استشهاد الأسير سامي أبو دياك في سجون الاحتلال

استشهد الأسير سامي أبو دياك (38 عاما) قضاء جنين، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، متأثرًا بإصابته بمرض السرطان، وفق ما أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

استشهاد الأسير سامي أبو دياك في سجون الاحتلال

الأسير الشهيد أبو دياك (وفا)

استشهد الأسير سامي أبو دياك (38 عاما) من قضاء جنين، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، متأثرًا بإصابته بمرض السرطان، وفق ما أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

"إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي، وأريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا"، كانت تلك آخر رسائل الشهيد أبو دياك من داخل المعتقل.

في الأسابيع الأخيرة رفض أبو دياك الانتقال إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، قائلا: أريد الاستشهاد بين رفاقي الأسرى المرضى هنا في سجن "عيادة الرملة".

وتسود حالة من التوتر الشديد كافة سجون الاحتلال بعد استشهاد الأسير أبو دياك، حيث قامت إدارة السجون بإغلاق كافة أقسام الأسرى، بعد أن أبلغت الحركة الأسيرة باستشهاد أبو دياك، بحسب مكتب إعلام الأسرى.

والأسير الشهيد أبو دياك، وهو من بلدة سيلة الظهر قضاء محافظة جنين، وجرى اعتقاله بتاريخ 17/7/2002، وصدر بحقه حكما بالسجن لثلاثة مؤبدات و30 عاما، وواجه مرض السرطان الذي أصابه في الأمعاء ومن فشل كلوي وقصور في الرئة.

وخلال الأسبوعين الماضيين تفاقمت حالة الأسير أبو دياك وبات معرضا للموت بأي لحظة، وجرى نقله عدة مرات لمستشفى صرفند (أساف هروفيه)، بسبب إصابته بنزيف بالدم، حيث وصلت نسبته إلى 4، وانخفاض منسوب السكر إلى 20، ونقصان حاد بالوزن حيث وصل وزنه إلى قرابة 40 كيلوغرام.

ومنذ عام 2015 تعرض أبو دياك لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة" - التي تُمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى -  بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقاً إصابته بالسرطان، وبقي يقاوم السرطان والسّجان إلى أن استشهد اليوم بعد 17 عامًا من الاعتقال.

وكثفت هيئة الأسرى جهودها القانونية من خلال طاقم الدائرة القانونية، وتقدمت بطلب للإفراج المبكر والمشروط عن الأسير سامي أبو دياك، لكن بتاريخ 10/2/2019 تعمدت إدارة معتقلات الاحتلال إجراء عملية تقييم طبية للوضع الصحي للأسير سامي أبو دياك.

ووفقا لتقرير إدارة سجون الاحتلال تبين أن استجابة الأسير للعلاج الكيماوي المقدم له مقبولاً وأنه لا يعاني من أعراض جانبية صعبة كما في السابق، غير أن الفحوصات التي تمت لاحقا ومنها فحص الخزعة وفحص CTPET، أعطت تقديرات طبية مختلفة، وأفاد المختصون بأن الأسير أبو دياك سيعيش لمدة سنتين فقط.

وعلى الرغم من وجود تقارير طبية موثقة تثبت الحالة الصحية المتردية للأسير أبو دياك، إلا أن إدارة معتقلات الاحتلال رفضت طلب الهيئة للإفراج المبكر عنه بتاريخ 6/3/2019.

لكن محامو هيئة الأسرى تقدموا بطلب آخر للإفراج المبكر عن الأسير أبو دياك بتاريخ 4/8/2019، غير أن سلطات الاحتلال لم تكترث لحالة أبو دياك الحرجة، وقررت عقد جلسة للنظر في طلب الإفراج المبكر عنه خلال شهر كانون الثاني/ يناير للعام 2020، إلا أن طاقم الدائرة القانونية في الهيئة تقدموا بطلب استئناف لتقديم موعد جلسة النظر لأقرب فرصة ممكنة.

وباستشهاد أبو دياك، ارتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة منذ عام 1967م، إلى 222 شهيداً، من بينهم 67 أسيراً قتلهم الاحتلال عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمد.

التعليقات