بعد مفاجأة الفوز الكاسح لحزب الليكود، ومع بداية الاتصالات غير الرسمية لتشكيل ائتلاف حكومي يميني سيضطر رئيس الحزب بنيامين نتنياهو إلى تأليف العديد من التناقضات وخلق توازنات بين مطالب شركائه الائتلافيين ومطالب حزبه، والعقبة الأولى التي سيواجهها مطالب رئيس حزب يسرائيل بيتينو أفيغدور ليبرمان بتولي حقيبة الأمن .
وكان نتنياهو قد أعلن في خطاب الفوز أنه يعتزم تشكيل حكومة يمين مع حلفائه الطبيعيين. والأحزاب المرشحة للمشاركة في الائتلاف الحكومي هي 'البيت اليهودي'(8 مقاعد)، 'يسرائيل بيتينو'(6 مقاعد)، 'كولانو' برئاسة موشي كحلون(10)، 'شاس'(6 مقاعد)، 'يهدوت هتوراة'(6 مقاعد) إضافة إلى الليكود(30 مقعدا) والمجموع الكلي 66 مقعدا.
يطالب رئيس حزب 'كولانو' بحقيبة المالية، لكن المشكلة الأكثر صعوبة بالنسبة لنتنياهو هي الاستجابة لمطلب ليبرمان تولي حقيبة الأمن التي يعتزم إحالتها لحليفه موشي يعلون. كما ستؤدي استجابته لمطالب شركائه الائتلافيين إلى ردود فعل غاضبة داخل حزبه لا سيما لدى من يطمحون لتولي حقائب مهمة. ويطالب الليكود بإبقاء الوزارات الاقتصادية بيد الحزب بحيث يمكن من خلالها التأثير على مختلف مجالات الحياة للجمهور الذي صوت لليكود وخاصة في الأطراف والمستوطنات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان يصر على الحصول على وزارة الأمن حسبما أعلن قبل الانتخابات، كما يصر على أن تتضمن الخطوط العريضة للائتلاف المبادئ التي طرحها 'يسرائيل بيتينو' وأبرزها سن قانون للحد من تدخل المحكمة العليا في قرارات الكنيست وسن قانون يفرض حكم الإعدام على الفلسطينيين منفذي العمليات. وإلى جانب وزارة الأمن يطالب ليبرمان بإبقاء وزارة الاستيعلب والهجرة الذي تديره سوفا لاندفر.
وقال ليبرمان لموقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إن ما يعنيه هو الالتزام بالخطوط العريضة التي أعلنها قبل الانتخابات. مضيفا أن 'الحقائب ستنتظر حتى نتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوط العريضة'.
وكان مسؤولون في الليكود فحصوا مع مقربين من كحلون إمكانية تخليه عن وزارة المالية لكن مقربي كحلون أكدوا أنه لن يتنازل عن وزارة المالية وأنه يعتزم المطالبة بحقيبتين اقتصاديتين، ورئاسة لجان مهمة في الكنيست، بينها لجنة المالية.
من جهتها تطالب 'شاس' بحقيبة وزارة الداخلية لأرييه درعي، بينما تطالب 'يهدوت هتوراه' بوزارة الصحة، ورئاسة لجنة المالية في الكنيست، ويطالب البيت اليهودي بثلاثة حقائب وزارية لنفتالي بينيت وأوري أرئيل وأييليت شاكيد.
إلى ذلك، من المقرر أن تبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة الأحد القادم في ديوان الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، حيث تم توجيه دعوات، بالتنسيق مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي سليم جبران، لمختلف الكتل لإجراء مشاورات تمهيدا لتوكيل نتنياهو بتشكيل الحكومة.
التعليقات