14/06/2020 - 21:40

رئيس الموساد يسعى لإقناع دول عربية بالضم وبصدد جولة بالمنطقة

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان")، مساء اليوم، الأحد، أن رئيس الموساد، يوسي كوهين، أجرى جولة خارجية زار خلالها دولا عربية، في محاولة للترويج لمخطط الذي تعتزم الحكومة الإسرائيلية تنفيذه في الضفة الغربية المحتلة.

رئيس الموساد يسعى لإقناع دول عربية بالضم وبصدد جولة بالمنطقة

مظاهرة في الأغوار رفضا لمخطط الضم (وفا)

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان")، مساء اليوم، الأحد، أن رئيس الموساد، يوسي كوهين، يستعد لإجراء مباحثات مع زعماء ورؤساء دول عربية، في محاولة للترويج لمخطط الضم الذي تعتزم الحكومة الإسرائيلية تنفيذه في الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب مراسل الشؤون العسكرية للقناة، روعي شارون، فإن رئيس الموساد سيجري محادثات مع رؤساء وزعماء دول عربية في المنطقة، من بينها الأردن ومصر، خلال الأسابيع المقبلة.

يوسي كوهين (أرشيفية - أ ف ب)

وأضاف أن ذلك يأتي بهدف استماع رئيس الجهاز الإسرائيلي للاستخبارات والمهام الخاصة، إلى موقف هذه الدول من الضم والاطلاع على المخططات التي أعدتها للرد على المخطط الإسرائيلي ومحاولة تخفيف حدة رودها المرتقبة.

وأشار إلى أنه إذا ما تطلب الأمر، فإن كوهين سيجري جولة خارجية في المناطقة، يزور خلالها دولا عربية للاجتماع بقادتها، وذلك وفقًا لمخرجات سلسلة المحادثات التي يعتزم إجراؤها خلال الفترة المقبلة.

وذكرت القناة الرسمية الإسرائيلية أنه خلال المداولات الأمنية مع المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، عبّر كل من رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، نداف أرغمان، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، عن "تقديرات متشائمة" ورجحا أن يؤدي الضم إلى تصعيد أمني في المنطقة.

في حين، شددت القناة على أن رئيس الموساد، كوهين، يعبر عن "تقديرات أكثر تفاؤلا" في ما يتعلق برد الفعل العربي والفلسطيني في مواجهة الضم، في المناقشات المغلقة لبحث مخطط الضم الذي تعتزم الحكومة الإسرائيلية الشروع بتنفيذه في الأول من تموز/ يوليو المقبل.

وعلى صلة، اجتمع مساء اليوم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست ياريف لفين - عن الليكود، بوزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس ووزير الخارجية، غابي أشكينازي - عن "كاحول لافان"، في محاولة للتوصل إلى اتفاق في الائتلاف الحكومة حول مخطط الضم.

وعقد الاجتماع بوساطة السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي يسعى "إلى تقريب وجهات النظر بين الليكود و‘كاحول لافان‘ والتوصل إلى إجماع إسرائيلي - إسرائيلي بشأن الضم، في ظل التلويح الأميركي بالتراجع عن دعم المخطط إذا لم يحظ بتوافق إسرائيلي.

وأشارت المراسلة السياسية للقناة، غيل كوهين، إلى أن الاجتماع استمر أكثر من 4 ساعات متواصلة، وشهد بداية المباحثات الجدية حول الضم بين "كاحول لافان" والليكود، فيما لفتت إلى أن فريدمان يلعب دور الوسيط المنحاز، إذ يعتبر من الداعمين المتحمسين لموقف نتنياهو بضم فوري لأوسع مساحة ممكنة من الضفة المحتلة.

في المقابل، ذكرت أن الخلاف الأبرز بين نتنياهو والليكود من جهة، وغانتس و"كاحول لافان" من جهة أخرى، هو على حجم الضم. فيما رجّحت أن يدعم غانتس مخطط ضم على مراحل يبدأ بالمستوطنات الكبرى على غرار "معاليه أدوميم" و"أريئيل"، ومنطقة "غوش عتصيون".

من جانيه، لا يزال نتنياهو يصر على تنفيذ ضم لأكبر مساحة ممكنة؛ وأوضحت القناة أن الجلسة الذي عقدت اليوم، هي الثانية من نوعها خلال الفترة القصيرة الماضية، ورجّحت بأن تشهد الأيام المقبلة جلسة أخرى في محاولة للتوصل إلى توافق إسرائيلي يضمن الدعم الأميركي لإجراءات الضم الوشيك.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن فريدمان حاول التوصل إلى خطة عمل لتنفيذ مخطط الضم بين نتنياهو وبين غانتس وأشكنازي، وأشارت إلى أنه لا يوجد اتفاق بينهم حتى الآن. وكان البيت الأبيض اشترط تنفيذ الضم بموافقة "كاحول لافان" كي لا يظهر أنه خطوة نفذها حزب الليكود، وإنما تنفذها "حكومة وحدة" إسرائيلية.

كما ذكرت أن فريدمان وأشكنازي التقيا، يوم الخميس الماضي، وناقشا مخطط الضم، وأن الاجتماع "عُقد كجزء من محاولة فريدمان لصياغة ضمٍّ يكون مقبولا على نتنياهو وغانتس وأشكنازي". ويشار إلى أن تقارير إعلامية إسرائيلية أشارت، الأسبوع الماضي، إلى أن صهر الرئيس الأميركي والمسؤول عن سياسة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، جاريد كوشنر، يعارض ضما أحادي الجانب وإنما بالاتفاق مع دول عربية.

ودعا مجلس المستوطنات نتنياهو، قبل الاجتماع الذي هقد مساء اليوم، إلى "الحفاظ على مبادئ ناخبي كتلة اليمين". وأضاف في بيان أنه "نريد جميعنا أن تكون أول رئيس حكومة يفرض السيادة. لكننا لا نريد أن تُذكر كرئيس حكومة وضع أسس إقامة دولة فلسطينية".

يشار إلى أن نتنياهو لم يطلع غانتس، ولا قادة الجيش الإسرائيلي أو جهاز الأمن العام (الشاباك)، على كيفية تنفيذ مخطط الضم أو موعد تنفيذه أو حجمه، باستثناء تصريحاته بأنه سيبدأ بتنفيذ المخطط بشكل أحادي الجانب، بحلول الأول من تموز/يوليو المقبل، فيما ترددت تقارير غير رسمية في وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن أن الضم قد لا يشمل غور الأردن وإنما الكتل الاستيطانية، وأن تنفيذ المخطط قد ينفذ على مراحل. وحسبما هو معلوم، فإن غانتس وأشكنازي يعارضان تنفيذ المخطط بشكل أحادي الجانب.

"حالة الحرب": سيناريوهات الجيش الإسرائيلي لليوم التالي للضم

وفي صلة، شدد المحلل العسكري في القناة 12 الإسرائيلية، روني دانييل، نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، على أن مخطط الضم يبقى ضبابيًا في هذه المرحلة حتى بالنسبة لقادة الجيش، وغير مطلعين على المناطق التي سيتم ضمها والإجراءات التي ستشرع فيها الحكومة في تموز/ يوليو المقبل.

ولفت إلى قناعة قادة الجيش الإسرائيلي بأن الضم سيجر تداعيات ميدانية مباشرة، وأن الجيش يتحضر إلى ثلاثة سيناريوهات أدرجت تحت عنوان "حالة حرب": خروج مظاهرات جماهيرية حاشدة، تنفيذ عمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، مرور الضم وسط حالة من الهدوء النسبي.

وفي ظل المعارضة الأوروبية للمخطط، يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مؤتمرا مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، غدا، وبين المواضيع المركزية التي سيتم بحثها سيكون مخطط الضم وعدم شرعيته وفقا للقانون الدولي وحل الدولتين للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" أن مفوض العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أجرى اتصالا هاتفيا مع غانتس، وعبر من خلاله عن قلقه من تنفيذ محتمل لمخطط الضم، مقابل التعبير عن استعداد الاتحاد الأوروبي بالعمل من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل التوصل إلى "سلام عادل ودائم".

التعليقات