31/10/2010 - 11:02

العصا تلوح في الهواء.../د.مجيد القضماني

العصا تلوح في الهواء.../د.مجيد القضماني

فليذهب "التفاح" إلى الجحيم!

بينما هناك من يذرف من أهالي الجولان الدموع على مكاسب مادية ويزعم زورا وبهتانا ان واقع الجولانيين الاقتصادي بلغ من التدهور حد الكارثة التي لا تطاق ولا يتوانى بعضنا عن تحميل دمشق قسطا من المسؤولية عن ذلك كون " صفقة التفاح " لم تنجز بعد!( انظر على سبيل المثال المقال الذي نُشر أمس في دليلك بعنوان: تفاحنا بالطريق إلى دمشق)، يتعرض وطننا وبلدنا لمؤامرة تعدها واشنطن وتل أبيب وباريس بالتعاون مع شخصيات لبنانية ( بعضها غرر به من أمثال وليد بيك!!) وبعضه الاخر من اليمين اللبناني والعربي يدفعه حقده على كل ما يمت بصلة لخيار المقاومة المسلحة والقوى الوطنية " المصرة على حمل البندقية " دفاعا عن ما تبقى من كرامة للعرب وحقوقهم في فلسطين والعراق..

فالمطالبة بـ"طرد" سورية من لبنان، يصب مباشرة في خدمة التحالف المعادي للعرب بغض النظر عن حسن أو سوء النوايا لدى هذه أو تلك من القوى والأحزاب..هذه الشعار يصب – أراد أصحابه ذلك أم لا - في خدمة التحالف الأمريكي-الصهيوني-الفرنسي الذي يهدف لوضع سورية على إيقاع تقديم المزيد من التنازلات في الملف الفلسطيني عبر القبول بتوطين اللاجئين وإلغاء حق العودة واستبعاد فصائل المقاومة المسلحة مما يعني في المنظور الاستراتيجي إضعاف قدرتها التفاوضية مع إسرائيل بخصوص أراضيها المحتلة في الجولان.

وعندما لم تثمر سياسة العدو طوال الفترة الماضية عن " نتيجة مرضية " كون اللبنانيين والسوريين اظهروا وحدة رائعة والتفافا واسعا خلف المقاومة وشرعيتها، لجئوا إلى حجة قديمة-جديدة تلقفتها أطراف لبنانية في أجواء مواتية اثر جريمة اغتيال الحريري وهي: " تحرير لبنان الفوري من الاحتلال السوري..!" في وقت تناست فيه هذه الأطراف اللبنانية ومعها جهات عربية - بوقاحة قل مثيلها – القضية المركزية في فلسطين والعراق!. وغني عن القول هنا ان "تحرير!" لبنان بهذه الطريقة وعبر هذه التنازلات لن تحسن إلا من موقف الطرف المعادي الذي لن يعجز عن اختلاق ذرائع جديدة وافتعال قصة أخرى حتى يمرر مشروعه مع أي جهة عربية يرغب باستهدافها.

مصلحة العرب الحقيقة هي بتقديم الدعم لحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية والمقاومة في العراق. الإجهاز على حزب الله وتفكيك فصائل المقاومة الفلسطينية يطبق الخناق على المشروع العربي المقاوم بالمنطقة ويضع قواه السياسية في موقف ضعيف كون حزب الله والمقاومة في العراق هما حاليا القوة الأهم التي يمكن أن تعيق المشروع الأمريكي- الصهيوني في بلاد العرب وليس فقط في لبنان أو العراق.

مصادر صحفية حذرت من أنباء تقول بان ألاف الجنود الأمريكيين خرجوا من العراق ولم تتضح بعد الجهة التي قصدوها وتتساءل: " أين هي الأساطيل الأمريكية والفرنسية في هذه اللحظة، هل هي متواجدة أكثر من العادة على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط؟ هل يخططون لغزو لبنان خاصة إذا تعاونت فرنسا، وخاصة إذا قدر التحالف الأمريكي-الصهيوني-الفرنسي أنهم سيلقون دعماً لبنانياً داخلياً كافيا..! "..

" العصا تلوح في الهواء الآن " ..فلنستفيق من سباتنا ولنرفع صوتنا دفاعا عن وطننا وبلدنا وشعبنا..إلا إذا كنتم – والله اعلم - من الذين يطالبون بتصدير التفاح إلى " الدولة المجاورة سوريا! " وليس إلى الوطن..إذا كان الأمر كذلك...فليذهب التفاح إلى الجحيم...!

التعليقات