المخابرات الإسرائيلية تتهم ومدحت الصالح ينفي من دمشق

من هو "العميل الأجنبي"؟ ومن يكون مدحت الصالح؟ ولماذا حذرت المخابرات الإسرائيلية وهددت الجولانيين من مغبة التواصل معه؟!

المخابرات الإسرائيلية تتهم ومدحت الصالح ينفي من دمشق
 من هو "العميل الأجنبي"؟ ومن يكون مدحت الصالح؟ ولماذا حذرت المخابرات الإسرائيلية وهددت الجولانيين من مغبة التواصل معه؟!
 
مدحت الصالح غادر الجولان السوري المحتل عبر شريط الحدود الشرقي لمجدل شمس الى الوطن الأم سورية عام 1998، بعد أن كان قد أمضى 12 عاما من الأسر في السجون الإسرائيلية بتهمة مقاومة الاحتلال، وبعد أن لوحق وأفراد أسرته من قبل المخابرات الإسرائيلية للنيل من عزيمته وعزيمة أسرته الصامدة على أرض الجولان المحتل. رفض المقامرة والمساومة على ما آمن به من مقاومة الاحتلال للجولان السوري و للأرض العربية، وهناك انتخب ممثلا عن أهالي الجولان كعضو في مجلس الشعب السوري لمدة أربع سنوات، تولى بعدها إدارة المكتب الذي يعنى بشؤون الجولانيين الاجتماعية والانسانية تحت الاحتلال، واستطاع من موقعه تحقيق الكثيرمن الخدمات في هذه الميادين، بحسب الجولانيين، وتردد اسم الصالح في الاونة الأخيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية، لا سيما في أعقاب حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت عددا من النشطاء السياسيين، وألصق اسمه باعتقال ماجد الشاعر وزوجته ونجله فداء، والناشط فارس الشاعر من مجدل شمس، ومحمود مصاروة من باقة الغربية بتهم التواصل معه، حيث وجهت لهم النيابة العامة الاسرائيلية تهم التواصل مع الصالح واعتباره "عميلا أجنبيا" يحظر التواصل معه..
من هو المستهدف؟ وماذا يراد من ذلك..؟
 
 
أحد مشايخ عائلة شمس: المخابرات الاسرائيلية وجهت لنا تهديدا مبطنا، لكنه مباشر من مغبة التواصل مع الصالح..
 
أثارت الحملة المخابراتية على عدد من النشطاء السياسيين سخط وغضب الجولانيين، لاسيما في بلدة مجدل شمس، وبالتحديد في أعقاب اعتقال ماجد الشاعر وأفراد أسرته، والمواجهات التي حصلت في تلك الأثناء بين الأهالي وقوات الشرطة التي اقتحمت البلدة بشكل استفزازي لاعتقال الشاعر بتهمة التواصل مع مدحت الصالح، كما تعالت وتيرة الغضب أكثر فأكثر بعدما اجتمع رجال المخابرات الاسرائيلية بعدد من المشايخ والوجهاء الجولانيين، وتوجيه التهديد لهم من مغبة تواصل الجولانيين مع الصالح.
 
وقال شيخ من عائلة شمس: "لقد اجتمع رجال المخابرات الإسرائيلية بنا بشكل مباشر في مجدل شمس ووجهوا لنا تهديدا مبطنا، بمعنى أن كل من يتواصل مع مدحت الصالح سيعرض نفسه للمساءلة القانونية. وليس هذا فحسب، بل طلبوا منا أيضا تعميم هذا التحذير على سائر أهالي قرى الجولان، وقالوا عليكم تبليغ هذا التحذير للجميع، لكن نحن نقول إننا لن نعمم، ولسنا أجيرين عند أحد.
 
وأضاف متسائلا: "ماذا يريدون منا بعد، فنحن أكثر الجماعات قهرا وغبنا في هذا العالم، وهم يلاحقوننا على أبسط الحقوق الإنسانية في التواصل مع الأهل والأبناء؟.
 
الصحفي والناشط نواف البطحيش: إسرائيل اتهمت الصالح، وسورية والصالح ينفيان رسميا..
 
البطحيش المطلع والمواكب لقضايا الجولان استعرض خلال اجتهاداته الكثير من تفاصيل وأهداف حملة المخابرات الإسرائيلية ضد النشطاء الجولانيين، وكذلك حول الزجّ المخابراتي لاسم مدحت الصالح في كل شاردة وواردة.
 
وقال: "على الرغم من نفي سورية للتهم رسميا على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم برسائل وجهت الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن الدولي، ورئيس مجلس حقوق الإنسان، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر، والمفوضةالسامية لحقوق الإنسان، مؤكدا على أن الاعتقالات جاءت بتهم مفبركة هدفها الضغط علىأبناء الجولان. وطالب هيئة الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها، وذلك بالضغطالجدي على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، وانتهاكها لأبسط قواعد حقوق الإنسان. كما طالبها بإطلاق سراح كلالمعتقلين والموقوفين السوريين من أبناء الجولان في سجون الاحتلال، والانسحاب منالجولان السوري المحتل تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة".

وأشار البطحيش إلى أن المستهدف هو عملية التواصل، وأن ما حققه مدحت الصالح بات يقلق السلطات الإسرائيلية. وقال إن بعض الجولانيين يعتقد أن تضخيم التهم ضد نشطاء سياسيون هدفه الحد من فعالية المقاومة الوطنية بالجولان، وأن ما حققه مدحت الصالحعلى الساحة الاجتماعية بالجولان بات يقلق السلطات المحتلة، الأمر الذي دفعالسلطات المحتلة إلى مواجهته والعمل على الحد من تأثيره الاجتماعي بالجولان سياسياواجتماعيا واقتصاديا، وبالتالي فإن كثيرين من أبناء الجولان يرون بالاتهاماتالاسرائيليه باطلة وتستهدف حالة التواصل بين أبناء الجولان المحتل والأهل علىامتداد الوطن.
 
وأضاف: "باعتقادي إن مدحت الصالح تمكن وبنجاح من الإحاطة بكافة قضاياالمواطنيين السوريين بالجولان السوري المحتل سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وتمكن منمعالجة الكثير منها بالتعاون مع الجهات المعنية بدمشق والمؤسسات الدوليه بدءابالمؤسسات التابعة للأمم المتحدة وحقوق الإنسان. وساهم في نقل معاناتهم وتصويرواقع الجولان تحت الاحتلال عبر وسائل الاعلام للمجتمع الدولي داحضا كل تشويهساهمت به الدعايه الإعلامية المعادية، ومؤكدا على هوية الجولان الوطنية ودور أبناءالجولان في مقاومة الاحتلال.
 
وتابع إن الدور المتميّز لمدحت الصالح في إدارة ومتابعةقضايا السكان الخاصة والعامة سواء كان على المستوى المحلي أو على المستوى العربيوالدولي كان محط اعجاب وتقدير أبناء الجولان المحتل بكافة فئاتهم السياسيةوالاجتماعية مما ساهم في إنشاء شبكة علاقات اجتماعية واسعة مع مواطني الجولانالمحتل، ولم يتوان أي من أبناء الجولان عن الاتصال به بطلب المساعدة في حل أيةقضي.
 
وقال إن الصالح كان قد نفى بشكل رسمي كافة الاتهاماتالتي وجهتها له أجهزة الاستخبارات في إسرائيل ، مؤكدا أنها  أكاذيبعارية عن الصحة و أن هدفها "حاربة الناشطين على الساحة الجولانية في مواجهةالاحتلال". وأضاف أنه وعبر مكتب الجولان الذي يديره، فقد حظي أابناء الجولان باهتمام الجهات المعنية في الوطن الأم بحل كافة القضايا التي تهمأبناء الجولان، ولعل قضية تسويق منتوج التفاح لمزارعي الجولان وصدور بعض المراسيمالجمهوريه بمعالجة قضايا أبناء الجولان كانت نتيجة لدراسات ميدانيه تحت إشراف مكتبالجولان".
 
واعتبر البطحيش أن الخطوات الإسرائيلية ضد مدحت الصالححربا سياسية تستهدف كافة الإنجازات التي حققها لأبناء الجولان فيالجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وبالتالي الهوية الوطنية والقوميةلأبناء الجولان والتأثير السلبي على حالة التواصل بين أبناء الجولان المحتل والأهلعلى امتداد الوطن .... ...
 
يذكر أن سلطات الاحتلال قد نفذت مؤخراحملة اعتقالات واسعة في الجولان، شملت العديد من النشطاء ومن ذوي الفعاليات السياسيةوالوطنية، بعضهم تم إطلاق سراحهم في حين لا يزال البعض منهم رهن الاعتقال بتهمة المسّ بأمن الاحتلال. علما أنه من خلال لوائح الاتهام يتضح إن الاحتلال يتهم مدحت الصالح بأنه ضابط استخبارات سوري.

التعليقات