"موسوعة السرد العربي" للناقد العراقي عبدالله إبراهيم

-

صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت" موسوعة السرد العربي" للناقد العراقي عبدالله إبراهيم، وهي موسوعة كبيرة استغرق العمل عليها نحو عشرين سنة، وغطت السرديات العربية منذ العصر الجاهلي إلى نهاية القرن العشرين، وتتألف من 25 فصلا كبيرا بنحو ألف صفحة من حجم الأطلس الكبير، وفي الكتاب الاول منها مناقشات معمقة عن العلاقة المتوترة بين المرويات السردية والدينية، ثم وصف تفصيلي للأنواع السردية القديمة، ولكيفية لظهورها وانهيارها، وفي الكتاب الثاني يقدم المؤلف تحليلا مغايرا لنشأة السرديات العربية الحديثة يختلف كليا عن الفكرة الشائعة عن نظرية نشأة الرواية العربية بتوجيه من المؤثر الغربي، ويقدم معطيات ووثائق على نشأة الرواية في منتصف القرن التاسع عشر، ومن هذه الناحية تعد الموسوعة نموذجا لما يمكن الاصطلاح عليه"دراسات ما بعد الكولونيالية Post-Colonial Studies" حيث يفكك الناقد عبد الله ابراهيم مقولات الخطاب الاستعماري استنادا لنظريته حول المركزيات التي عالجها في كتاب" المطابقة والاختلاف" أما الكتاب الثالث من الموسوعة فهو تحليل استقصائي لأكثر من ثمانين راوية عربية صدرت في القرن العشرين لأكثر من خمسين روائيا معاصرا. وتكشف مقدمة الموسوعة وفهارسها التفصيلية عن طبيعة هذا الجهد النقدي الذي يظهر لأول مرة في الثقافة العربية الحديثة.

وقال المؤلف في مقدمة الموسوعة ان العمل عليها استغرق نحو عشرين سنة. مضيفا "بدأ الإعداد لمادّتها الأولية في منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وتواصل بعدها، ولم ينقطع البحث في السرد العربي قديمه وحديثه منذ ذلك الوقت، ولكن من التمحّل القول بأن مشروع إعداد موسوعة تتتبّع نشأة السرديات العربية منذ العصر الجاهلي إلى نهاية القرن العشرين، ثم تتقصّى أبنيتها السردية والدلالية، كان واضحا في ذهني، جاهزا لا ينقصه سوى التنفيذ؛ فذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة، بل إنني أستطيع القول بأن فكرة الموسوعة بدأت تلوح لي في منتصف التسعينيات، حينما وجدت دراساتي في مجال السرد تتسع، وتتراكم، وتغطّي حقبا متتالية، فشرعت أعيد التفكير في الطريقة التي أكيّف فيها الدراسات والبحوث المنجزة والمخطط لها، بما يجعلها تخدم الغرض الذي أطمح إليه، وهو رسم المسار المعقّد للسردية العربية تكوينا وبنية في أثناء هذه الحقبة الطويلة، وتبيّن لي، وأنا أتولّى تدريس القديمة منها والحديثة لأكثر من عقد في عدد من الجامعات العربية في المشرق والمغرب، وأمارس البحث والكتابة في هذا المجال لنحو عشرين سنة، غياب الوعي بمسارها، فالمعلومات الشائعة إنما هي نبذ متناثرة، وتاريخية الطابع، ولا تهدف إلى ربط النصوص ببعضها ببعض، ولا تستنطق أبنيتها الدلالية، ولا تعنى بأصولها الشفوية، وعلاقتها بالنصوص الدينية". (ايلاف)

التعليقات