31/10/2010 - 11:02

التحذيرات التي سبقت وقوع مجزرة شفاعمرو كانت كافية لمنع وقوعها!

إنتقال السفاح إلى تفواح وتقربه من كاخ ورفافاه وهروبه من الخدمة وبحوزته السلاح وتحذيرات الجيش وعائلته بشأن خطورته وإحتمال قيامه بتنفيذ جرائم.. لم يمنع وقوع المجزرة!

التحذيرات التي سبقت وقوع مجزرة شفاعمرو كانت كافية لمنع وقوعها!
إنتقال السفاح زاده من ريشون لتسيون إلى مستوطنة تفواح، المعروفة كبؤرة للمستوطنين المتطرفين وأتباع حركة كاخ، وتقربه من حركة كاخ ونشاطه في حركة "رفافاه" التي أسسها أحد سكان مستوطنة تفواح، وهروبه من الخدمة وبحوزته السلاح ورفضه المشاركة في تنفيذ فك الإرتباط، وتحذيرات عائلته من إحتمال تورطه في حادث خطير، بالإضافة إلى تحذيرات كانت لدى الجيش تشير إلى خطورته وإلى إحتمال قيامه بتنفيذ جرائم وأنه يجب البحث عنه بسرعة، وحتى المزاعم التي تشكك في سلامة صحته النفسية... كل ذلك لم يكن كافياً لمنع وقوع المجزرة الرهيبة في شفاعمرو..

وفي إطار الجهود التي تبذل لتفسير حقيقة ما حدث وإيجاد التبرير لإرتكاب المجزرة الدموية، وإضافة أبعاد أخرى للجريمة تسهل نزع حقيقة كونها عملية إرهابية كان بالإمكان منع وقوعها لو توفرت الرغبة بمنع وقوعها أولاً، وأنها نتيجة لممارسات الإحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وأجواء التطرف ومناخ التحريض العنصري السائد ثانياً، وتساهل السلطات تجاه مرتكبي الجرائم بحق الفلسطينيين ثالثاً، قال موقع "هآرتس الألكتروني، أنه يتضح من تحقيق الشرطة والشاباك والجيش حتى الآن في قضية السفاح عيدان ناتان زاده، أن المشكلة الأساسية التي منعت ضبطه مبكراً هو العلاقة المعطوبة بين أذرع الأمن المختلفة. كما جاء أن قسماً كبيراً من المعلومات المقلقة كانت لدى أجهزة الأمن، إلا أنه لم يتم "تجميع الصورة الإستخبارية المتوزعة على أجهزة الأمن" لرؤيتها كاملة، كما يتضح أنه لم يتم تناقل المعلومات ذات الصلة في داخل الهيئات المختلفة في الجيش.

كما جاء أن زاده قد تجند في كانون الثاني/يناير هذا العام في وحدة للمظليين، إلا أنه هرب من الخدمة في القاعدة العسكرية "للتصنيف والإستيعاب"، واعتقل عندما حاولت حركة اليمين المتطرف "رفافاه" (التي أسسها أحد المستوطنين في مستوطنة تفواح..!) الدخول إلى الحرم المقدسي، وتم تحويله إلى الشرطة العسكرية وسجن بسبب التهرب من الخدمة.

وبحسب المصادر ذاتها، عندما أعيد عيدن إلى وحدة التصنيف والإستيعاب في الجيش، أوصى ضابط الصحة النفسية بإعطائه درجة 45 في المقياس النفسي والصحي (بروفيل)، إلا أنه تم تأجيل ذلك حتى تبت فيه لجنة طبية. في هذه الفترة تمكن السفاح من الفرار ثانية من الجيش في أواسط حزيران/يونيو ولم يقم الجيش بنقل كافة المعلومات المتوفرة عنه لجهاز الأمن العام الشاباك.

وأشارت المصادر إلى أن زاده ترك رسالة في القاعدة العسكرية جاء فيها:" لست مستعداً لأخذ دور في منظمة تطرد اليهود. لن أمتثل لأوامر تدنيس السبت. لن أمتثل لأوامر طرد يهود. سأفكر في إستمرار الخدمة في الجيش".

وفي بداية شهر تموز/يوليو وصلت فرقة من الجيش إلى مستوطنة تفواح للبحث عنه، وتحدث ضابط القوة مع الراف في المستوطنة الذي أنكر وجوده فيه منذ فترة طويلة، ورجح أن يكون قد تسلل إلى غوش قطيف في قطاع غزة.

وقدم الضابط تقريراً للشرطة العسكرية وطلب تدخلها، وحذر من ان الجندي الهارب يحمل السلاح وأنه من الممكن أن يرتكب جرائم ويجب البحث عنه بسرعة.

ويتضح من تحقيق أجهزة الأمن أن جهاز الأمن العام لم يعلم بهذا التحذير مطلقاً..!

كما يتضح من التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش أنه بعد هروب زاده من وحدته في شهر حزيران، قام ضباط وحدته بزيارة بيت عائلته عدة مرات في ريشون لتسيون، وفي الزيارة الثانية قال والده أن زاده لا يسكن في البيت منذ سنتين وأنه يمكث كل الوقت في مستوطنة تفواح، هذه المعلومات لم تظهر في ملف زادة في الوحدة، ويبدو أن إخفاءها كان متعمداً!

وفي أعقاب وقوع المجزرة في شفاعمرو قرر رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش، دان حالوتس، تعيين لجنة خارجية للفحص! كما قرر إجراء فحص داخلي في شعبة القوى البشرية في الجيش حول بقاء السلاح في حوزته رغم المعلومات التي تشير إلى تقربه من حركة "كاخ". كما قام ضابط القوات البرية في الجيش بتعيين لجنة تحقيق.

ومن بين قضايا التي سيتم التحقيق فيها هي أداء الشرطة العسكرية وفحص المعلومات التي كانت متوفرة حول الخلفية السياسية للسفاح عند تجنيده.

ومن جهته بدأ جهاز الشاباك بإجراء فحص داخلي لاستيضاح ما كان متوفراً من المعلومات لدى الشعبة اليهودية في جهاز الأمن العام حول زاده، ولماذا لم يكن تقربه من حركة كاخ و"البروفيل" النفسي المنخفض، كافياً لوضعه تحت المراقبة المتواصلة التي كانت ستؤدي إلى كشف مخططاته قبل تنفيذها..!

وتجدر الإشارة إلى أن الشرطة بدأت التحقيق مع ثلاثة مستوطنين من مستوطنة تفواح حول معرفتهم بمخططات زادة وتم تمديد إعتقالهم يوم أمس لأربعة أيام، وتوجه لهم تهمة العضوية في تنظيم سري والتآمر لتنفيذ جريمة.

كما أشارت المصادر إلى أن عائلة زاده كانت قد توجهت إلى قيادة الجيش في الأسابيع الأخيرة بطلبات متكررة لإعتقال زاده الهارب من الخدمة، وذلك لخشيتهم من أن يتورط في حادث خطير في أعقاب إنتقاله إلى مستوطنة تفواح، وجاء على لسان العائلة:" خشينا من وجوده في مكان مثل مستوطنة تفواح والسلاح بحوزته"..!

التعليقات