بعد أكثر من ربع قرن صدقي المقت يعانق فضاء الحرية

في العشرين من أيار عام 1986 أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في مدينة اللد حكما جائرا بحقه بالسجن لمدة 27 عاما. وخلال جلسة النطق بالحكم رفض صدقي مع رفاقه الوقوف للقاضي العسكري رافضا الاعتراف بشرعية محاكمته. وفي كلمته أمام طاقم المحاميين ومحامي الصليب الأحمر الدولي وقاضي المحكمة العسكرية،

بعد أكثر من ربع قرن صدقي المقت يعانق فضاء الحرية


بعد 27 عاما من  الاسر وبأجواء احتفالية استثنائية،  احتضنت بلدة مجدل شمس في الجولان العربي السوري المحتل عصر امس الاربعاء  الاسير المحرر صدقي المقت  وذلك وسط عرس وطني حضره الحشود من قرى الجولان وعرب الداخل وبحضور عدد كبير من اسرى محررين وذوو اسرى وأعضاء الرابطة العربية لأسرى الداخل تقدمهم المناضل منير منصور .


هذا وكانت ادارة مصلحة السجون قد افرجت عن الاسير المقت الساعة الخامسة صباحا من سجن الجلبوع شطة في محاولة منها لمنع استقبال الاسير المحرر كما هو معتاد لدى الجولانيين ,إلا أن ذلك لم يمنع منهم استقباله ابما يليق بالأسرى الابطال امثاله، حيث انطلق موكب مركبات من مقام النبي شعيب (ع) برفقة الأسير بإتجاه هضبة الجولان والتحم الموكب بموكب مستقبلين آخر وطاف الموكب أحياء قرى الجولان بدءا  بقرية بقعاثا مرورا بقرية مسعدة وعين قنيا، حيث اصطفت طوابير المهنئين على جوانب الشوارع رافعين الرايات الوطنية والاعلام السورية وصولا الى ساحة سلطان باشا الاطرش في بلدته مجدل شمس. وألقى الأسير المقت كلمته التي تضمنت تحية لحشود المستقبلين رافعا صور رفيقيه الشهيدين هايل أبو زيد وسيطان الولي , كما وابرق تحياته الى رفاقه الاسرى في السجون الاسرائيلية، متمنيا لهم التحرير القريب وداعيا كافة قوى شعبنا وقياداته الى الالتفاف أكثر حول ملف الاسرى النازف وإيلائهم الاهتمام الذي يستحق كأسرى حرية.


كما وتحدث عدد اخر من الشخصيات السياسية والدينية و منهم المناضل منير منصور و الاب عطالله حنا  مهنئا ومتمنيا لسوريا ان تخرج من ازمتها  والحفاظ على مكانتها ودورها القومي.

   الأسير السوري صدقي سليمان المقت مواليد 16 نيسان 1967 من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل انهي المرحلة الابتدائية في مدارس القرية ، ثم المرحلة الإعدادية والثانوية في قرية مسعدة.

بادر مع مجموعة من رفاقه وهم مدحت الصالح، الشهيد سيطان الولي والشهيد هايل بو زيد والرفاق عاصم الولي وبشر المقت ، إلى تأسيس " حركة المقاومة السرية" حيث استولت على عدد من القنابل اليدوية والالغام الارضية المنتشرة في احدى المخازن العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي. واشترك في كافة عمليات المقاومة، وجولات الرصد والاستكشاف الميداني للمواقع العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في مرتفعات الجولان العربي السوري المحتل، وكان احد المشرفين على عملية الاستيلاء على المعدات العسكرية والقنابل اليدوية من مخزن عسكري إسرائيلي قرب مستوطنة "نفي اتيب". وهو احد منفذي عملية تفجير معسكر إسرائيلي قرب قرية بقعاثا. وقد كان ناشطا قبل اعتقاله في أوساط الطلبة والشبيبة.


اعتقال المقت:

في ليلة 23/8/1985 وبعد 12 يوما من اعتقال شقيقه بشر المقت، اعتقلته سلطات الاحتلال العسكرية بتهمة مقاومة الاحتلال. وخضع إلى التحقيق المكثف من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية،. في العشرين من أيار عام 1986 أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في مدينة اللد حكما جائرا بحقه بالسجن لمدة 27 عاما. وخلال جلسة النطق بالحكم رفض صدقي مع رفاقه الوقوف للقاضي العسكري رافضا الاعتراف بشرعية محاكمته. وفي كلمته أمام طاقم المحاميين ومحامي الصليب الأحمر الدولي وقاضي المحكمة العسكرية، قال " انت اغتصبتم ارضي، ومن حقي الدفاع عنها ومقاومتكم، لا اعترف بشرعية محكمتكم الصورية هذه، وانشد الاسير مع رفاقه النشيد العربي السوري "حماة الديار "، فطرد من قاعة المحكمة أسوة برفاقه التسعة الباقيين.


مساهمات نضالية مع الحركة الاسيرة داخل الاسر

ساهم الاسير المقت في العديد من الخطوات النضالية داخل المعتقل للمطالبة بتوفير الحد الأدنى من الحياة الإنسانية للمعتقل في السجون الاسرائيلية. ويتعبر احد رموز الحركة الوطنية الاسيرة في السجون الإسرائيلية.

 

التعليقات