06/08/2023 - 13:49

الولايات المتّحدة ضدّ بيلي هوليداي

الولايات المتّحدة ضدّ بيلي هوليداي

من فيلم فيلم «الولايات المتّحدة ضدّ بيلي هوليداي» (2021)

 

يسلّط فيلم «الولايات المتّحدة ضدّ بيلي هوليداي» (2021) الضوء على حياة مغنّية الجاز الأمريكيّة من أصل أفريقيّ، بيلي هوليداي (1915-1959)، عبر التركيز على التداعيات السياسيّة والعرقيّة لأغنيتها الشهيرة «ثمار غريبة»، الّتي غنّتها للمرّة الأولى في عام 1939 في مقهى «كافيه سوسايِتي» بمدينة نيويورك؛ أحد الأماكن الأولى في الولايات المتّحدة الّتي استقبلت أشخاصًا من أعراق مختلفة في حيّز واحد.

كتب الأغنية، على شكل قصيدة، الشاعر الأمريكيّ من أصل روسيّ آيبِل ميروبول باسمه المستعار ’لويس آلِن‘ في عام 1937. يرثي ميروبول في قصيدته ضحايا عمليّات اللينش من السود في الجنوب الأمريكيّ في مطلع القرن العشرين، بعد أن كان قد شاهد صورة لازمته لفترة طويلة بحضورها الطاغي، تظهر فيها جثّتان لرجلين أسودين – توماس شيب وآبرام سميث – معلّقتان كثمرتين على شجرة يحتشد حولها جمع من الأشخاص البيض؛ من هنا جاء اسم القصيدة «ثمار غريبة».

يقدّم هذا المقال، بالاستناد إلى الفيلم، قراءة للأثر الثقافيّ والسياسيّ الّذي تركته أغنية «ثمار غريبة»، كما أدّتها بيلي هوليداي، على دور الفنّ أداة لمقاومة الرقابة والاضطهاد الحكوميَّين.

 

كيف تشعرين امرأةً ملوّنة؟ 

يفتتح الفيلمَ نصّ يظهر على الشاشة مفاده أنّ مجلس الشيوخ الأمريكيّ كان قد عارض مشروع قانون في عام 1937، يمنع عمليّات اللينش ضدّ السود في أمريكا. يظهر النصّ مع خلفيّة فيها صورة لمجموعة من الأشخاص البيض يقفون فرحين فوق جثّة متفحّمة لرجل أسود. يتلو ذلك مشهد قصير لبيلي هوليداي (بأداء الممثّلة آندرا داي)، وهي تقف على خشبة المسرح بكلّ ألقها، وتنظر بغضب وأسى إلى الشاشة، مستعدّة لغناء «ثمار غريبة». لكنّ المشهد يُقْتطَع هنا بشاشة سوداء، يظهر فيها عنوان الفيلم بشكل تدريجيّ: «الولايات المتّحدة ضدّ...»، بخطّ صغير ولون أبيض، مع ما يحمله ذلك من رمزيّة تعبّر عن مناهضة للفوقيّة البيضاء؛ و«... بيلي هوليداي» بخطّ كبير يُحيل إلى القيمة الرمزيّة للمغنّية في التاريخ الأفريقيّ-الأمريكيّ، وبلون أحمر يرمز إلى الدم، والغضب، والشغف.

تبدو هذه العلاقة واضحة في المشهد الأوّل بعد العنوان مباشرة، تظهر فيه بيلي هوليداي، مقابل مذيع أبيض يسألها: "كيف تشعرين حيال كونك امرأة ملوّنة؟"، ثمّ يسأل ضاحكًا عن سبب إصرارها على غناء «ثمار غريبة»، رغم كلّ المشاكل الّتي تُحْدِثُها تلك الأغنية مع الحكومة، لكلّ مَنْ ’يجرؤ‘ على غنائها. تجلس بيلي هوليداي بكلّ جدّيّة، تدخّن سيجارتها على مهل وهي تستمع إلى السؤال، ثمّ تنظر بنوع من الاحتقار إلى مجري المقابلة الأبيض الّذي يضحك. لكنّه يتوقّف عن الضحك عندما تسأله هوليداي بجدّيّة لا تخلو من التعبير عن شعورها بالقرف تجاهه: "هل سبق لك أن شهدت واقعة لينش في حياتك؟". هنا، يبدأ الفيلم، حقًّا.

 

 

الإسكات

عندما غنّت هوليداي الأغنية لأوّل مرّة في عام 1939، كان لها وقع غريب. بخلاف أغانيها الأخرى، لم يعقب الأغنية أيّ تصفيق من الجمهور. بل كان ثَمّ صمت ثقيل وذهول. ههنا امرأة سوداء تصف حادثة لينش في أغنيتها، وتنعى ضحايا تلك الجرائم موجّهة اتّهامها إلى النظام الأمريكيّ عامّة، وإلى الولايات الجنوبيّة، بخاصّة، حيث كانت تقع معظم تلك الجرائم. غنّت هوليداي أمام جمهور من السود والبيض. كان الصمت مفهومًا؛ إذ كيف يصفّق المرء بعد سماع أغنية تصف أشخاصًا معلّقين على شجرة؟ كيف يعبّر المرء عن إعجابه بأغنية تستحضر صور القتل، والتعذيب، والحرق، والتنكيل بالجثث؟ كان لا بدّ من أن تمرّ لحظات الصمت تلك، قبل أن تجتاح القاعة عاصفة من التصفيق، وكأنّ لسان حال جمهورها من السود يقول: "أخيرًا، هناك مَنْ تحلّى بقدر من الشجاعة ليبوح بما في صدورنا، ويوجّه إصبع الاتّهام إلى ظالمينا". ولكن، لم يكن جميع الناس على رأي واحد.

فبقدر ما أنتجت الأغنية معجبين ومريدين، كان لا بدّ لها من أن تواجه خصومًا أشدّاء، لا يريدون لأغنية تنتقد النظام العنصريّ والتفوّق الأبيض أن تنتشر بين الناس. وضّح الفيلم أنّ هوليداي كانت قد تعرّضت لمضايقات وتهديدات من أطراف حكوميّة مختلفة بأذرعها الاستخباراتيّة والشرطيّة. لم تكن حياة هوليداي ورديّة قطّ؛ فقد اختبرت مصاعب الحياة ومآسيها منذ سنّ مبكّرة ساهمت في لجوئها إلى تعاطي المخدّرات بأنواعها في مراحل عمريّة مختلفة. كانت هذه الجزئيّة من حياة هوليداي هي الذريعة الّتي استخدمتها الحكومة في محاولة إسكات الأغنية؛ فلم يكن من السهل، قانونيًّا، إسكات مغنّية مشهورة ومحبوبة؛ لأنّ أغنيتها لم تعجب مسؤولًا ما يجلس خلف مكتبه في مبنًى حكوميّ؛ فكان أن أُوكِلت مهمّة الملاحقة والإسكات إلى «المكتب الفيدراليّ لمكافحة المخدّرات» برئاسة هاري ج. آسلينجر، الّذي ستزداد قوّته وسلطته مع الوقت في ما يُسَمّى ’الحرب على المخدّرات‘. استغلّ آسلينجر حجّة المخدّرات ليتسبّب في القبض على هوليداي، ويودعها السجن غير مرّة.

أدّى هذا الأمر إلى انكسار هوليداي مرّات عدّة، وغرقها أكثر في عالم المخدّرات؛ وسيلةً للهروب من واقعها المؤلم. يعرض الفيلم مشاهد كثيرة لهوليداي وهي تحقن نفسها بمادّة مخدّرة، يخضع لها جسدها في حالة من التسليم والهذيان، غير أنّ الأمر يتغيّر في لحظة رمزيّة فاصلة.

 

أمّ معلّقة على شجرة

يستخدم الفيلم أسلوب الفلاشباك، الّذي نرى من خلاله هوليداي الطفلة الّتي نعرف عنها أنّها تعرّضت للاغتصاب، وأنّ العالم لم يكن رحيمًا معها. ينتقل المشهد بلقطة أحاديّة طويلة، ترافق هوليداي البالغة وهي تحت تأثير المخدّرات داخل مكان مغلق. تخرج هوليداي إلى مكان مفتوح، تلحقها الكاميرا، وتبدأ الموسيقى التصويريّة بالارتفاع تدريجيًّا، وتتسارع وتيرتها؛ ممهّدةً الطريق للوصول إلى مشهد صادم. نسمع في الخلفيّة أصوات أطفال يبكون، تصل الموسيقى ذروتها الأولى عندما يتكشّف أمام هوليداي مشهد لصليب مشتعل، وبيت محروق، وفتاتين تبكيان وتناديان أمّهما. تغيب الموسيقى لثوانٍ معدودات لتسمح لصرخات الفتاتين بالوصول إلينا؛ تعبيرًا صافيًا وحقيقيًّا عن ألم تتقطّع له نياط القلب.

تعود الموسيقى إلى الصورة بعد ذلك. تنتقل الكاميرا، مواصلةً لقطتها الطويلة، إلى الجانب المقابل للفتاتين. نرى الأمّ معلّقة على شجرة، وعلى جثّتها قطعة خشبيّة كُتِب عليها: "حكم العدالة". زوجها ينوح تحت جثّتها المعلّقة معانقًا ساقيها، وكأنّه يريد أن ينزلها عن الشجرة علّها تعود إلى الحياة.

هنا تنهار هوليداي، تحاول اللجوء إلى المخدّرات حلًّا أوّل. لكنّ أحد الأصدقاء يستدرك الأمر بسرعة، ويرمي الحقنة بعيدًا. تستمرّ الموسيقى في التسارع. تبكي هوليداي، وتصرخ وتكسّر ما تجد أمامها من أشياء. تستمرّ اللقطة الطويلة في مرافقتها. يعانقها أصدقاؤها، ويخلعون عنها ثوبها القديم برمزيّة متقنة، وكأنّهم يجهّزونها لتصعد على خشبة المسرح. تصل الموسيقى ذروتها الثانية. تُقْتَطَع اللقطة هنا، ثمّ يُطْبِق صمت ثقيل على المشهد.

 

ثمار غريبة

الآن فقط، نعود إلى المشهد الافتتاحيّ. تقف هوليداي على المسرح بكلّ ألقها. نرى في عينيها كلّ الغضب المتراكم والأسى المرّ من مشهد اللينش. تنظر إلى الشاشة، وتبدأ بالغناء:

أشجار الجنوب تحمل ثمارًا غريبة

دمٌ على الأوراق ودمٌ على الجذور

جثثٌ سوداءُ تتأرجح في نسيم الجنوب

ثمارٌ غريبةٌ تتدلّى مِنْ أشجار الحور

 

مشهدٌ ريفيٌّ للجنوب الشجاع

عيونٌ منتفخةٌ وأفواهٌ ملتويةٌ

عبقُ المغنوليا حُلْوٌ وعذبٌ

تباغته رائحة لحمٍ يحترق

 

ههنا ثمارٌ تنقرها الغربان

تتهاوى تحت المطر، وتنهبها الرياح

تَفْسَد تحت الشمس، وتطرحها الأشجار

ههنا ثمارٌ غريبةٌ وغلالٌ مريرة


ليس لدينا دليل تاريخيّ واضح على أنّ هوليداي كانت قد شهدت واقعة لينش في حياتها حقًّا. لكنّ الفيلم اختار هذه الصورة تحديدًا، ليبيّن من خلالها مدى أثر اللينش في الذاكرة الجمعيّة للمجتمع الأسود في أمريكا. كان أداء هوليداي للأغنية أخّاذًا على درجة عالية من الألم. لكن بقدر ما كان أداء الممثّلة آندرا داي متقنًا في أداء الأغنية - نالت داي عن دورها في الفيلم جائزة «الغولدن غلوب»، وترشّحت لـ «أوسكار» أفضل ممثّلة - إلّا أنّ لأداء الأغنية عند بيلي هوليداي، الشخصيّة الحقيقيّة، وقعًا أصدق.

 

 

لم تكن بيلي هوليداي، الشخصيّة الحقيقيّة، تغنّي، بل كانت تبكي. ملامحها تشي بأنّها تستذكر الصور الّتي تستحضرها كلمات الأغنية. تحاول كبح صوتها ببحّة واضحة، ثمّ تنتظر اللحظة المناسبة الّتي تسمح لها بمدّ الحركات الصوتيّة، فتُخْرِجُها في وقتها لتبدو كأنّها تصرخ أو تستنجد. تتوقّف للحظة، ثمّ تواصل الغناء. عيناها تبحثان عن شيء ما، وصوتها يصارع ليخرج متماسكًا. كان أداء هوليداي كفيلًا بأن يجعلها تطغى على كاتب الأغنية الأصليّ، وعلى كلّ مَنْ غنّاها من فنّانين عظام آخرين مثل نينا سيموني. لا تزال تلك الأغنية مرتبطة بهوليداي حتّى اليوم.

لم يكن غريبًا أن تستدعي أغنية بكلّ هذه القوّة والزخم اهتمام السلطات الّتي رأت فيها – على رأي شخصيّة آسلينجر – أمرًا "منافيًا للقيم الأمريكيّة" (Un-American)؛ ذلك أنّها "تحرّض الناس بطريقة سيّئة"، خاصّة أنّ الكاتب الأصليّ للأغنية كان شيوعيًّا بارزًا، في وقت بدأت الولايات المتّحدة تدخل فيه في نفق الخوف على ’قِيَمها‘ أمام الأفكار الشيوعيّة.

 

حرب مكارثي على المخدّرات والسود

يمكن القول إنّ «ثمار غريبة» كانت الأغنية الّتي جذبت اهتمام السلطات، على نحو سيترك أثرًا في تعامل السلطات مع الإنتاجات الأدبيّة والفنّيّة في العقدين التاليين لإنتاجها. لم يكن آسلينجر يعمل وحده في محاولة النيل من اسم بيلي هوليداي، بل كان ثمّة مؤسّسة سياسيّة كاملة بدأت تحسّ بالخوف ممّا اعتبرته مدًّا شيوعيًّا في البلاد، من شأنه أن يُفسد عقول الشباب الأمريكيّين، وأن يهدّد القيم الأمريكيّة (البيضاء)، بل كان من جملة أصدقاء آسلينجر، أثناء ملاحقة هوليداي، شابّ سيعلو نجمه في نهاية سنوات الأربعين، وطوال سنوات الخمسين، خاصّة، يُدْعى جوزيف مكارثي. كان مكارثي مدمنًا على تناول المورفين؛ الأمر الّذي كان محظورًا قانونيًّا. لكنّ آسلينجر لم يتعامل مع مكارثي كما تعامل مع هوليداي وتعاطيها المخدّرات؛ إذ كيف يتساوى الأبيض والأسود في الجُرم الواحد في نظر سلطة آسلينجر؟ بل حاول آسلينجر ثني مكارثي عن تناول المورفين بالكلام. وعندما رفض مكارثي ذلك، وهدّد بأنّ كشفه سيعرّض البلاد لفضيحة أخلاقيّة، تراجع آسلينجر بعد أن فهم قوّة صديقه وخصمه[1]. لكنّ ما سيأخذه مكارثي من قضيّة هوليداي هو ذلك التهديد للقيم الأمريكيّة في نشاطات المواطنين الأمريكيّين عمومًا، سودًا كانوا أو بيضًا.

سيشكّل مكارثي ويرأس ما عُرِف بـ «لجنة النشاطات غير الأمريكيّة» في فترة الحرب الباردة. استهدفت اللجنة كلّ شخص تُثار حوله شكوك في شأن ولائه للقيم الأمريكيّة، وميوله أو انتمائه إلى أيّة جهة شيوعيّة. كان على كلّ مَنْ يَمثل أمام اللجنة أن يَشي باسم أحد من معارفه، فتُدَمَّر حياته فعليًّا. خسر كثير من الناس وظائفهم، وأصدقاءهم، وحتّى أماكن سكنهم؛ بسبب الملاحقات الّتي تعرّضوا لها، وانتشرت قوائم سوداء تضمّ أسماء ممثّلين ومغنّين ومبدعين لم يجرؤ أحد على توظيفهم؛ لمجرّد ورود أسمائهم في سجلّات اللجنة. كان ذلك سببًا في انتشار حالة من الخوف العامّ، والهستيريا الجماعيّة الّتي ستترك بصمتها الثقيلة على تلك الفترة من التاريخ الأمريكيّ.

 

حرب أمريكا على السود والشيوعيّة 

يمكن اعتبار أغنية «ثمار غريبة»، برسائلها وأثرها السياسيَّين، عملًا فنّيًّا ثوريًّا سابقًا للمكارثيّة الرسميّة والقوائم السوداء، بل يمكن القول إنّ التجربة السياسيّة-العرقيّة الّتي أحدثتها الأغنية، أنبأت عن مستقبل يشهد صعود المكارثيّة؛ فإنّ النظام الّذي يلاحق أغنية سوداء أزعجته، لن ينتظر طويلًا حتّى يفرض سطوته تلك على الإنتاجات الأدبيّة والفنّيّة جملةً ليستقيم له الأمر.

ستنبت في سنوات الأربعين والخمسين ثمار غريبة أخرى تُضاف إلى الثمار الّتي غنّت عنها هوليداي، وسيأخذ اللينش أشكالًا أخرى تكون أقلّ مباشرةً مع دخول الولايات المتّحدة مرحلة الحرب الباردة. لن يُعَلَّق الأبيض على شجرة بسبب ميوله ’غير الأمريكيّة‘، ولكنّ اللجان المكارثيّة ستفعل وسعها لتقضي على الحياة الاجتماعيّة والفنّيّة والسياسيّة، لأيّ شخص ترى فيه بذرة لثمرة ’غريبة‘ فكريًّا وفنّيًّا عن الحقل الأمريكيّ.

يمكن اعتبار أغنية «ثمار غريبة»، برسائلها وأثرها السياسيَّين، عملًا فنّيًّا ثوريًّا سابقًا للمكارثيّة الرسميّة والقوائم السوداء، بل يمكن القول إنّ التجربة السياسيّة-العرقيّة الّتي أحدثتها الأغنية...

استطاعت هوليداي بأدائها أن تقدّم أغنية تعكس حالة بشعة، تعبّر عن محنة السود في الولايات المتّحدة. كانت بيلي هوليداي، بإصرارها على الغناء رغم المضايقات، وبالمساهمة في نشر أغاني الجاز الّتي استقطبت الإعجاب والخوف معًا، علمًا من أعلام نهضة هارلم. سيُذْكَر اسمها مع أسماء لامعة مثل الشاعر لانغستون هيوز، ومغنّي الجاز لويس آرمسترونغ، والنحّاتة أوغوستا سافيدج، وغيرهم. أشعلت تجربة كلّ هؤلاء شرارة الروح الجمعيّة السوداء في السياقات الاجتماعيّة، والسياسيّة، والحقوقيّة، والفكريّة.

كانت تجربة هوليداي مع «ثمار غريبة»، بوصفها أغنية احتجاج، علامة بارزة في التاريخ الأسود الجمعيّ، واحتلّت مكانة مرموقة في المخزون التاريخيّ-الثقافيّ الأسود، الّذي سيغذّي لاحقًا حركة الحقوق المدنيّة للمواطنين السود سنوات الخمسين والستّين، في السعي نحو حرّيّة لا تنفصل عن تاريخها وسرديّتها.

 


إحالات

[1] Unsung Partner Against Crime: Harry J. Anslinger and the Federal Bureau of Narcoticsy 1930 1962.” The Pennsylvania Magazine of History and Biography, vol. 113, no. 2, Apr. 1989, pp. 207–36.

 


 

إياد معلوف

 

 

محاضر ومترجم مستقلّ من فلسطين، حاصل على ماجستير الأدب الإنجليزيّ من «جامعة حيفا»، وطالب دكتوراه في الأدب المقارَن في «جامعة تل أبيب».

 

 

 

التعليقات