02/12/2017 - 17:29

العلماء يجيبون: كيف تتعلم مهارات جديدة في فترة قياسية؟

فقد وجد العلماء طريقة تجعل دماغك أكثر نشاطا خلال عملية التعلم، ويقلل مدة التدريب على إتقان مهارة جديدة إلى النصف.

العلماء يجيبون: كيف تتعلم مهارات جديدة في فترة قياسية؟

توضيحية (pixabay)

(ترجمة خاصة: عرب 48)

إن مفتاح تعلم مهارة جديدة، مثل العزف على البيانو أو احتراف رياضة جديدة، لا يرتبط بالضرورة بعدد الساعات التي تقضيها في التدريب، بل بأسلوب هذا التدريب، وذلك بحسب دراسة أجريت في عام 2016.

فقد وجد العلماء أن إجراء تنويعات على تدريبك، سيجعل دماغك أكثر نشاطا خلال عملية التعلم، ويقلل مدة الاحتراف إلى النصف.

تتجه الدراسة لتُناقض الافتراض القديم القائل بأن تكرار التمرين ما بشكل مستمر، مثل تعلم السلم الموسيقي على البيانو أو لعب نفس المستوى دائمًا في لعبة ما، هو أفضل طريقة لاحترافها. وبدلا من ذلك، تبين إمكانية وجود طريقة أسرع للتطور في مهارة ما.

يقول قائد فريق الدراسة، بابلو كيلنيك، من جامعة جون هوبكينز: "ما وجدناه هو أنك إذا أجريت تعديلًا بسيطًا على إحدى المهام التي تريد احترافها، فإنك تتعلم أكثر وأسرع مما لو تمرنت على ذات التمرين لمرات متعددة".

وصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد أن طلبوا من 86 متطوعًا أن يتدربوا على مهارة جديدة، مثل تحريك الفأرة على الشاشة عبر الضغط على أداة صغيرة بدلًا من استخدام الفأرة.

تم تقسيم المتطوعين إلى ثلاثة مجموعات، وأمضت كل مجموعة 45 دقيقة وهي تتمرن على المهارة.

بعد ست ساعات من ذلك، طُلِبٓ من إحدى المجموعات أن تكرر ذات التمرين مرةً أخرى، بينما نفذت مجموعة أخرى أسلوبًا يختلف اختلافًا طفيفًا عن التمرين الذي سبقه بحيث يتطلب الأمر قوة ضغط مختلفة لتحريك الفأرة.

بينما أدت المجموعة الثالثة التمرين الأول فقط، على اعتبارها مجموعة ضابطة في الدراسة.

وفي نهاية فترة التدريب، تم اختبار الجميع في مدى دقة وسرعة قدرتهم على أداء المهارة الجديدة، وكما هو متوقع، كانت المجموعة الضابطة هي الأسوأ.

ولكن كانت المفاجئة هي أن المجموعة التي كررت ذات التمرين الأصلي كانت سيئة في الاختبار بالمقارنة مع أولئك الذين قدموا خلطة جديدة وتمرنوا في مساحات جديدة. وفي الحقيقة، كان مستوى المجموعة التي عدلت تدريبها أفضل بمرتين من أولئك الذين كرروا التمرين الأصلي.

إذن كيف حدث ذلك؟

يعتقد الباحثون أن هذا يعود إلى شيء يُطلق عليه عملية "إعادة التدعيم"، وهي عملية يتم فيها إعادة استدعاء الذكريات الموجودة وإضافة معرفة جديدة لها. كان يوصى منذ مدة بأن عملية إعادة التدعيم قد تساعد على تقوية المهارات الأساسية، ولكن تعد هذه الدراسة أول تجربة تختبر صحة هذه الفرضية.

وهذا هو السبب الذي جعل الباحثين يعطون متطوعيهم فجوة لمدة 6 ساعات بين فترات التدريب، فقد بيَّن علماء الأعصاب سابقًا أن هذه هي المدة التي تحتاجها الذاكرة لتعيد تدعيم نفسها.

يقول كيلنيك: "إن نتائجنا مهمة لأننا لم نكن نعرف في السابق الكثيرة عن طريقة عمل إعادة التدعيم فيما يتعلق بتطور المهارات. وهذا يبين كيف أن إجراء تعديل بسيط خلال التمرين قد يؤدي إلى تطور أسرع وأكبر في تعلم المهارات بسبب عملية إعادة التدعيم؛ الهدف من ذلك هو تطوير تدخلات سلوكية إبداعية وجداول تدريبية تعطي الأفراد تحسنًا أكبر بنفس مدة التمرن على المهارة المطلوبة".

على الرغم من وجود فوائد لدمج الأشياء في تمرينك، يقول كيلنيك إن المفتاح هنا هو إجراء تعديلات صحيحة، مثل تعديل حجم أو وزن مضرب التنس أو كرة القدم بين فترات التدريب.

وأضاف: "لكن إذا غيَّرت المهمة بشكل كبير، فإن الناس لا يحصلون على الإضافة التي شهدناها في عملية إعادة التدعيم. فلا بد أن تكون التعديلات بين فترات التمرين صحيحة".

وبالرغم من حجم الدهشة التي تحملها هذه النتائج، إلا أن هذه الدراسة لم تختبر إلا مهارة محددة، لذا ينبغي على الدراسات القادمة أن تؤكد على النتائج.

ولكن إذا كان هذا صحيحًا، فإن إيجاد طريقة سهلة لمضاعفة درجة تعلم الناس للمهارات الجديدة سيكون أمرًا عظيمًا.

وبالإضافة لما يقدمه ذلك على صعيد تحقيق أهدافنا السنوية في نصف الوقت، إلا أن هناك تأثيرات ذات أهمية أكبر.

فقد كتب المؤلفون في مجلة "كرنت بيولوجي" (Current biology)، أن "هذه الدراسة لها آثار قوية على عمليات إعادة التأهيل (rehabilitation)".

فعلى سبيل المثال، قد تساعد المعلومات الجديدة مبتوري الأطراف في تعلم كيفية استخدام أطرافهم الصناعية بشكل أسرع، أو تسريع عملية علاج الأشخاص الذين يعانون من إصابات في العمود الفقري أو الجلطات... ونحن عازمون على تجربة ذلك.

التعليقات