25/09/2017 - 22:26

الانتخابات الألمانيّة: ميركل انتصرت... وكذلك اليمين المتطرف

ربحت أنجيلا ميركل للمرة الرابعة منصب المستشار في انتخابات يوم الأحد، وتربعت على أعلى المراتب بين زعماء ألمانيا ما بعد الحرب، وذلك بالرغم من القتامة التي اجتاحت فوزها بعد دخول حزب اليمين المتطرف إلى البرلمان لأول مرة منذ أكثر من

الانتخابات الألمانيّة: ميركل انتصرت... وكذلك اليمين المتطرف

(ترجمة خاصة: عرب 48)

ربحت أنجيلا ميركل للمرة الرابعة منصب المستشار في انتخابات يوم الأحد، وتربعت على أعلى المراتب بين زعماء ألمانيا ما بعد الحرب، وذلك بالرغم من القتامة التي اجتاحت فوزها بعد دخول حزب اليمين المتطرف إلى البرلمان لأول مرة منذ أكثر من 60 سنة، وذلك بحسب النتائج البرلمانية.

فقد حصل حزب اليمين المتطرف، البديل من أجل ألمانيا، على حوالي 13% من الأصوات – أي حوالي ثلاثة أضعاف نسبة 4.7% التي حصل عليها في عام 2013 – وهي نتيجة تُظهر "غضب الناخبين من الهجرة واللامساواة" بعد أن انخفض الدعم كلا الحزبين الرئيسيين منذ 4 سنوات.

فازت ميركل وحزبها المسيحي الديمقراطي اليميني الوسط ، فحافظت على مركزها، ولكنها ضعفت في نفس الوقت. حيث أوضحت النتائج أن اليمين الشعبوي المتطرف – والمخاوف المتعلقة بالأمن والهوية القومية – لا زال حيًا في أوروبا.

كما أظهرت أيضًا أن الأحزاب الرئيسية في ألمانيا ليست محصنة من المشاكل ذاتها التي ضربت الأحزاب السائدة عبر القارة، من إيطاليا وحتى فرنسا وبريطانيا.

قالت ميركل مساء الأحد: "كنا نتوقع نتيجة أفضل، وهذا أمر واضح. لكن الأمر الجيد هو أننا سنقود الحكومة القادمة بالتأكيد".

وقالت أيضًا أنها ستستمع لأولئك الذين صوتوا للبديل من أجل ألمانيا، وستعمل على استعادتهم لصالحها "عن طريق حل المشاكل، والاستماع لمخاوفهم، وكل ذلك عبر السياسة الجيدة".

ولكن يبدو أن تعليقاتها قد عبَّرت عن تحول نحو اليمين وتأكيدًا أكثر على ضبط الحدود والهجرة والأمن.

فبالرغم من نجاحها، لا يمكن لميركل ومحافظيها أن يقودوا المركب وحدهم، وهو ما يعني أن الحياة السياسية للمستشارة في فترة حكمها الرابعة ستكون أكثر تعقيدًا.

سيدخل الجدل حو شكل وسياسات الائتلاف الحكومي الجديد في أسابيع من المفاوضات الصعبة. حيث قالت ميركل مبتسمة مساء الأحد أنها تأمل أن يتم عقد الحكومة الجديدة "بحلول عيد الميلاد".

جاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي يسار الوسط بعد مجموعة ميركل، والذين كانوا الشركاء الائتلافيين لها في السنوات الأربعة الماضية، وأعلن الديمقراطيون الاجتماعيون مساء الأحد أن الحزب سيتبنى توجه المعارضة، ويأمل أن يعيد بناء ملفها السياسي.

ولكن هذه الخطوة ستضمن أن يبقى البديل من أجل ألمانيا على الهامش السياسي ولن يصبح الجهة المعارضة الرسمية في البلاد.

ومع ذلك تعهد البديل من أجل ألمانيا بهز التوافق السياسي في ألمانيا، ومع كسره لأحد تابوهات ما بعد الحرب بدخوله للبرلمان، يكون بإمكاننا القول بأنه بدأ بذلك بالفعل.

أخبر ألكسندر غاولاند، أحد زعماء حزب البديل من أجل ألمانيا، مناصريه بعد صدور النتائج: "سنقوم بملاحقتهم داخل البرلمان، سنستعيد بلادنا".

ومن باب رفع المعنويات قال: "لقد نجحنا، أصبحنا الآن في البرلمان الألماني وسنغير ألمانيا".

وكان بورخارد شرودر، وهو عضو في الحزب منذ عام 2014 في دوسلدورف، متحمسًا جدًا. حيث قال: "نحن سعيدون جدًا هنا. إنه نصر قوي لنا وقد أضعف أنجيلا ميركل".

في حين تجمع أكثر من 700 متظاهر خارج موقع حزب البديل من أجل ألمانيا مساءً، مرددين شعارات مثل "كل من في برلين يكره البديل من أجل ألمانيا".

قال دريك شوك، 41 عامًا، وهو عالم سياسي في جامعة لايبتزغ: "من المهم أن نبين أن دخول حزب فاشي جديد إلى البرلمان هو أمرٌ غير الطبيعي".

وبينما خسرت ميركل والديمقراطيون الاجتماعيون الكثير من الداعمين منذ 2013، إلا أن نصرها وضعها في مصاف كونراد أديناور وهيلموت خول، وهما المستشارين الوحيدين فيما بعد الحرب الذين ربحوا أربع فترات انتخابية وطنية.

تمثل الانتخابات تتويجًا بارزًا للسيدة ميركل، 63 عامًا، كأول ألمانية شرقية وأول امرأة تصل لرتبة المستشار.

كما تمثل دفاعًا عن قيادتها البراجماتية وثقتها في إدارة أكبر اقتصاد في أوروبا والاتحاد الأوروبي ذات نفسه في مواجهة الشعوبية والتحديات القادمة من روسيا والصين والريبة التي صنعتها السياسات الصادمة للرئيس ترامب.

ومع ذلك، كان تقدم اليمين المتطرف بمثامة صدمة باردة لها وللاتحاد المسيحي الديمقراطي. فقد صنع البديل من أجل ألمانيا نجاحات في ألمانيا الشرقة السابقة وبافاريا، والتي كان يتزعمها الحزب الشقيق لميركل، الاتحاد المسيحي الاجتماعي، ولكنه خسر حوالي 10% من الأصوات خلال عام 2013.

حيث قال هورست سيهوفر، زعيم الاتحاد المسيحي الاجتماعي: "لقد ارتكبنا خطًا في ترك الجناح الأيمن مفتوحًا".

وكنقد لسياسات الهجرة التي اتبعتها ميركل، أضاف قائلًا: "هناك فراغ في اليمين، وسوف نغلقه بسياسة تضمن بقاء ألمانيا كألمانيا".

وقال الزعيم السابق للحزب، فرانز جوزيف شتراوس، في عام 1986 أنه ينبغي على الحزب أن لا يسمح لأحد بالتوجه نحو اليمين، وقال: "لا يوجد من ناحية اليمين إلا الجدران".

ردد سيهوفر هذه الفكرة مساء الأحد، ولكن بقي الآخرون هادئين بحذر.

 

وقال توماس هيلمان، أحد أعضاء البرلمان من الاتحاد المسيحي الديمقراطي، في مقابلة عبر الإيميل: "سوف نتذكر هذا اليوم في التاريخ". وأضاف: "كما هو الحال مع الولايات المتحدة، فقد أصبحت الكراهية جزءًا من السياسة. ولا يوافق الاتحاد المسيحي الديمقراطي على ذلك ولن يسمح بهذا الأمر".

وأضاف هيلمان أن حكم ألمانيا " سيصبح أمرًا أكثر صعوبة". "إنه يوم غير جيد بالتأكيد بالنسبة لألمانيا وعلى الأغلب أنه ليس جيدًا بالنسبة لأوروبا أيضًا".

وقال مدير معهد الأبحاث الاقتصادية في ميونخ، كليمينس فوست، أن النتائج أظهرت مخاوف واسعة اتجاه "الأمن والهجرة والتحديات الممكنة أمام النموذج الاقتصادي الألماني، كالعولمة على سبيل المثال".

وقال أن هذه أمور أكثر أهمية من تركيز الديمقراطيين الاجتماعيين على قضايا الظلم واللا مساواة.

ينبغي أن يقل اكتراث الأحزاب الأخرى لحزب البديل من أجل ألمانيا "ويقوموا في المقابل بطرح الأسئلة على أنفسهم، والتي لم يجيبوا عنها بعد"، أسئلة مثل الحدود والهجرة والضغوطات على ألمانيا ليبذلوا المزيد من الجهد في دعم الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي.

وفازت جبهة ميركل المحافظة بحوالي 32.9% من الأصوات، منحدرةً من 41.5% خلال عام 2013، وذلك بحسب النتائج الأولية.

وتراجع الديمقراطيون الاجتماعيون إلى 20.8%، وهي نسبة منخفضة الجديدة، لينحدروا إلى 25.7% قبل 4 سنوات.

إذا طبق الديمقراطيون الاجتماعيون نواياهم للتوجه للمعارضة، ستواجه ميركل مهمة صعبة جدًا لتشكيل ائتلاف فعال. فبحسب الأرقام الموجودة، يبدو أنها ستضطر لجمع جبهة الاتحاد المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي سوية برفقة حزبين آخرين.

يمثل الشركاء الجدد المحتملين أقطابًا متعارضة في المشهد السياسي، وهما الديمقراطيين الأحرار المؤيدين للأعمال، والذين حصلوا على نسبة 10.4% من الأصوات، وحزب الخضر البيئي الميال لليسار، والذي فاز بحوالي 9%.

لذا وصف فرانك ويكسلير من برلين في مقر المسيحيين الديمقراطيين النتائج بـ"المحبطة".

حيث قال أن الائتلافات الكبرى مكَّنت من تأسيس أرضية للأحزاب الصغيرة. وأضاف: "ولكن بدأ حجم الأحزاب الرئيسية يضعف مع الوقت. وكمواجهة للبديل من أجل ألمانيا، قال ويكسلر: "ينبغي أن نشخص قضية تقوية الحدود".

ولكن قال ويكسلر أنه انزعج أكثر من عداء البديل من أجل ألمانيا للاتحاد الأوروبي، حيث قال: "هذا ما تحتاجه ألمانيا، أن تكون زعيمة قوية لأوروبا".

ولكن قال هانز كوندناني، الخبير في الشأن الألماني في صندوق مارشال الألماني، أن ميركل قد تفشل في بناء ائتلاف من ثلاثة أحزاب، وهو ما يضع الديمقراطيين الاجتماعيين تحت ضغط كبير للدخول في تحالف آخر بدلًا من عقد انتخابات جديدة.

وبالنسبة لكوندناني، "لا تكمن الصدمة في البديل من أجل ألمانيا" ولكن في الدعم الذي خسره محافظوا ميركل وحالة التفكك المتزايدو في الحياة السياسية الألمانية.

تمتلك ألمانيا نظامًا معقدًا من التمثيل المتناسب، حيث يمنح الناخب صوتًا لممثل محلي وصوتًا لحزب سياسي، ويحصل الذين انتُخبوا محليًا على مقاعدهم.

ولكن حصة المقاعد الكاملة في البرلمان تتحدد بناءً على نسب الأصوات التي حصلوها. كانت نسبة المشاركة في الانتخابات هي 75.9%، مرتفعةً عن 71.5% في عام 2013، ولكنها بعيدة عن نسبة 90% التي كانت في فترة الثمانينات.

بالرغم من ممانعتها المبدئية لدخول فترة رابعة، قذفت ميركل نفسها في الحملة الانتخابية، خاصة بعدما حققت الحكومة بعض النظام بعد الفوضى التي حصلت في عام 2015 عندما فتحت الحدود أمام اللاجئين والمهاجرين.

ولكن الاحتجاجات على أزمة الهجرة، والتي تضاعفت مع فترة حكمها الطويلة والطبيعة المتراهلة للائتلافات السياسية، كل ذلك أدى لنشوء دعم أكبر للتيارات المتطرفة والأحزاب المعادية لأوروبا مثل البديل من أجل ألمانيا وحزب اليسار، وريث الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية، والذي حصل على المركز الثالث في عام 2013 وربح حوالي 9% من الأصوات يوم الأحد.

في درسدن، رفض غريت فرولينغ المتقاعد ذو 75 عامًا عن كشف خيارات حزبه، ولكنه أوضح وجود بعض التعاطف مع بعض مقترحات البديل من أجل ألمانيا.

حيث قال: "لقد حدث كل ذلك بسرعة"، مشيرًا إلى الفترة التالية لتوحيد ألمانيا. "تعد درسدن مدينة المسؤولين والجنود، وهم من ألقى كل هذا التعدد الثقافي علينا دفعةً واحدة. أعلم أنه يبنيغي أن نتغير، ولكن كان ينبغي أن يحدث ذلك بشكل متدرج".

وقال أنه من الخطأ على الأحزاب الأخرى أن ترفض العمل مع البديل من أجل ألمانيا في البرلمان، حيث قال: "إذا كانوا يقدمون أفكارًا جيدة، فاعتقد أنه من غير العدل أن تتم مقاطعتهم".

وفي نيوسدات، أحد مناطق الطبقة الوسطى في درسدن، أبدت ريبيكا كلينغينبيرغ حماسها لأن تكون واحدةً ممن صوتوا لأول مرة من بين حوالي الثلاثة مليون ناخب.

وقالت: "على المرء أن يقرر الخيارات التي تريد أن تحياها بلاده". وقالت طالبة الهندسة الميكانيكية أنها كانت تصوت للحفاظ على توجه ألمانيا نحو أوروبا، في وقت صعود القومية.

وقالت أيضًا: "لقد تعلمت أربعة لغات في المدرسة، وأريد أن أضمن بقاء توجهنا العالمي".

من المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري - مساء اليوم الاثنين في ام الفحم قرب مبنى البلدية تم وعلى ما يبدو تنفيذ عملية سطو مسلح تحت تهديد مسدس على مواطن حامل طلبية دكان لبيع الصيغة والمجوهرات هناك وذلك من قبل مشتبهبن متمكنين وهاربين والغنيمة بسيارة دون تسجيل اصابات بشرية

هذا وباشرت الشرطة في اعمال البحث والتحقيق بكافة التفاصيل والملابسات

التعليقات