25/03/2024 - 18:54

نتنياهو: عدم استخدام واشنطن للفيتو يضر بالمجهود الحربي والإفراج عن الرهائن

نتنياهو يعتبر أن امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) لإحباط قرار تبناه مجلس الأمن ويدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في قطاع غزة "يضر بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائن" الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

نتنياهو: عدم استخدام واشنطن للفيتو يضر بالمجهود الحربي والإفراج عن الرهائن

احتجاجات في تل أبيب تطالب نتنياهو بالاستقالة (Getty Images)

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، أن امتناع الولايات المتحدة الأميركية عن استخدام "حق النفض" (الفيتو) ضد قرار يطالب فيه بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، "تراجع عن الموقف الأميركي الثابت" منذ بداية الحرب، بما "يضر بالمجهود الحربي وبالجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن" الإسرائيليين في قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وفي تصعيد للخلافات بين واشنطن وتل أبيب، أعلن نتنياهو، في بيان، أنه قرر إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي التي كانت مقررة إلى واشنطن لمناقشة مخططات اجتياح منطقة رفح، جنوبي قطاع غوة المحاصر، وذلك ردا على امتناع الولايات المتحدة عن استخدام "الفيتو" لإحباط القرار الأممي الأول الذي يطالب بوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر على غزة.

والقرار الذي أيده 14 عضوا مقابل امتناع عضو واحد، "يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن "يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار"، و"يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن" الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر.

وفي بيان صدر عن مكتبه بالتزامن مع صدور القرار على ضوء غياب "الفيتو" الأميركي، قال نتنياهو إن "الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها الثابت في مجلس الأمن والذي يربط وقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن، كما فعلت قبل أيام قليلة"، وادعى أن "الصين وروسيا استخدمتا حق النقض ضد القرار السابق لأنهما أيدتا وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن".

وتابع "أيدت روسيا والصين القرار الحالي، إلى جانب الجزائر ودول أخرى؛ ولم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) اليوم ضد النص الجديد الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار دون شرط إطلاق سراح الرهائن. وهذا تراجع واضح عن الموقف الأميركي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب".

وشدد على أن "تراجع الولايات المتحدة (عن موقفها) يضر بالمجهود الحربي وبالجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن، لأنه يعطي حماس الأمل في أن الضغوط الدولية سوف تسمح لها بقبول وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح الرهائن".

وتابع البيان أن نتنياهو أوضح، الليلة الماضية، أنه "إذا انسحبت الولايات المتحدة من موقفها المبدئي، فإنه لن يرسل الوفد الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة"، وأضاف أنه "في ظل تغير الموقف الأميركي، قرر رئيس الحكومة، نتنياهو، أن الوفد لن يغادر" للتوجه إلى الولايات المتحدة.

واشنطن تعرب عن "خيبة أملها" لإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي

وأكد متحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة لا يعني "تغييرا للموقف السياسي" لإدارة الرئيس جو بايدن وأوضح أن واشنطن التي سبق أن عطلت العديد من مشاريع القرارات المماثلة، لم تؤيد هذا القرار لأنه كان يفتقر إلى عناصر "أساسية مثل إدانة حركة حماس".

وقال كيربي: "لم نصوت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس. نحن نسد الفجوات المتعلقة بمفاوضات اتفاق تبادل الأسرى لكننا لم نصل إلى اتفاق بعد. لا أعلم ما إذا كان الوفد الإسرائيلي سيأتي إلى واشنطن أم لا وهو سؤال ينبغي توجيهه للإسرائيليين.

وشدد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، كيربي، على أنه "إذا قرر الإسرائيليون عدم القدوم إلى واشنطن بسبب تصويت مجلس الأمن فسنستمر بالتواصل معهم لإيصال آرائنا"، وأضاف "كنا نأمل بمناقشة عملية رفح مع وفد إسرائيل ولكن إذا قرروا عدم القدوم سنناقشها مع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت".

وردا على سؤال حول إلغاء الزيارة الإسرائيلية الأخرى، قال كيربي: "كنا نتطلع لإجراء مناقشة حول البدائل والخيارات لهجوم بري كبير لأننا لا نعتقد أن الهجوم البري في رفح هو المسار الصحيح للعمل". وأضاف أن "مسؤولين أميركيين كبارا سيعقدون رغم ذلك محادثات منفصلة مع غالانت بخصوص الرهائن والمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في رفح".

غالانت: لا يحق لنا أخلاقيا وقف الحرب على غزة

من جانبه، علّق وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، على قرار مجلس الأمن، في بيان صدر عنه خلال تواجده في البيت الأبيض، حيث وصل إلى واشنطن الليلة الماضية لعقد اجتماعات مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، والمسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وقال غالانت "ليس لدينا الحق الأخلاقي في وقف الحرب على غزة حتى نعيد جميع الرهائن إلى منازلهم. إذا لم نتوصل إلى حسم واضح ومطلق في غزة - فقد نخوض حربا في الشمال أيضا"، وأضاف "لقد جئت إلى هنا لتوضيح الحاجة إلى تقوية الجيش الإسرائيلي وتعزيز قوة دولة إسرائيل".

وتابع "في الاجتماع الأول مع مستشار الأمن القومي، سوليفان، سأوضح أهمية القضاء على حكم حماس وإعادة المختطفين إلى منازلهم. سوف نعمل ضد حماس في كل مكان، حتى في الأماكن التي لم نصل إليها بعد. سوف نقوم بتشكيل بديل لحماس حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من إكمال مهمته".

الصهيونية الدينية ضد واشنطن... "أوم شموم"

من جانبه، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الأمم المتحدة، في منشور على حسابه الرسمي بموقع "إكس"، وذلك عبر استخدام مصطلح باللغة العبرية عكف رئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون، على استخدامه، وهو "أوم شموم" ويقصد به أن "منظمة الأمم المتحدة منظمة فارغة ومتداعية".

وفي بيان صدر عن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، جاء أن "القرار الأميركي بعدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن يصب في مصلحة حماس ويضر بجهود إعادة الرهائن وتحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال القضاء على القوى المتطرفة وتعزيز القوى المعتدلة. ودولة إسرائيل لن تتوقف حتى القضاء التام على حماس وإعادة الرهائن".

وأضاف أن "علاقتنا مع الولايات المتحدة كانت دائمًا علاقة شركاء وليست علاقة دولة راعية. وهذه ليست المرة الأولى التي يُطلب فيها من حكومة إسرائيلية اتخاذ قرارات تتعارض مع موقف الإدارة الأميركية. كان هذا هو الحال مع قرار إقامة الدولة، وهذا هو الحال في كثير من حروب إسرائيل".

وتابع "هذا هو الحال الآن مع قرارنا بمواصلة قتال النازيين من داعش وحماس حتى النصر الكامل. إنني أؤيد قرار رئيس الحكومة وأدعو في هذه اللحظة الوجودية جميع القادة في إسرائيل إلى التسامي فوق الاعتبارات السياسية الضيقة والوقوف خلف الحكومة الإسرائيلية وزعيمها حتى النصر".

التعليقات