تخفيض تاريخي لإنتاج النفط في السعودية وروسيا

توصلت روسيا والسعوديّة، اليوم، الخميس، إلى اتفاق بخفض إنتاج النفط ينهي حرب الأسعار بينهما التي هوت بأسعار النفط إلى مستويات متدنيّة تاريخيّة، بحسب ما ذكرت "رويترز".

تخفيض تاريخي لإنتاج النفط في السعودية وروسيا

إنتاج النفط في تكساس الأميركية (أ ب)

توصلت روسيا والسعوديّة، اليوم، الخميس، إلى اتفاق بخفض إنتاج النفط ينهي حرب الأسعار بينهما التي هوت بأسعار النفط إلى مستويات متدنيّة تاريخيّة، بحسب ما ذكرت "رويترز".

وفور شيوع الأنباء عن اتفاق بين روسيا والسعوديّة قفزت أسعار النفط 12٪.

وبحسب ما ذكرت "رويترز" ستخفّض السعودية إنتاجها من النفط بـ4 ملايين برميل يوميًا، بينما ستخفّضه روسيا بمليوني برميل فقط.

وتراجع الطلب العالمي على الوقود بما يصل إلى 30 بالمئة، منذ آذار/ مارس الماضي، بعدما أدت إجراءات مكافحة انتشار الفيروس لتوقف الطائرات والحد من استخدام السيارات وكبح النشاط الاقتصادي.

وبلغت أسعار خام القياس العالمي برنت أدنى مستوى في 18 عامًا الشهر الماضي، ويجري تداول الخام بأقل من 34 دولارا للبرميل، أي عند نصف مستويات نهاية 2019، ما وجّه ضربة عنيفة لميزانيات الدول المنتجة للخام وصناعة النفط الصخري الأميركي عالية التكلفة.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، إنه توصل إلى صفقة مع السعودية وروسيا يمكن أن تؤدي إلى خفض الإمدادات العالمية بين عشرة ملايين و15 مليون برميل يوميا، بما يعادل عشرة إلى 15 بالمئة من الإمدادات العالمية، وهو خفض غير مسبوق.

وأشارت مصادر في أوبك إلى أن خفضا كبيرا كهذا "ممكن إذا شاركت الولايات المتحدة"، لكن واشنطن لا تُبدي استعدادًا للمشاركة.

وسيبحث وزراء من "أوبك+"، التي تشمل أعضاء أوبك وروسيا ومنتجين آخرين، إلى جانب مشاركين إضافيين الأمر في اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، وتلقت الولايات المتحدة دعوة للمشاركة.

وأشارت الرياض وموسكو، اللتان اختلفتا عندما انهار اتفاق سابق على كبح الإمدادات في آذار، إلى أن اتفاقهما على تخفيضات جديدة أكبر بكثير سيعتمد على تخفيض الولايات المتحدة أيضا للإنتاج.

وتقول واشنطن إن الإنتاج الأميركي يتراجع تدريجيًا بسبب انخفاض الأسعار، لكن روسيا قالت إن هذا التراجع ليس مماثلا لخفض الإنتاج.

وتسعى موسكو والرياض جاهدتين للاتفاق على المستويات التي ينبغي أن تكون أساسا للتخفيضات.

وقال مصدر أحيط علمًا بالسياسة السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، إنها مستعدة لخفض قدره أربعة ملايين برميل يوميا، لكن عن مستوى الإمدادات المرتفع في نيسان/ أبريل، البالغ 12.3 مليون برميل يوميا، وليس عن مستوى مارس آذار البالغ عشرة ملايين برميل يوميا.

وتقول موسكو إن التخفيضات يجب أن تكون على أساس مستويات الإنتاج في الربع الأول. وقال مصدران روسيان إن الحد الأقصى لخفض إنتاج النفط الروسي سيبلغ مليوني برميل يوميا، ويبلغ إنتاجها الحالي نحو 11.3 مليون برميل يوميا.

التخفيضات لن تكفي

وقال مصدر روسي لـ"رويترز" إنه ليس متأكدًا "من الكيفية التي ستسوي بها روسيا والسعودية خلافاتهما اليوم“، وهو ما عبر عنه مصدران في أوبك، أيضًا.

وقال جولدمان ساكس ويو.بي.إس، اليوم، الخميس، إن التخفيضات المقترحة، رغم ضخامتها، لن تكفي لمعالجة التراجع الهائل في الطلب العالمي، وتوقعا إمكانية انخفاض أسعار الخام إلى 20 دولارا للبرميل، بل وأقل من ذلك.

وقال غولدمان ساكس في مذكرة "في نهاية المطاف، حجم صدمة الطلب هو ببساطة أكبر بكثير من أي خفض منسق للإمدادات".

وانهار الطلب على البنزين في الولايات المتحدة 48 بالمئة إلى 5.1 مليون برميل يوميا في الأسابيع الثلاثة المنتهية في الثالث من نيسان/ أبريل.

واجتماع "أوبك+" اليوم سيعقبه مؤتمر بالهاتف يوم غدٍ، الجمعة، لوزراء الطاقة بدول مجموعة العشرين، تنظمه السعودية أيضا.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، لقناة "العربية" السعوديّة، اليوم، الخميس، إنّ محادثات الجمعة قد تشهد إعلان دول مستوردة للنفط عن خطط لمشتريات بهدف بناء احتياطياتها الإستراتيجية ودعم الطلب.

وقد تأمر عدة ولايات أميركية الشركات الخاصة بالحد من الإنتاج بموجب سلطات يندر استخدامها. وتجتمع الجهة التي تنظم صناعة النفط في ولاية تكساس، أكبر ولاية منتجة للنفط في البلاد حيث تنتج نحو خمسة ملايين برميل يوميا، يوم 14 نيسان/ أبريل لبحث تخفيضات محتملة.

لكن ترامب لم يُبد أي رغبة في خفض إنتاج بلاده، بل وحذر من أنّ لديه خيارات كثيرة إذا أخفقت السعودية وروسيا في الاتفاق على تخفيضات للإنتاج.

ودعا عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي، في وقت سابق، البيت الأبيض لفرض عقوبات على الرياض وسحب القوات الأميركية من المملكة، وفرض رسوم على واردات النفط السعودي.

وتحتاج موسكو والرياض لتجاوز خلافاتهما التي اندلعت خلال اجتماع بين أعضاء مجموعة "أوبك+" في فيينا في السادس من آذار/ مارس، عندما رفضت روسيا المشاركة في خطط لتخفيضات تدعمها السعودية.

وقالت الرياض بعد ذلك إنها ستبدأ ضخ النفط بطاقتها القصوى لزيادة حصتها السوقية، بينما قالت موسكو في البداية إنها ستحذو حذوها لكنها تراجعت سريعا بسبب انهيار أسعار النفط مع إغراق السوق المتخمة أصلا بالخام الإضافي.

وأوردت وكالة تاس الروسية للأنباء أن أي تخفيضات ستستمر على الأرجح لثلاثة أشهر بدءا من أيّار/ مايو المقبل.

وبلغ أكبر خفض للإنتاج توافق عليه أوبك على الإطلاق 2.2 مليون برميل يوميا وذلك في 2008.

التعليقات