18 عاما على هبة القدس والأقصى: زيارات وورود على أضرحة الشهداء

قام قادة وناشطون سياسيون وأعضاء لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والقائمة المشتركة واللجان الشعبية بزيارات إلى أضرحة شهداء هبة القدس والأقصى، صباح اليوم الإثنين، ووضع أكاليل الزهور عليها.

18 عاما على هبة القدس والأقصى: زيارات وورود على أضرحة الشهداء

زيارة أضرحة الشهداء، اليوم (تصوير "عرب 48")

قام قادة وناشطون سياسيون وأعضاء لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والقائمة المشتركة واللجان الشعبية بزيارات إلى أضرحة شهداء هبة القدس والأقصى، صباح اليوم الإثنين، ووضع أكاليل الزهور عليها. 

شهداء هبة القدس والأقصى 

واستشهد في هبة القدس والأقصى، برصاص أفراد الشرطة الإسرائيلية خلال المواجهات الدامية التي اندلعت في مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000 عقب اقتحام أريئيل شارون لباحات المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة 13 شابا هم: رامي غرة، إياد لوابنة، محمد جبارين، علاء نصار، وليد أبو صالح، عمر عكاوي، مصلح أبو جراد، محمد خمايسي، أحمد صيام، أسيل عاصلة، عماد غنايم، رامز بشناق ووسام يزبك.

انطلاق الفعاليات من البطوف

وفي منطقة البطوف، شارك العشرات في الزيارة التقليدية لأضرحة الشهداء في سخنين وعرابة، وحضرت وفود من المدينتين وقرية دير حنا إلى جانب قيادات الأحزاب والحركات الوطنية.

وزاروا مقبرة الشهداء في مدينة سخنين، حيث ضريحي الشهيدين، عماد غنايم ووليد أبو صالح، ووضعوا أكاليل الزهور، وألقيت كلمات حول أحداث هبة القدس والأقصى وذكرى الشهداء من قبل النائب د. جمال زحالقة ورئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، ورئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، وغيرهم. ثم توجهوا إلى زيارة ضريحي الشهيدين أسيل عاصلة وعلاء نصار في عرابة.

وفي كفر مندا، زار وفد القيادات والكوادر السياسية النصب التذكاري للشهيد رامز بشناق، ووضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري. وألقى رئيس المجلس المحلي، طه زيدان، كلمة شدد فيها على "وحدة الصف الداخلية للمجتمع العربي الفلسطيني لمواجهة تحديات الاستهداف لنا كمجتمع". واستعرض رئيس لجنة المتابعة السابق، محمد زيدان، أحداث هبة القدس والأقصى في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2000، واستهداف الشرطة الإسرائيلية للشباب العرب. 

وألقى النائب مسعود غنايم، كلمة لجنة المتابعة، أجمل فيها أهمية الوفاء للشهداء، وتطرق إلى أجواء الانتخابات المحلية، محذرا من حالة الانقسام الداخلي، وقال إن "رصاص الشرطي الذي استهدف شبابنا في هبة القدس والأقصى لم يسأل أي شاب عن اسم عائلته أو لأي طرف ينتمي. وحدتنا هي الأهم".

وتحدث عن ذوي الشهداء، شقيق الشهيد رامز، حلمي بشناق، الذي شدد على "رسالة الشهداء الموحدة لنا كمجتمع عربي فلسطيني في الداخل". 

وفي كفر كنا، التقى الوفد مع عدد من أهالي كفر كنا أمام النصب التذكاري لشهداء كفر كنا الذي يضم اسم شهيد هبة القدس والأقصى، محمد خمايسي، ووضعت أكاليل الزهور وألقى منصور دهامشة كلمة عن اللجنة الشعبية كما تحدث الأب سيمون خوري والشيخ كمال خطيب مؤكدين على أهمية إحياء الذكرى والتمسك بالثوابت الوطنية. 

وفي الناصرة، قام وفد لجنة المتابعة بزيارة النصب التذكاري في مدخل الحي الشرقي إجلالا لشهداء الناصرة، عمر محمد عكاوي ووسام حمدان يزبك وإياد صبحي لوابنة. وتحدث النائب أيمن عودة، مؤكدا على أهمية إحياء ذكرى الشهداء الذين دفعوا الثمن الباهظ من أجل قضية شعبنا.

وعم الإضراب العام والشامل الناصرة وأغلقت المحلات التجارية والمؤسسات وكافة المرافق الحيوية أبوابها، التزاما بالإضراب الذي أعلنته لجنة المتابعة العليا.

وأحيت بلدية الناصرة، صباح اليوم، بمشاركة رئيسها علي سلام وذوي الشهداء الذكرى الـ18 لهبة القدس والأقصى.

وجرى إحياء الذكرى ووضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء في المقبرة الفوقا، ثم على مواقع استشهادهم والنصب التذكاري في مدخل الحي الشرقي. وشارك في وضع أكاليل الزهور العشرات ممن حملوا صور الشهداء.

وقال رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، في كلمته إن "الشهداء الثلاثة ضحوا بدمائهم من أجل الحفاظ على مدينتهم والدفاع عنها أمام الشرطة الإسرائيلية. وبلدية الناصرة تعمل على أحياء ذكراهم كما يجب في كل عام، في ذكرى من ضحى بنفسه من أجل حماية الناصرة". 

وفي قرية معاوية، زار الوفد برفقة ذوي الشهيد أحمد صيام (18 عاما) ضريحه ووضعوا أكليلا من الزهور، وتحدث والد الشهيد مستذكرا ابنه والشهداء الذين قتلهم رصاص الشرطة الإسرائيلية.

وفي مدينة أم الفحم، قام المشاركون بالتوقف عند دوارات الشهداء بالشارع الرئيسي، ثم توجهوا إلى مقبرة أم الفحم، ووضعوا أكاليل الورود على ضريحي الشهيدين محمد جبارين (23 عاما)، ومصلح أبو جراد (19 عاما) من دير البلح. وألقى رئيس بلدية أم الفحم، الشيخ خالد حمدان، كلمة حيا فيها الشهداء الذين دفعوا أرواحهم دفاعا عن القدس والأقصى. 

وفي جت المثلث، اختتم وفد المتابعة زياراته عند ضريح الشهيد رامي غرة، ووضع عليه أكاليل الزهور، قبيل انطلاق المسيرة المركزية في القرية.

المتابعة: نجاح الإضراب العام لكل الشعب الفلسطيني مثير للاعتزاز

وخلال زيارة أضرحة الشهداء والنصب التذكارية، حيّا رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، "نجاح الإضراب العام، في كل فلسطين التاريخية، في البلاد والضفة والقطاع، تجاوبا مع دعوة لجنة المتابعة وإجماع الفصائل الفلسطينية، ردا على ‘قانون القومية’ الصهيوني الاقتلاعي العنصري، وإحياء للذكرى الـ18 لهبة القدس والأقصى، وشهداء شعبنا عامة".

وقال بركة، إن "نجاح الإضراب العام لكل الشعب الفلسطيني، مثير للاعتزاز، وهو قرار اتخذناه سوية بالإجماع مع الفصائل الفلسطينية كلها. وقد نتفهم أصواتا في داخلنا، تطرح بدافع الحرص والإخلاص، رؤية أخرى حول شكل الإضراب، وخاصة بما يتعلق بجهاز التعليم. ولكن في المقابل، هناك أصوات تنطق بلغة عربية، ولكن بعقلية صهيونية وكيلة للسلطة الحاكمة، تهاجم الإضراب والقيادات العربية، بسبب هذا الإضراب".

وأضاف أنه "فجأة صار وزير التعليم نفتالي بينيت العنصري، حريصا على مستقبل أجيالنا، ويهاجم الإضراب. ونحن نعلم أن غالبية المفتشين في جهاز التعليم، هم أناس مع شعبهم في قضاياهم، ولكن هناك بعض المفتشين الذين يعملون وكلاء عند بينيت، وينضمون لجوقة بينيت في التحريض على القيادات العربية وهيئاتنا الشعبية ضد الإضراب".

وقال بركة، إنه "منذ العام 2000 وحتى اليوم، تصاعدت العنصرية الإسرائيلية المؤسساتية والحزبية، وباتت أشد سفكا لدماء شعبنا، وتزيد من الحصار والتجويع. وحتى ظاهرة العنف والجريمة التي تتفشى في مجتمعنا برعاية السلطة الإسرائيلية الحاكمة، بهدف ضرب شعبنا من داخله".

ودعا بركة إلى "أوسع مشاركة في المسيرة القطرية إحياء للذكرى الـ18 لهبة القدس والأقصى، في الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم الإثنين، في قرية جت المثلث". 

زحالقة: شعبٌ واحد يتصدّى لـ"قانون القومية"

وقال رئيس حزب التجمُّع الوطني الديمقراطي، ورئيس الكتلة للقائمة المشتركة، النائب د. جمال زحالقة، إن "الإضراب العام للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده هو دليل على فشل مشاريع التجزئة والتفتيت، فها هو شعبنا يعلنها أمام العالم أنه شعب واحد، موحّدٌ في رفضه لتصفية قضيته عبر ‘قانون القومية’ أو ‘صفقة القرن’، وكلاهما وجهان لعملة واحدة".

وأضاف زحالقة، الذي تحدّث خلال زيارة أضرحة الشهداء، اليوم، أن "الإضراب العام والشامل للكل الفلسطيني هو خطوة غير مسبوقة منذ النكبة، وسيكون لها ما بعدها، حيث أن ‘قانون القومية’ يستهدف الشعب الفلسطيني كله، فهو يلغي حق اللاجئين في العودة عبر التأكيد على يهودية الدولة، ويشطب الدولة المستقلة مؤكدًا ان تقرير المصير لليهود فقط، ويمنح الشرعية للاستيطان ولضم القدس ويؤسس دستوريًا للتمييز والعنصرية ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر".

وأكد زحالقة على "رفض إدخال تعديلات تهدف إلى شرعنة القانون عبر إضافة كلمة مساواة أو ديمقراطية، فهذا لا ينقذه من عنصريته. إلغاء القانون غير كاف لأنه يعيدنا إلى ما كان قبله، والمطلوب هو إلغاء كل القوانين العنصرية وتفكيك نظام الأبرتهايد الإسرائيلي".

وتعهد زحالقة أمام أضرحة الشهداء بـ"مواصلة النضال من أجل القضية، التي استشهدوا من أجلها وهي قضية القدس والأقصى وقضية شعب فلسطين بأسره".

وختم بالقول "إنها في البداية والنهاية قضية واحدة لشعب يريد التحرر وتصحيح الغبن التاريخي".

اقرأ/ي أيضًا | الإضراب العام يشمل الكل الفلسطيني في جميع أماكن تواجده

التعليقات