جديد "مدار": "طهارة السلاح: أخلاق وأسطورة وواقع" لدان ياهف

جديد
رام الله - صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) كتاب "طهارة السلاح: أخلاق وأسطورة وواقع" لدان ياهف. وقد ترجمه عن العبرية وقدم له د. جوني منصور، ويقع في 338 صفحة.

يعالج الكتاب بشكل تفصيلي وموثق ومعمق ظهور وتطور فكر التطهير العرقي، الذي مارسته العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين. كما يعالج ظهور مصطلح "طهارة السلاح" وتطوره منذ بداية الحركة الإستيطانية اليهودية العام 1882، عبر استعراض الأحداث التي وقعت في فلسطين، والمتمثلة في قتل العرب الفلسطينيين ونهب وسلب ممتلكاتهم ومضايقتهم وملاحقتهم ومصادرة أراضيهم وتدمير بيوتهم. ويستعين "ياهف" بمحور زمني يمتد على اكثر من قرن من الزمان مثقل بالمجازر والمذابح والإعتداءات التي نفذتها عصابات صهيونية معتنقة عقائد عنصرية متطرفة للغاية، مشدداً على الربط بين الأيديولوجية الصهيونية وممارستها بتوضيح أن فكرة طرد العرب تعد أساساً أيديولوجيا باعتباره ضمانة وحيدة لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

وفي مقدمة الكتاب نقرأ:-
ورغم أن النقاش كان محتدما في اوساط المنظمات اليهودية قبل العام 1948 بخصوص استعمال السلاح، ضد من؟ ومتى، وكيف؟، إلا أن هذه المنظمات كانت متفقة على ضرورة تحقيق هدفين، هما : تصفية الإحتلال البريطاني في فلسطين، والحيلولة دون قيام دولة عربية فلسطينية. ويكفي أن هذين الهدفين هما في صلب الفكر السياسي والعسكري لهذه المنظمات، ليكونا البوصلة الموجهة لنشاطاتها على مختلف الاصعدة والمستويات.
ومما لا شك فيه ان أدبيات الحروب والمعارك الإسرائيلية اظهرت المحارب الإسرائيلي المتمسك بالقيم الانسانية وفي مقدمتها "طهارة السلاح"، وأن الجوانب الانسانية فيه تسمو على تلك عند الفلسطيني الذي تصوره هذه الأدبيات بالهمجي والبدائي والمتخلف والخالي من كل حس انساني، إلا أن كتاب "طهارة السلاح" يبين الوجه الآخر الحقيقي والواقعي للمحارب الإسرائيلي النهم للدم والمتعطش للقتل والتدمير والتخريب بإسم العقيدة والمبدأ ولا يأتي المؤلف في توجهه هذا من مجرد تصور او طرح عابر للأحداث، انما من خلال إعتماده على وثائق ومستندات كثيرة استقاها من الأرشيفات الإسرائيلية.
ولا يترك ياهف مجالاً للشك او التردد والتراجع في الوقائع والحقائق التي يوردها في كتابه. فكل حادثة ولو كانت صغيرة للغاية مثل إطلاق عيار ناري، يوردها مدعومة بوثيقة او مستند يمكن العودة اليه.
لا يتوقف الامر عند هذا الحد، بل إنه يحطم اسطورة الجيش المنزه عن الخطأ، ويكشف حقيقة طالما حاول الإسرائيليون نبذها وتهميشها وإلغاءها وفرض حقائق زائفة او اظهار وقائع وكأنها الحقيقة بعينها. الوقائع التي يوردها تبين أن الجيش الإسرائيلي لم يكن متمسكا بطهارة السلاح، كما يحلو لكثيرين تصويره.
الواقع هنا ان ياهف ينحو في طريق المؤرخين الإسرائيليين الجدد، بالإصغاء الى الرواية الاخرى. ويظهر استعداده لفتح باب المحرمات الإسرائيلية الخاص بالعام 1948 على وجه التحديد.

التعليقات