20/08/2014 - 18:24

أدباء فلسطينيون يتحدثون لـ"عرب 48" عن سميح القاسم

تحدث شعراء وكتاب فلسطينيون من الضفة الغربية ل"عرب 48" عن الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم

أدباء فلسطينيون يتحدثون لـ

تحدث شعراء وكتاب فلسطينيون من الضفة الغربية عن الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، الذي توفي أمس الثلاثاء.

وقال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، الشاعرمراد السوداني، لـ"عرب 48"، إنه "برحيل الشاعر الكبير سميح القاسم تفقد ربابة الوعي والانشاد الفلسطيني وترا أصيلا صداح الرنين الذي يذهب عاليا في الثقافة، وهو واحد من أشد الأعواد في كنانة الوعي الثقافي صلابة واشتدادا حيث شكل قنطرة انتباه عارم في سياق الوعي الثقافي العربي والفلسطيني صعودا نحو الكون، الذي وشم فيه كثيرا من عطاءاته الثقافية تأطيرا وإبداعا لا يغيب ولا يزول".

وأردف السوداني: "بالتالي فقد فلسطين غال وعزيز، بفقدان سدان الشعرية الوارفة في فلسطين، وفقدان حارس وردة الشهداء لذلك نتذكر هذا المبدع العظيم وكرمل الشعر الفلسطيني الذي عادة ما تقدم الصفوف بمقولته: يمّا مويل الهوى يمّا مواليا ضرب الخناجر ولا حكم النذل بيّا" حيث رددتها الحناجر الهادرة في يوم الأرض العام 76 مثلما أصل في الانتفاضة الام ملحمته الباقية "قصيدة الانتفاضة" في رسالته الى غزاة لا يقرأون: تقدموا تقدموا كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا".

وأضاف أن "سميح القاسم بما قدمه من ثبات على أرض فلسطين رافضا النزوح والمغادرة متقدما نحو البلاد ليروي الرواية الفلسطينية بالحبر الساخن الذي يليق بتضحيات شعبنا، يغيب في اللحظة التي تسقط فيها نوارس الشهداء في غزة ،يغيب ونحن أحوج ما نكون لهذه الأسماء المحاربة".

وأكد: "نحن بحاجة الى مقولته الثقافية التي لا تسقط في اللحظة، فهذا الهوميروس الفلسطيني سيبقى قوله وفعله نقشا على مقابض السيوف التي لا تخشى المنازلة وسيبقى شعره راية خفاقة في سماء الوطن. فله المجد شاعرا في ذرى الكتابة باقيا ما بقي الليل والنهار".

من جانبه، قال الكاتب زياد جيوسي من رام الله، إنه "ليس من السهل الحديث بحضرة قامة باسقة كقامة سميح القاسم بأية كلمات، فمثلي من الجيل الذي رضع شِعره منذ هزيمة عام 1967، حين كنت طفلا في الثانية عشر من عمري، فكانت أولى إطلالتنا أطفالا على شعر المقاومة من خلال سميح القاسم وغيره من الشعراء مثل درويش".

وأضاف جيوسي أنه "الآن يغيب الموت شاعرنا سميح القاسم، والموت حق لا يستثنى احد منه، فهو حق الخالق على مخلوقاته، وأشعر كم هو الفراغ الذي سيتركه غياب شاعرنا على الساحة الأدبية، فأتذكر أنه في نهاية عام 2010 قامت وكالة معا بعمل استفتاء حر على العشرة أشخاص ممن تركوا أثرهم على الساحة الأدبية في فلسطين، وكان سميح الرقم الأول، وحظيت بشرف أن أكون من العشرة الأوائل برفقة سميح".

ورأى أن "أمهاتنا لسن بعواقر وسيلدن ألف سميح يسيرون على خطاه، لكن بالتأكيد ليس من السهل أن تغيب قامة مثل قامة سميح القاسم بدون أن تترك أثرها، فسميح القاسم نتاج لبيئته وأفكاره وجزالة وقوة شِعره، ولم يكن صنيعة اعلامية أو صنيعة سياسية، ومثل هؤلاء المبدعين يترك غيابهم أثر كبير، ويضيف وجودهم أثر أكبر، ولكنهم يبقون أبدا ملك شعب يتوارث نتاجهم واسماؤهم جيلا اثر جيل".

بدوره، قال الروائي نافذ الرفاعي، من جماعة الباب الثقافية في بيت لحم: "ماذا أقول في رحيلك أيها الخالد فينا شاعرنا سميح القاسم، وماذا أقول في وداع القصيد، في تيتم النشيد لحالم ثوري أنشد للمقاومة وحرض عليها، رواها بمعاناته وعذاباته، مطاردته وصموده وبقاءه الوطني، رسخ حلمه الوطني في نشيده الشعري الأنيق ليعتلي عرش شعراء المقاومة ويفضل الوطن على الهجرة. سميح القاسم حمل شقاء العمر وتفاصيل الأمنيات على معطف الزمن يجرجر أيامه القاسيات وينشد، حتى داهمه الرحيل بين الأغنيات وعلى ضوء النفق القادم يحمل أمنيات له أورثها شعرا للقادمين مع العاصفة، يحملون نبوءة سميح القاسم بقاماتهم المنتصبة ووصيته ’قاوم، فقاوم’. نم بهدوء الأطفال وابتسم لأنك مرسوم على شفاهنا شعرا ومحبة وخلودا".

وأكد الإعلامي محمد اللحام على أنه "ارتبط سميح القاسم في ذهن الحالة الفلسطينية وكل من لف لفها من ثوار العالم كأحد أبرز شعراء الثورة مع محمود درويش وشكل ظاهرة فلسطينية وأدبية عبر غزارة أدبية ترشح منها رائحة الإنسان المتشبث والحالم، وبكل أشعاره دعا إلى الدفاع اكثر مما دعا إلى الهجوم، الدفاع عن الحقوق وعن الأرض والإنسان في ظل عدوان إسرائيلي طال البشر والشجر والحجر. ورحيل الشاعر سميح القاسم خسارة كبيرة  لكن العزاء  أنه ترك إرثا للأجيال القادمة بدواوينه وأشعاره التي تحفظ له الحق في التواجد والحياة والحضور رغم رحيل الجسد".

التعليقات