29/12/2010 - 11:13

في مدينة يافا: التحدث باللغة العربية غير أخلاقي

مدير مدرسة مختلطة يصدر تعليمات للطلاب العرب بعدم التحدث باللغة العربية * الطلاب العرب لا يدرسون اللغة العربية ويتم تجاهل هويتهم القومية

في مدينة يافا: التحدث باللغة العربية غير أخلاقي
تظاهر عدد من الطلاب العرب وذويهم وبعض من أهالي مدينة يافا يوم أمس، الثلاثاء، قبالة المدرسة الإعدادية "البلدية ز" في يافا، وذلك في أعقاب تعليمات مدير المدرسة دافيد بن زوهر منع الطلاب العرب من التحدث باللغة العربية.
 
تجدر الإشارة إلى أن المدرسة المذكورة هي مدرسة مختلطة، وأن لغة التدريس فيها هي اللغة العبرية، إلا أن تقارير أشارت إلى أن نسبة  الطلاب العرب تقارب 50%..
 
وبحسب الطلاب العرب فإن المعلمين لا يسمحون لهم بالتحدث فيما بينهم باللغة العربية، بل ويتعرضون للتوبيخ في حال تحدثهم بالعربية، بادعاء أن التحدث بالعربية غير أخلاقي وأنهم لا يستطيعون فهم حديثهم.
 
وبحسب الطلاب العرب فإنه في الوقت الذي يمنعون فيه من التحدث باللغة العربية فإنه يسمح للطلاب اليهود المهاجرين من روسيا بالتحدث باللغة الروسية.
 
ونقل عن والد أحد الطلاب مطالبته لأهالي يافا بالامتناع عن إرسال ابنائهم إلى المدارس المختلطة. وبحسبه فإن ما يحصل في المدرسة دلالة أخرى على تفاقم العنصرية في إسرائيل وفي يافا بوجه خاص.
 
وبالنظر إلى واقع الحال في مدينة يافا فإن منع الطلاب التحدث باللغة العربية هو أحد تجليات العنصرية. فالأهالي والطلاب العرب يعانون أسوأ أنواع العنصرية بسبب التعامل اليومي مع الطلاب اليهود والهيئة التدريسية، والأهم من ذلك تجاهل الهوية القومية للطلاب العرب.
 
وفي حديثه مع موقع عــ48ـرب قال الباحث سامي أبو شحادة إن الطلاب العرب يتوجهون إلى المدارس اليهودية بسبب تدني مستوى التعليم في الجهاز التعليمي الحكومي الرسمي، وباتت المدارس اليهودية مدارس "عربية يهودية" من الناحية الديمغرافية فقط، في حين يتم التعامل مع الطلاب العرب على أنهم يهود، وبالتالي فهم لا يدرسون اللغة العربية ويتم تجاهل هويتهم القومية.
وأضاف إن "ما نراه في المدرسة اليوم هو جزء من صورة مركبة للعنصرية الإسرائيلية التي تكشر عن أنيابها مؤخرا في جميع مجالات الحياة. والحالة في يافا أكثر صعوبة، لأن نسبة السكان العرب في المركز لا تتجاوز 1%.
 
وأكد أن بلدية تل أبيب – يافا تساهم في هذه التوجهات العنصرية تجاه العرب، وذلك بهدف الحفاظ على أغلبية يهودية في منطقة يافا، وذلك لأن أهالي الطلاب اليهود يهددون بشكل دائم بسحب أولادهم من المدارس إذا ارتفعت نسبة الطلاب العرب عن الحد المعقول في نظرهم.
 
ولفت في هذا السياق إلى اقتراح بلدية تل أبيب – يافا ببناء جدار فصل عنصري في ساحة مدرستي "فايتسمان" و"الزهراء" بهدف الفصل بين الطلاب العرب واليهود. علما أن مدرسة "فايتسمان" نفسها كانت مدرسة عربية قائمة قبل عام النكبة (1948) وكانت تحمل اسم "العامرية". واليوم فإن نسبة الطلاب العرب بارتفاع متواصل.
 
كما أشار أبو شحادة إلى أن مدير المدرسة "البلدية ز" قد اتهم في السابق عدة مرات بالعنصرية، وكتبت عنه عدة تقارير حتى في الصحف العبرية. كما يبذل جهودا في حث الطلاب العرب على الخدمة العسكرية والخدمة المدنية، علما أن نسبة ضئيلة جدا من الطلاب العرب تفعل ذلك.
 
 

التعليقات