عبد القادر الجنابي يفتح النار على شعراء العرب

ومن الشعراء العرب أمل دنقل، محمد الماغوط، عباس بيضون، نازك الملائكة، يوسف الخال، بلند الحيدري، فؤاد رفقة، محمود درويش، جبران خليل جبران وآخرون.

عبد القادر الجنابي يفتح النار على شعراء العرب

في كتاب عنوانه "كائنات العزلة... أنطولوجيا شعرية شخصية" يقدم الشاعر العراقي، عبد القادر الجنابي، مجموعة من صنف شعري معين أطلق عليه شعر العزلة، وشمل نتاج شعراء أجانب وعرب بينهم أسماء شعرية كبيرة.

إلا أنه حَمَل على كتّاب عرب يصفون أنفسهم بأنهم عظماء، وقال إن عزلتهم هي "نرجسية".

في البداية، يكتب الشاعر عن العزلة، ومن ذلك قوله "العزلة/ تجعلنا نصمد/ نطفر/ نرمق المتصدع فينا/ فتجعلنا نستطيع/ ما لم نستطع/ في أمانينا".

ويقول "العزلة/ عيون لنا/ في الظلام/ إشراق/ في الغمام/ ما أن يطفأ الضوء/ حتى تنير العين الباطنة المخبأ/ وتهب العزلة تروي".

اشتمل الكتاب على شعر من نتاج 53 شاعرًا منهم 36 شاعرا أجنبيًا، بينهم أسماء منها: نيتشه وشارل بودلير وبول إيلوار وخورخيه لويس بورخس وقسطنطين كافافي وأوكتافيو باث وهولدر لين وبابلو نيرودا وبول فاليري وليوبولد سنجور وغيرهم.

ومن الشعراء العرب أمل دنقل، محمد الماغوط، عباس بيضون، نازك الملائكة، يوسف الخال، بلند الحيدري، فؤاد رفقة، محمود درويش، جبران خليل جبران وآخرون.

وفي مقدمة بعنوان "منوعات على أوتار العزلة"، يقول الجنابي في نقل عن الشاعر النمساوي ريلكه "إن الشاعر هو رجل العزلة". وعن الأديب الألماني جوته "إن الموهبة تصقل في العزلة".

يضيف "محاكاة لنيتشه، نقول إن الأعمال الشعرية الكبرى ما كانت تنجز لو لم يعش كتابها بمعزل عن العامة، وبمنأى عن أمجاد الناس".

إلا أنه يحمل على العرب من هذه الناحية، فيتابع القول "أما نحن العرب، فإن كتابنا، الذين يطيب لهم أن ينعتوا بالكبار، فقد احتفظوا دائما بنافذة صغيرة مفتوحة على ميدان العوام، وظل الإحساس بالمنافسة هو محفزهم على الكتابة. وما شعورهم بالوحدة سوى علامة على الشعور بالحسد والغيرة من آخر أصيل، يتميز بالجدة ولا سلاح لهم سوى التعتيم عليه. إن ‘عزلتهم‘ هذه لهي في الحقيقة عزلة جوفاء، سببها جرح نرجسي أو إحساس بعظمة لم تكافأ".

أضاف أنه "بتحرر العزلة من كل المفاهيم الشائعة عنها، كوطأة التنسك الهروبي... الانطواءات على الذات والبؤسوية، أصبحت القصيدة المعاصرة نأمة تساؤلات وصراعًا معرفيًا، غوصًا في يم المنعزل فينا، نزولا مختارا في الجحيم لتولد من جديد".

ويورد نماذج شعرية من الشعراء الذين تناولهم الكتاب. ومن ذلك وبعنوان "فقراء"، قول للشاعر الألماني هولدرلين جاء فيه "مهما كنا أثرياء/ عجزنا عن أن نكون وحيدين/ صَيّرَنا فقراء".

ويورد قصيدة للشاعر الفرنسي بول فاليري، بعنوان "في الشمس" وفيها يقول "في الشمس فوق فراشي بعد الماء/ في الشمس وفي انعكاس الشمس الهائل فوق البحر أسفل نافذتي/ بعد الحمام، القهوة، الأفكار/ عار في الشمس فوق فراشي المضاء كليا / عار، وحيد، مجنون/ أنا".

ومن أفريقيا يختار قصيدة كتبها الرئيس السنغالي الراحل، ليوبولد سنغور، عنوانها "أنا وحيد" قال فيها "أنا وحيد في السهل/ وفي الليل/ مع الأشجار المنكمشة من البرد/ التي يتلاصق بعضها ببعض وأعطافها على جنبها... أنا وحيد في السهل/ وفي الليل/ أنا عزلة أعمدة التلغراف/ الممتدة طوال الطرق/ المقفرة".

ومن جبران خليل جبران، يقدم للقارئ هذا القول "العزلة عاصفة ساكنة تحطم أغصاننا الميتة، ومع ذلك، تغرس جذورنا في أقصى أعماق القلب النابض من الأرض الحية".

ورد الكتاب في 126 صفحة، متوسطة القطع، وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في بيروت وعمّان.

ولد عبد القادر الجنابي في بغداد، عام 1944، ويعيش الآن في باريس، ويحمل الجنسية الفرنسية. ومن دواوينه الشعرية "كيف أعاودك وهذا فاسك" و"في هواء اللغة الطلق" و"مرح الغربة الشرقية". وله مجموعة شعرية باللغة الإنجليزية وله كتابات في مجال شعر العزلة.

التعليقات