مع اقتراب ساعة إغلاق صناديق الاقتراع، أخذت وتيرة التحريض على الناخبين العرب ترتفع من قبل أحزاب اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو داعين الناخبين اليهود للتصويت.
وقال الباحث أنطوان شلحت لـ'عرب 48' إن 'أبرز ما في هذه الإنتخابات حتى الآن هي أجواء الذعر التي يحاول نتنياهو أن يبثّها إزاء تصويت العرب للقائمة المشتركة، لسبب اعتباره هذا التصويت قد يصب في مصلحة خصومه السياسيين المتمثّلين في المعسكر الصهيوني وحلفائه'.
وأضاف شلحت أن 'هذه الأجواء إن دلت فتدل على أمرين، الأول هو رعونة نتنياهو واليمين الإسرائيلي السياسية، وعلى ما يمكن أن يكون من قوة لفلسطينيي الداخل لا على المستوى السياسي الإسرائيلي الداخلي فقط، إنّما أيضاً على المستوى الفلسطيني والقضية الفلسطينية باعتبارهم جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية'.
وتابع شلحت أن 'الأمر الثاني الذي تدل عليه هذه الأجواء هو أن هذه الإنتخابات أثبتت قبل بدئها بساعات قليلة، أن هناك إجماعا إسرائيليا على جوهر التعامل الجديد مع القضية الفلسطينية، وجوهر هذا الإجماع الذي عبّر عليه كل من هرتسوغ ونتنياهو هو بأنه لا لتقسيم القدس، ولا للانسحاب لخطوط العام 1967، ولا لحق العودة، ولا لحل الدولتين حتّى'.
أمّا عن الاستنتاج، فقال شلحت إن 'الاستنتاج أنه حتى لو حدث تغيير في تركيبة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وانتقلت رئاستها من الليكود للمعسكر الصهيوني، فإن هذا التغيير لا ينطوي على أي انقلاب في ما يتعلّق بالمفاصل الرئيسية للسياسة الإسرائيلية إزاء القضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية'.
وعن توقعاته للنتائج ومن الانتخابات الإسرائيلية، قال شلحت إن 'الأجواء الحالية والتي تحدّثت عنها سابقاً، تزيد تعقيداً من التعقيدات في التوقع أو التنبؤ في النتائج'.
المهم هو الكتلة التي يمكن أن تشكّل حكومة وليس المقاعد
وأضاف أن 'ما يجب البحث عنه عند ظهور النتائج هو ليس تفوّق المعسكر الصهيوني على الليكود أو خسارة الليكود ونتنياهو إنما البحث عن الكتلة أو المعسكر الذي يمكن أن يكون له حظوظ أكثر لتشكيل ائتلاف في المستقبل'.
وتابع: 'في حال بقي اليمين - وسط أو اليمين هو الأقوى واستطاع هو تشكيل الحكومة فهذا لا يعد فشلاً لنتنياهو أو الليكود حتى لو خسر مكانته كأكبر حزب في الكنيست. وفي المقابل لا أعتقد أن المعسكر الصهيوني يستطيع تشكيل حكومة بحسب الاستطلاعات التي صدرت وتدل على أنه لا يمكنه تأليف حكومة'.
أزمة إسرائيل هي أزمة حكم وليس حكومات
وتطرّق شلحت للحكومة المقبلة في حال شكلها نتنياهو، وقال إنها 'ستعيد إنتاج ذات الأزمة التي كانت تعاني منها الحكومة السابقة كونها سترتبط بتكتّلات صغيرة وتتركّب من أحزاب صغيرة من شأن أتفه الأسباب أن تحلها وبالتالي انتخابات جديدة بعد فترة قصيرة'.
وأضاف أن 'هذا إن دل فيدل على أن أزمة إسرائيل ليست أزمة حكومات، بل هي أزمة حكم'.
أمّا عن تصريحات نتنياهو الأخيرة وتحريضه على تصويت العرب للقائمة المشتركة، قال شلحت إن 'هذه التصريحات إن دلت فتدل على أن العنصرية في إسرائيل متجذّرة، وكم أن الديمقراطية الإسرائيلية هي ديمقراطية إنتقائية وبأنها تسمح وتحتمل تصويت العرب بصورة محدودة وبطريقة انتقائية'.
واختتم حديثه بالقول إن 'هذا يعد دليلاً آخر على أن الديمقراطية الإسرائيلية الشكلية تتجه أكثر فأكثر نحو الديمقراطية الانتقائية والفاشية أيضاً'.
التعليقات