كفر ياسيف: ندوة حول المشاركة بالانتخابات البرلمانية ونجاعتها

يعقد مركز إعلام سلسلة ندوات يقوم فيها صحافيون بمحاورة سياسيين، محليين وقطريين، يفتح فيها باب النقاش والحوار للجمهور.

كفر ياسيف: ندوة حول المشاركة بالانتخابات البرلمانية ونجاعتها

عقد مركز إعلام - المركز الإعلامي للفلسطينيين العرب في إسرائيل، أمس الأول الثلاثاء، ندوة تحت عنوان 'مارثون انتخابات: إعلاميون يحاورون سياسيين'، وذلك في مركز محمود درويش بكفر ياسيف، بالتزامن مع فترة الانتخابات الحالية، ولرفع الوعي المجتمعي بجوانب تتعلق بالمشاركة السياسية، خاصةً في ظل التحديات التي تواجهها جماهيرنا العربية، سواءً على مستوى التشريع أو الممارسات العنصرية والقمعية. ويعقد المركز سلسلة ندوات يقوم فيها صحافيون بمحاورة سياسيين، محليين وقطريين، يفتح فيها باب النقاش والحوار للجمهور.

واستضاف مركز إعلام في ندوته رئيس القائمة المشتركة، المحامي أيمن عودة، ممثل حركة أبناء البلد محمد كناعنة، الناشط السياسي علي حيدر عن الحركة العربية للتغير.

وقام الصحفي جاكي خوري بإدارة النقاش بين الضيوف حول مسألة 'المشاركة العربية في الانتخابات البرلمانية ونجاعتها'.

بروفيسور جمال: 'يجب التفكير في كيفية إقناع وإخراج المصوت العربي إلى صندوق الاقتراع.. هناك مطالب ممكن تحقيقها من خلال البرلمان'

افتتح الندوة مدير مركز إعلام، البروفيسور أمل جمال، الذي أكد في مستهل حديثه أن 'عملية توحيد صفوف الأحزاب العربية هي مسألة مفهومة ضمنا لمواجهة السياسات العنصرية التي تقوم بها إسرائيل، نحن نريد قائمة عربية مشتركة حقيقية، ولا يمكن اللعب بمشاعر المجتمع العربي بأن نقول اليوم توحدنا فقط لرفع نسبة الحسم وغدا سنعمل كل لوحده، بهذا يجب تحديد المشروع السياسي وذلك لأهمية إقناع المجتمع العربي بأنه انبثق عن القائمة المشتركة انسجام سياسي ولغة جديدة في العمل السياسي العربي في الداخل، لرفع نسبة التصويت، ذلك أن اليمين الإسرائيلي ملتزم بشكل كامل للمشاركة في الانتخابات، وهناك توازنات رقمية وعددية كلما صّوت يهود يمينيون أكثر كلما قلّ تأثير التصويت عند العرب ما لم ترتفع نسبة عدد المقترعين العرب، وبالتالي فإن نسبة نجاح الأحزاب اليمينية ستكون أعلى بكثير إذا لم نصوّت نحن العرب بكثافة، وعلى القائمة المشتركة أن تقنع المواطن العربي الذي يتكاسل يوم الانتخابات بالخروج للتصويت فقد تجاوزنا مرحلة التوحيد والوحدة، وهذه المرحلة يجب التفكير في كيفية إقناع وإخراج المصوت العربي إلى صندوق الاقتراع'.

وأكد بأنه 'لا توجد أقلية مضطهدة في العالم لا تستغل أية فسحة للدفاع عن حقوقها المدنية'، قائلا 'أكدت مرارا بأنه لا يمكن تحويل الكنيست إلى وطن فلسطيني، ولكن هناك مطالب يمكن تحقيقها من خلال البرلمان'.

عودة: 'يجب التصدي للحكومة الأكثر تحريضية على جماهيرنا العربية بمنعها من الوصول للحكم'

وقال المرشح الأول في القائمة المشتركة المحامي أيمن عودة: 'إذا أجمعنا جميعنا بأن هذه الحكومة قتلت 2200 فلسطيني، عمقت الاحتلال، كرست الاستيطان، أدارت ظهرها للعملية السلمية ونهشت وقضمت في الهامش الديمقراطي المهتريء أصلا، ونقول بأن أعلامه نُصبت على خرائب شعبنا الفلسطيني، ولكن العلامة الأكثر بروزا بأن هذه الحكومة هي الأكثر تحريضا على الجماهير العربية، فاليوم يقول رئيس الحكومة بأن الخطر الحقيقي على دولة إسرائيل ليس الفلسطينيين في الضفة والقطاع، إنما الفلسطينيين داخل إسرائيل، وكلنا يعلم بأن الدعاية الحزبية لليبرمان هي أم الفحم للضفة وأريئيل لإسرائيل. هذه التحريضات وغيرها تشكل خطرا وجوديا ضدنا، ولهذا منع اليمين من الوصول للحكم هو واجب وطني نحمي به شعبنا ونقدم قضايانا إلى الامام، فالمعادلة واضحة، إذا نجحنا بالوصول لـ 15 مقعدا فهذا يعني أننا سنحول دون وصول اليمين للحكم، وبحسب استطلاعات الرأي فإن أكثر من 80% طالبوا بهذه الوحدة'.

'لا نقنتع بمبدأ المقاطع للبرلمان 'السلطة الشتريعية' والمؤيد ' للسلطة التنفيذية' من خلال السلطات المحلية'

وأضاف: 'نستطيع أن نجتمع بالرغم من وضع شعبنا الفلسطيني المنقسم على ذاته، نستطيع أن نجتمع على كلمة سواء: دولة فلسطينية عاصمتها القدس، حل عادل للاجئين الفلسطين، مساواة قومية ومدنية للجماهير العربية، ديمقراطية وعدل إجتماعي، نجتمع على هذه الكلمات والجمهور سيدعم بقوة هذا التوجه، دائما أصغي لحركة أبناء البلد، هذه الحركة الأًصيلة التي لا تقاطع الانتخابات من منطلق كيدي، فأنا لا يمكن أن أهاجمها، ولكني أختلف معها بأخلاق ونقاش، فأنا غير مقتنع بأن أبناء البلد أو الحركة الإسلامية (الشق الشمالي) لا يوافقون على التوجه للبرلمان، ولكن يرضون بالتوجه للسلطة المحلية، أي أنه لا للسلطة التشريعة، ولكن نعم للتعامل مع السلطة التنفيذية، فإذا كانت السلطة التشريعية من يشرع الاحتلال فالسلطة التنفيذية من ينفذ الاحتلال'.

'لوحدنا لا نستطيع وبدوننا لا يمكن'

وتحدث عودة عن 'الشراكة العربية اليهودية'، قائلا: 'نحن نؤمن بأنه وحدنا لا يمكن إحداث التغيير وبهذا الشراكة اليهودية العربية مطلوبة، نحن فقط 20% لكن لا يمكن التأثير، فلوحدنا لا نستطيع وبدوننا لا يمكن، وهذه معادلة فيها تعقل وكثير من الكرامة، وعندما شاركت مع حركة 'روتشيلد' للإحتجاج كان الهدف واضحا ذلك أن المؤسسة الإسرائيلية تريد خطابا رأس مالي، ونحن نريد خطابا مدنيا وإجتماعيا، وهذه القضية تخص مجتمعنا لأن للفقر وجها قوميا، للفقر وجها عربيا، فعندما يتم إغلاق مصنع في البلاد أول من يطرد من العمل هو العامل العربي'.

وأشار محمد كناعنة عن حركة أبناء البلد إلى أن 'موقف أبناء البلد واضحا ولا مساومة على المبادىء في الحركة، ونحن نتمنى للقائمة المشتركة أن تستمر بعد الانتخابات بالرغم من أنها تشكلت فقط كنتيجة مباشرة لموقف ليبرمان في رفع نسبة الحسم، نحن نريد أن تترجم هذه الوحدة بعد الانتخابات في الشارع العربي'.

نبيل عمرو عضو حركة فتح: 'منبر الكنيست مهم جدًا من أجل القضية السياسية'

وأشار عضو المجلس الثوري لحركة فتح، نبيل عمرو، والذي تواجد في الندوة السياسية إلى أن 'إسرائيل وضعت الفلسطينيين في قوالب من حديد لعزلتهم، في الـ 48 والضفة الغربية والقطاع، لكن على فلسطينيي الـ 48 أن يعوا أن منبر الكنيست مهم جدًا من أجل القضية السياسية أولا، وأنه لا خلاف بين الأحزاب العربية المشاركة في الانتخابات على القضايا الحارقة للعربي في إسرائيل، الأمر الذي يستوجب الوحدة فيما بينهم'، مشيرًا إلى أنه 'في حال لم يتوحدوا فإن خصمهم سيوحدهم'، واستشهد عمرو 'بموقف حماس من الانتخابات التشريعية الأولى حيث قررت مقاطعتها إلا أن موقفها تغيّر لاحقًا لوعي لأهمية التأثير من داخل البرلمان'.

وأكد على أن 'المشاركة السياسية لفلسطيني الـ 48 في الانتخابات الإسرائيلية ليست من باب الـ 'حسم' إنما من باب الـ 'تأثير' مؤكدًا 'أن الفلسطينيين في الـ 48 لا يملكون القوة السياسية للحسم'.

وأضاف عمرو أن 'القيادة الفلسطينية كانت تتجنب التدخل في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، بل وتعتبرها تطبيعًا، إلا أنه وفي اجتماع خاص في بيروت اتخذ قرار وبالإجماع على أن تتجند إذاعة الثورة الفلسطينية لدعم وتجنيد العرب للتصويت للكنيست، وكان حاضرًا في الاجتماع كل من الرئيس ياسر عرفات و القيادي خليل الوزير، القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني'. وأوضح عمرو أنه وفي أعقاب ذلك التقى في براغ بكل من توفيق طوبي وأميل حبيبي وتم التنسيق في هذا السياق محوّلين موقف الدعم لتصويت فلسطينيي الـ48 للكنيست، من قبل القيادة الفلسطينية، لمصلحة وطنية ومبدئيّة. وناشد عمرو فلسطينيي الـ 48 بالتصويت للكنيست، مستذكرًا جملة الكابتن محمد لطيف، وهو مدرب ولاعب كرة قدم مصريّ الذي قال 'الكرة جوال'، موضحًا أن 'الانتخابات أصوات' وحان وقت عد الأصوات'.

وأشار عضو لجنة الوفاق الشيخ محمد رمال من يركا إلى  أنه ' نحن اليوم أمام مصير مشترك لكل ابناء الأقلية العربية في البلاد، و'إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، معركة الشراكة لم تكن بسيطة بالرغم من أن خطوة الوحدة هي خطوة مباركة والأمر الصحيح، كانت غير بسيطة وأعتقد أن ما حدث هو الأمر الصحيح، علينا أن نفكر كشعب عربي في البلاد كيف نمنح هذه القائمة أصواتنا لتحقق 15 مقعدا، وآمل أن تعطي القائمة المشتركة أثرا جيدا على لجنة المتابعة، وولادة هذه القائمة عيد بالنسبة للعرب في البلاد'.

التعليقات