31/10/2010 - 11:02

شرطة إسرائيل في لواء الجنوب: "العرب مجرمون بطبعهم"!

هذه الوصمة التي الصقتها الشرطة بكل عرب النقب نشرت على موقعها الالكتروني، وبعد استفسار صحيفة محلية ازيلت الدراسة وادعت الشرطة وصول التقرير بالخطأ الى موقعها!!

شرطة إسرائيل في لواء الجنوب:
تؤكد دراسة نشرتها شرطة اللواء الجنوبي على موقعها الالكتروني، تحت عنوان "الوسط البدوي"، أن الشرطة تتحمل مسؤولية كبرى عن بث رسائل الكراهية للعرب في المجتمع الاسرائيلي، حيث تعتبر المجتمع العربي-البدوي في النقب، برمته، مجتمعا مجرما بطبعه!

وبموجب هذه "الدراسة" التي تحدد الشرطة بناء عليها، كل عملياتها في القرى العربية، يعتبر المجتمع العربي البدوي في النقب، اما مجتمعا مجرماً او معاديا للسلطات.

وتبدأ هذه الدراسة التي تنضح بالتوجه العنصري ازاء عرب النقب، بتفكيك البدو إلى عشائر حيث تبدأ بقبيلة الترابين التي تجعل منها الشرطة قبيلة تقوم على الجريمة، حيث جاء حرفيا ان "أهم عمل لعشيرة الترابين هو الجريمة، مثل الابتزاز والحراسة بالقوة وسرقة السيارات والمخدرات وغيرها". وتضم هذه القبيلة عشائر الصانع وأبو صهيبان وغيرها.

أما القديرات فيعتبرها موقع الشرطة "تعاني من الجريمة في جميع أطرافها". ويفصل الموقع عشائر أبو رقيّق وأبو كف والهواشلة والصانع والأعسم والأطرش وأبو صلب وعشائر أخرى صغيرة تشكل نحو 20 ألف نسمة معًا. ويعتبر هذه القبيلة تمارس "جميع أنواع الإجرام أكثر من أي قبيلة بدوية أخرى".

وحين فحص معدو الدراسة من من بين القبائل الكبيرة يعتبر أفرادها أكثر عرب-النقب قومية ووطنية، ويناضلون من أجل حقوقهم، وأشاروا "بالاتهام" إلى أبناء قبيلة القديرات.
ويقول الموقع أن أبناء قبية العزازمة المكونة من 13 ألف نسمة هم "أهم مشكلة تواجه شرطة اللواء الجنوبي". ويسكن 3000 من أبناء القبيلة في شقيب السلام والبقية موزعون على عدة قرى لا تعترف بها السلطات بين بئر السبع ومتسبيه رامون. وتتألف قبيلة العزازمة من عدة عشائر أكبرها عشيرة زنون، والدنفيري، وكشخر، وأبو قردود، وأبو حميد وغيرها (الموقع غير دقيق لأن عشيرة الكشخر من الظلاّم – ي.ع.). ويقول الموقع إن "أهم ما يقوم به أبناء القبيلة هو عمليات تهريب المخدرات من الحدود المصرية والأردنية، وكذلك تهريب النساء والأسلحة من مصر، إلى جانب سرقة السيارات وتزييفها"، على حد رأي موقع شرطة إسرائيل.

أما مجموعة العشائر التي تلي العزازمة، فهي قبيلة الحكوك من بطن التياها. وتتألف القبيلة من الهزيّل والأسد والزيادنة، والطوري وعشائر أخرى صغيرة (الموقع غير دقيق حيث ان عشيرتي الزيادنة والطوري تنتميان الى قبيلة أخرى – ي.ع.). أما جل عمل هذه العشائر وفق موقع الشرطة فهو "سرقة السيارات والتجارة بالمخدرات واقتحام المتاجر وغيرها". ثم يضيف الموقع بأن قبيلة الحكوك "غير ناشطة في المجال الوطني"!

وحسب الموقع فإن هناك قبلتين لا تكثر فيها الجريمة: قبلية الظلام (أبو قرينات، وأبو جويعد، وأبو ربيعة، والصرايعة وغيرها)، وقبيلة النتوش (من بطن التياها) والتي تتألف من العطاونة وأبو شارب وغيرها.
ويقول الموقع الرسمي لشرطة إسرائيل: "إن مشكلة البدو بعيدة عن الحل. وبسبب ضائقة السكان ومشاكل الأرض فإن هذه الفئة السكانية ستتحول شيئًا فشيئًا إلى أكثر فاعلية وسط عرب إسرائيل في نضالها من أجل حقوقها ما قد يتحول إلى نضال وطني".

ويقول الموقع أن نسبة التكاثر الطبيعي بين البدو تصل إلى 5.5% وهي من أعلى النسب في العالم، والحديث عن "حقيقة لا مثيل لها في الأوساط الأخرى"، على حد تعبير الموقع.
ويتوقع موقع الشرطة بأنه حتى بعد إقامة كل القرى المخطط لإقامتها، في العام 2010، فإن عدد المواطنين العرب-البدو في النقب سيصل إلى 230 ألف نسمة، وسيبقى نحو 100 ألف نسمة بدون حل للسكن.

المتابع لتصريحات جنرالات الشرطة في السنوات الأخيرة، يلاحظ تغييرًا جذريًا في توجهاتهم. فقد كان القادة الكبار في الشرطة يصرحون أن على السلطات الإسرائيلية العمل من أجل حل ضائقة السكان العرب-البدو، وأن الشرطة ليست جزءً من هذا الحل. أما اليوم فنجد تغييرًا في المنهج، خاصة على خلفية إقامة وحدة شرطية جديدة "لمكافحة البناء غير المرخص" بالأساس، والتي صادقت عليها حكومة شارون. فالشرطة تقول بأنه لا يوجد حل للمشكلة في الأفق، وبالمقابل هناك حاجة للعمل على وقف كا تسميه "مظاهر الجريمة في هذا المجتمع، التي تتفاقم وتصل إلى كل عائلة"، حسب إدعاء الدراسة.

وادعت الناطقة بلسان الشرطة نفسها في تعقيبها على صحيفة "كول هانيغف" المحلية التي كشفت النقاب عن ذلك في نهاية الأسبوع، ان هذه الدراسة وصلت بالخطأ إلى موقع الشرطة الرسمي.

وقد قامت الشرطة بشطب هذه الدراسة من الموقع، بعد كشف النقاب في الصحيفة العبرية المحلية في بئر السبع. وحسب رأي الناطقة بلسان الشرطة "إن الحديث عن دراسة داخلية جاءت ليتعلم الضباط منها عن مبنى المجتمع العربي"!
ملاحظة أخرى يجب الإشارة إليها، أن القرى التي تقل فيها نسبة الجريمة كما يقول موقع الشرطة، هي قرى يكثر فيها الأكاديميون.

التعليقات