31/10/2010 - 11:02

المخرج هاني أبو أسعد لـ "عرب 48": "يجب معارضة الاحتلال وليس فيلم الجنة الآن"

يديعوت احرونوت" كشفت عن ضغوطات يقوم بها أثرياء يهود في هوليوود على أعضاء الأكاديمية لمنع فوز الجنّة لآن بالاوسكار* ابو أسعد: الضغوطات تعبر عن استمرار انكار حق الشعب الفلسطيني بالعيش.

المخرج هاني أبو أسعد لـ
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن تحركات جديّة من قبل أثرياء يهود ودبلوماسيين من ذوي التأثير في هوليوود، يضغطون من خلالها على أعضاء الأكاديمية الأمريكية للسينما لإقناعهم بعدم التصويت لفيلم المخرج الفلسطيني، هاني أبو أسعد "الجنّة الآن"، المرشح لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي. بحجة أن "الجنّة الآن يعرض الانتحاريين الفلسطينيين بصورة ايجابية".

وكان القنصل الإسرائيلي العام في لوس أنجليس، ايهود دانوخ والملحق الاعلامي غلعاد ميلو وجهات اسرائيلية ويهودية ذات تأثير في هوليوود حصلوا على وعد من الاكاديمية الأمريكية للسينما بعدم عرض الفيلم على أنّه "فلسطيني" على الرغم من عرضه على هذا النحو في موقع حفل توزيع جوائز "غولدين غلوب" حيث فاز "الجنّة الآن" بجائزة "غلوبس الذهبية".

وعقّب المخرج هاني أبو أسعد في تصريح خاص لـ "عرب 48" على الضغوطات التي تمارس على أعضاء الأكاديمية قائلاً: "على الأختيار أن يكون مجردًا من الضغوطات من أي طرف كان. فهذه معادلة الحضارة أصلاً. ويجب على الطرف الضاغط ان يكون حضاريًا في هذا الخصوص".

وانتقد ابو أسعد سياسة الترويج الاسرائيلية ضد فيلمه "الجنّة الآن" وقال: "لقد أدخل معارضو الفيلم في حملتهم المعارضة أهالي لقتلى إسرائيليين قتلوا في العمليات الانتحارية التي كانت في إسرائيل. وعلى الجميع أن يفهم أننا لسنا سعيدين بفقدان الأهالي لأبنائهم في العمليات وأحدٌ منّا لا يرغب بأن يموت ابنه في عملية ولكن يتوجب على من يتظاهر ضد الفيلم أن يتظاهر ضد الاحتلال الاسرائيلي وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني لأن الاحتلال هو من يؤدي إلى مثل هذه العمليات".

وأضاف أبو أسعد: يتوجب على الإسرائيليين الاعتراف بحق الفلسطيني بالوجود كشعب له حق العيش لإنّ عدم الاعتراف بنا وبنضالنا الثقافي والحضاري على حد سواء سيفتح المجال لنضال السلاح. ففي حال حاولت الجهات الإسرائيلية تهميش النضال الثقافي والحضاري والوجودي للشعب الفلسطيني فهذا حتمًا سيفتح الأبواب على مصراعيها للنضال المسلح".

وكان الاسرائيليون ضغطوا من أجل عدم نسب الفيلم لـ "فلسطين" إنما لـ "السلطة الفلسطينية" وعقّب أبو اسعد قائلاً: "هذه سخافة لأن اسم فلسطين موجود وأنا اعتبر هذه الضغوطات استمرارًا لسياسة انكار حق الفلسطينين".

وفي رد على سؤال ما اذا قام الأمريكيون والاوروبيون بمنح جوائز للفيلم تعويضًا منهم عن عدم الدعم السياسي للفلسطينيين؟ أجاب أبو أسعد: "من دون أن يكون ثقل ثقافي وفنّي للفليم لا يمكن أن ينال جائزةً واحدةً. وأنا لا انكر الدور السياسي ولكن الدور السياسي لا يفيد في حال عدم وجود قيمة ثقافية وفنيّة للفيلم"

وأضاف: "من منح الجائزة للفيلم لا يمكن أن يتعاطف مع الفليم لمجرد التعاطف فقط. فهم بالتالي لا يريدون أن يجعلوا من أنفسهم "مسخرة" تمنح الفيلم جائزة من دون ان يحمل الفيلم ثقلاً فنيًا"

وحو موقفه من العمليات قال ابو أسعد: أنا لا اعتقد أن العمليات لصالح الشعب الفلسطيني لكني اتفهمها جيدًا. وعلينا ان نفهم ان الاحتلال هو من ترك متسعًا لهذه العمليات".

ويذكر أن فيلم "الجنّة الآن" يروي واقعاً فلسطينياً يومياً يعرضه المخرج مستغلاً آخر 48 ساعة من حياة شابين يسكنان مدينة نابلس، ويقرّران القيام بعملية تفجيرية انتحارية في مدينة تل أبيب.

ويستعرض المخرج كل المراحل التي يمر بها الاثنان مع مجنديهم وتخبطاتهم إلى ساعة انفجار احدهما. والفيلم من تمثيل: قيس ناشف، علي سليمان، عامر حليحل، اشرف برهوم، هيام عباس، ولبنى إزابيل.

التعليقات