31/10/2010 - 11:02

نَسْفُ الياسَمينِ ظِلّ السُؤال / نبال شمس

نَسْفُ الياسَمينِ ظِلّ السُؤال / نبال شمس
ظلٌّ لسُؤالٍ ضَبابي يَهمِسُ لِحروفي المُتَقَشّفة في رُكنِِ جِدارٍ قَديمٍ هَمْسَة عاشَقٍ.
غنّى العاشِق لِفَراشِ الرَبيع..لِراهِبات تَقَشَّفنَ بياض الوَرَقِِ:
"أما حان للسَطر الفارِغ أن يَتَجرد مِنَ دمِّ الخطيئةِ"؟
بكى الفَراش ورفْرَفَ على كفتيّ ميزان.
لا فراشَ ولا ربيع يُحْييه الظِلّ.

ظِلُّ النَهار يُلاحقني..مُخطئٌ من نَعَتهُ بالغُبارِ..هدوءُ ريح عاتية جَلْجَلت في نفسي العَطشى.. في دُجاها فَقَدتُ حِبري..تطايَرَت كُتبي والظلُّ يَتأملني، يرافقني ولا يُدرك وَجْهي.

الصَمتُ يَتَربَصُ لي كََذئبٍ بَريٍّ..يَسرِق مني القَََصيدة..يَرميها على مَتنِ غَيمةٍ في رَحم الفَضاء والوِلادة مِن ذا الرحمِ مَحَالة.

الوِِلادَةُ مَحَالة..المَوْتُ مَحَالة..ومَحَالة الخُلود لَظلِّ السُؤال...يَنْتزعني مِنَ المَكانِ..مِن ديوانِ الوَقتِ..مِن بَيْنَ آلاف الكُتُبِ..قَدْ أَجِدُ الجواب


*********

قَدْ أَجِدُ الجواب!!
قََدْ أَكتُب!!
قََدْ لا أَكتُب..فَقَد داهَمْتُ الوَقت..والوَقت اتَسَعَ لألف قََيْلولَة تُكتَب فيها القََصيدَة.

النَصُّ لا يَكتبَ صاحِبه..النَصُّ سَقْسَقة فكرة تَتَرنحُ على شَبابيك الروح مُسْتباحة الحُروف..تَبْحَثُ في سُكونٍ عن سَريرٍ لِتُنازِع سَكْرات الولادَة.
النَصُّ قُنبلة ياسمين، إن أُضْرِمت فاحَ عطرها وان هُدِّنت أُنْتُسِفَ الياسَمين.

********

هَمَسَ العاشِقُ المُتَجرّدُ من حبِّ قصيدَةٍ قَديمةٍ :
"غَنَيتُ أَرْض البُرتُقال.
غَنَيْتُ حَنظله غَيْرَ قابلٍ لَلرَحيلِ..يُنشِدُ أناشيد العَوْدَة وَيكتبها عَلى جَناحيّ فَراشَة، غادَرَت البلاد كَما غادَرَها العظَماء".

لَماذا رَحَلَ عُظماء بِلادي؟؟
هل بلادي ضَيِقّة الحُدود..أَم تَجَرّد منها الوجود؟
أَنَمْتَلكُ نحن زَيتونها والوُجود؟

*****

أَينَ ميّ*؟
ميّْ لم تَسَعها الناصِرَة..رَحَلَت مع عَصافير السُنونو..فَعادَ السُنونو وميّ لَمْ تَعدّ.

غَنَينا و العاشِق: عَكا وَيافا وَالجَليل..علَّ ناجي العلي يُعيد التاريخ، وعَلَّ غسّان كنفاني يُحَقّق العَوْدَة إلى عكا.
لِنَقشهم نَكهة البُرتُقال وَطَعم الّليمون..فّما أعظَم تِلْكَ النُقوش وَما أعظمَ وَقع الغِياب.

*************

ظلٌّ و ظِلال.
سُؤالٌ و سَؤال.
لا يُدرِك صَمتي..لا يُدرك وَجهي..لا أدْرِك الغِياب.

صَرَخَ العاشقُ الباحث عن القَصيدةِ:
"في دُجى اللَيل المَهجور..سَقَطَت امرأة ..تَراجعَ زَبَد البَحر..قَدْ يولِدُ امرأة أخرى مُنْسلّة الجَمال..من غمدِ بوصَلةٍ بَعْثرَ الوقْتُ اتجاهاتِها...تَحْمِلُ بَيْنَ راحَتَيها الجَواب لظلِّ السُؤال.
في دُجى المَعبَد المَهجور..على ديوان المَوْت المُذيّل بالحَياة..وّجَدتها قَصيدة قَديمَة نُقِشَت بِحِبرٍ فِرعوني قد يكون الزَمن لَمْلَمَ ظلّها..هَوَ الإجابة".

ظلٌّ وأَلف ظلّ..يَلِفُ ضَبابِيَة الحَقيقة..يَلفُّ وَقع الغِياب..يَتَباعد عن المَكان قد تَكون قَصائِدهم هي الجَواب..








*ميّ: ميّ زيادة..ولدت في مدينة الناصرة وغادرت البلاد في سنّ الطفولة.


.




التعليقات