعيد حركة حماس بموجبها بعض الرهائن مقابل إطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين.

وأضاف المصدر أن عدد الأشخاص المقرر إطلاق سراحهم ما زال قيد البحث، وتصر إسرائيل على إدراج الرهائن من النساء والرجال الأكثر ضعفا. وأكد أن "أسرى فلسطينيين بتهم ارتكاب ‘جرائم خطيرة‘ (على حد تعبيره، في إشارة إلى التخطيط او تنفيذ عمليات ضد الاحتلال أدت لمقتل إسرائيليين) يمكن أن يكونوا على القائمة أيضا".

بدوره، أكد متحدث المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن المحادثات الجارية بشأن هدنة جديدة محتملة بين إسرائيل وحركة حماس "جادة للغاية". وقال "إنها نقاشات ومفاوضات جادة للغاية ونأمل أن تؤتي ثمارها"، مضيفا "إنه أمر نعمل عليه منذ انتهاء فترة التوقف السابقة"، على بأن المفاوضات "الجادة" الذي تحدث عنها كيربي، لا تزال، وفقا للتقارير، في مراحلها الأولى، وبعيدة عن تحقيق اختراقة.

وعلى صلة، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، صباح اليوم، إلى العاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفد من الحركة، حيث يلتقي رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، لبحث إقرار هدنة في قطاع غزة وتبادل رهائن وأسرى.

وأفادت حماس، في بيان، بأنه سيجري "مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والعديد من الملفات الأخرى". وذكر مصدر مقرب من الحركة أن "المباحثات في القاهرة ستتناول مناقشة اقتراحات عديدة منها أفكار تشمل هدنة مؤقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس 40 أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين".

وأضاف المصدر أن "هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل" مشيرا إلى أن هذه "أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية قطرية بعلم الإدارة الأميركية". وكانت التقارير قد أشارت إلى أن إسرائيل عرضت عبر قطر التي لعبت دور الوسيط في المفاوضات التي أفضت إلى الهدنة السابقة، وقف القتال لمدة أسبوع على الأقل في إطار صفقة جديدة لإطلاق سراح عشرات الرهائن.

من جانبه، ذكر مصدر في حركة الجهاد الإسلامي تحدث لوكالة "فرانس برس"، أن وفدًا برئاسة الأمين العام للحركة، زياد النخالة، سيتوجه إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل بدعوة مصرية، "في إطار مباحثات تهدف لوقف الحرب والعدوان ووقف إطلاق النار وصفقة شاملة للتبادل" مع إسرائيل.

وفي بيان صدر عن مكتبه مساء الثلاثاء، جاء أن نتنياهو قال خلال لقاء مع عائلات الرهائن، أنه أوفد مؤخرا "مرّتين رئيس الموساد إلى أوروبا لتحريك مسار الإفراج عن الرهائن" المحتجزين لدى حماس وفصائل فلسطينية أخرى، مؤكدا أن "واجبنا هو إعادتهم جميعا".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الأربعاء، أن محادثات مكثفة حول تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس جارية، في أعقاب اللقاء في وارسو، أول من أمس، الذي جمع بين رئيس الوزراء القطري ورئيسي الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لكن لم يحدث تقدما في هذا السياق حتى الآن.

ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن إسرائيل وضعت شروطا لصفقة تبادل أسرى مقبلة تستعيد من خلالها مواطنيها المحتجزين في قطاع غزة. والشرط المركزي هو أن جميع المحتجزين الذين ستفرج حماس عنهم هم من الذين على قيد الحياة فقط.

وتطالب إسرائيل ضمن شروطها بالإفراج عن النساء اللاتي ما زلن على قيد الحياة، مرضى مزمنين، مصابين بإطلاق نار، أشخاص في وضع نفسي مترد، أطفال، جرحى ورجال مسنين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين ضالعين في المفاوضات حول صفقة تبادل قولهم إن "الجانب الإسرائيلي يصر على إحداث تقدم في المفاوضات، مع الإدراك أن إسرائيل ستطالب بدفع أثمان باهظة".

كذلك أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن حدوث تقدم في المفاوضات "يبدو هذه المرة أنه صعب التحقيق أكثر قياسا بالصفقة التي تم التوصل إليها في نهاية الشهر الماضي".

التعليقات