31/10/2010 - 11:02

مطالبة المحكمة العليا بربط بيت طفلة مريضة بالسرطان بالتيار الكهربائي

اسرائيل "واحة الدمقراطية" ترفض ايصال الكهرباء لقرى عربية لا تعترف بها من منطلقات عنصرية بينها قرية الاطرش التي تسكنها الطفلة ايناس الاطرش ما يعرض حياتها للخطر!

مطالبة المحكمة العليا بربط بيت طفلة مريضة بالسرطان بالتيار الكهربائي
قدّمت جمعيّة حقوق المواطن وجمعيّة أطباء لحقوق الإنسان صباح اليوم (الأربعاء) إلتماسًا للمحكمة العليا الاسرائيلية ضد وزير الصحّة ووزير البنى التحتيّة ووزير الداخليّة الإسرائيلي، وطالبتا بإيصال بيت طفلة عربية تعاني من مرض السرطان من قرية الأطرش غير المعترف بها في النقب، بشبكة الكهرباء وتزويد بيتها بالكهرباء بشكل منتظم.

وقدّمت الإلتماس المحاميّة سونيا بولس من "جمعيّة حقوق المواطن".

وتبلغ الطفلة إيناس يوسف الأطرش الثالثة من عمرها وهي تسكن مع أهلها في قرية عربيّة بدويّة غير معترف بها في النقب، جنوب شرق بلدة حورة.

وتمّ تشخيص مرض السرطان لدى الطفلة ايناس في القفص الصدري في كانون الثاني الماضي، وهو نوع خطير من الأورام السرطانيّة، علمًا أن الأطباء قاموا بتشخيص المرض في مرحلة متقدمّة بعد أن انتقل للرئة اليمنى وأضلاع الصدر والإبط.

ولم يمكّن التشخيص المتأخر للمرض الأطباء من إجراء عمليّة جراحيّة لاستئصال الورم وعليه اضطرت الطفلة للخضوع لسلسلة من العلاجات الكيماوي المكثفة.

وقد نجح العلاج في تصغير حجم الورم السرطاني وفي شهر اَذار الفائت خضعت الطفلة لعمليّة جراحيّة من أجل استئصال الورم والأضلاع الأماميّة المصابة.

وبعد العمليّة تلقّت الطفلة علاجًا كيماويًا في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع كان له عوارض جانبيّة صعبة للغاية. بالإضافة تتلقى الطفلة يوميًا مضادات حيويّة وتحتاج لعلاج بواسطة حقن الـ GCSFمن أجل تقوية جهاز المناعة.

ومن أجل ضمان نجاعة هذه الحقن يجب حفظها بالثلاجّة في درجة حرارة 0-4. وقد يعرض أي تلوّث بسيط حياة الطفلة للخطر. ويذكر أن التكييف الهوائي خلال أشهر الصيف الحارّة هو أحد الشروط التي تساعد على الحفاظ على النظافة اللازمة في البيت وقد يؤدي تعرض إيناس للحر الشديد إلى إصابتها بأمراض في الأمعاء مما يشكل خطرًا على حياتها.

وخضعت إيناس لعمليّة مركبة للغاية يوم أمس (الثلاثاء) من أجل استئصال خلايا سرطانيّة من أضلاع في صدرها ومن أجل التأكد من عدم انتشار المرض مجددًا.

هذا ويتم تزويد بيت الطفلة بالكهرباء بواسطة مولد كهربائي، يزوّد أربعة بيوت أخرى بالكهرباء لمدة ثلاث ساعات في اليوم فقط وذلك بسبب التكاليف الباهظة لتشغيله، إذ يكلف تشغيله لمدّة 12 ساعة حوالي 6000 شيكل في الشهر ولا تستطيع العائلة دفع مثل هذا المبلغ.

وبعد أن تمّ اكتشاف المرض لدى الطفلة توجه والداها لشركة الكهرباء وشرحوا لهم خطورة وضع ابنتهم الصحي وحاجتها للكهرباء في البيت اَملين أن يجدا حلا لمشكلة إبنتهما. إلا أن سلطات دولة اسرائيل رفضت الإستجابة لطلب العائلة بالرغم من علمها بأن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يعرّض الطفلة لخطر الموت.

ووجد والدا الطفلة حلا مؤقتًا لمشكلة حفظ الحقن وذلك بواسطة حفظها في كيس مليء بالثلج في داخل الثلاجة التي لا تصلها الكهرباء في أغلب ساعات اليوم.

إلا أن هذا الحل لا يحل المشكلة ولا يضمن الحفاظ على النظافة اللازمة للطفلة.

ويذكر أن الحفاظ على النظافة في القرى غير المعترف بها هو أمر في غاية الصعوبة نظرًا لاجتماع عدّة عوامل معًا بينها الحر الشديد في أشهر الصيف وعدم إيصال هذه القرى بشبكة المياه والمجاري والكهرباء وعدم جمع القمامة.

وأشارت المحاميّة بولس في الإلتماس إلى أن جمعيّة "أطباء لحقوق الإنسان" كانت قد توجهّت إلى جهات حكوميّة مختلفة وإلى شركة الكهرباء وإلى مدير وزارة الصحّة والمسؤول عن لواء الجنوب في وزارة الداخليّة (الذي حوّل التوجه لوزير الداخليّة)، وإلى نائب مدير دائرة الكهرباء في وزارة البنى التحتيّة ووزير البنى التحتيّة بنفسه، وطالبتهم بإيصال بيت الطفلة بالتيار الكهربائي على الفور أو إيجاد حل مؤقّت من أجل انقاذ الطفلة.

إلا أن هذه التوجهات لم تجد نفعًا ولم تقترح أية جهة رسمية اسرائيلية حلا عمليًا من أجل إيصال بيت الطفلة المريضة بشبكة الكهرباء.

وكان الإقتراح الوحيد الذي بدر هو نقل العائلة إلى بلدة أخرى أقامتها الدولة! إلا أن هذا الإقتراح غير عملي بتاتًا لأن العائلة مكونّة من ثمانية أفراد وسيكون نقل مركز حياتهم لمكان اَخر صعبًا للغاية لضيق الوقت. كذلك سوف يؤثر هذا الإنتقال على نفسيّة الطفلة بسبب التوتر الذي سيولده الإنتقال.

بالإضافة لذلك فإن والدا الطفلة يتلقيّان الدعم من العائلة الموسعة التي تسكن بالجوار، إذ أنها تقوم بعناية أخوة الطفلة عندما يسافر الوالدان مع الطفلة للعلاج (منذ أن تمّ تشخيص المرض لدى الطفلة إضطرت إلى البقاء في المستشفى 17 مرّة لمدة ثلاثة أيام على الأقل وأحيانًا لأكثر من أسبوع). وفي بعض الحالات إضطر الأهل إلى نقل ابنتهما إلى المستشفى بسرعة في منتصف الليل. وفي هذه الحالات اضطر والدا الطفلة إلى الإستعانة بالعائلة الموسعة (أبنهما البكر يبلغ الثامنة من عمره فقط). ولم يساعد التوجه إلى الجمعيّات أيضًا لأن هذه الجمعيّات لم تستطع تجنيد المبلغ المطلوب لإيصال بيت الطفلة بجهاز طاقة تمكّن من تشغيل التكييف والثلاجة في نفس الوقت. واكدت المحاميّة بولس أن واجب توفير الحل المناسب ملقى على عاتق الدولة لأنها هي المسؤولة عن حياة وصحّة مواطنيها.

وشددت المحاميّة بولس في الإلتماس أن عدم إيصال بيت الطفلة لشبكة الكهرباء يمس في حقوق الطفلة الدستوريّة في الصحّة والحياة، فمثل سائر الأطفال في الدولة كذلك لإيناس الحق في تلقي المساعدة من الدولة، كونها طفلة محتاجة للحماية.

كذلك اكدت المحاميّة بولس أن الدولة تميّز بحق الطفلة على أساس انتمائها للأقليّة العربيّة التي تسكن في القرى غير المعترف بها في النقب وتمس في حقها الدستوري في الكرامة، فحق إيناس في الحياة وواجب تفضيل مصلحتها يفوقان اي اعتبار بخصوص التخطيط أو أي اعتبار اَخر. وشددت المحاميّة بولس أن إيصال بيت الطفلة للكهرباء ضروري من إجل إنقاذ حياة الطفلة وليس فقط من أجل التخفيف عنها وتحسين جودة حياتها.

وأنهت المحاميّة بولس الإلتماس بقولها أن عدم إيصال بيت الطفلة بالتيار الكهربائي وعدم إيصال بيوت مرضى اَخرين لأنهم يسكنون في قرى غير معترف بها "ما هو إلى نتيجة سياسة مميزّة ومتطرفة تنتهجها الدولة اتجاه الأقليّة العربيّة – البدويّة في إسرائيل".

وطالبت المحاميّة بولس من المحكمة تحديد موعد قريب من أجل البت في الإلتماس.

التعليقات