31/10/2010 - 11:02

"هبوط اضطراري" تقطف الجائزة الكبرى في مهرجان بيرنو الدولي

شدت مسرحية "هبوط اضطراري" انتباه وأنظار المشاركين في مهرجان الفنون المسرحية الذي عقد هذا الشهر في مدينة بيرنو التشيكية بمشاركة أكثر من 15 دولة بينها: ألمانيا وفنلندا ورومانيا وكوسوفو والنمسا واليونان وسلوفاكيا وبولونيا.

ولأول مرة يشارك مسرح السرايا العربي في يافا الذي أنتج المسرحية بنصها العبري من ترجمة واخراج غاي كوهين، وحصلت من مجموع الجوائز على جائزة ادارة المهرجان لأفضل تمثيل حيث تسلمها الممثلان ايال نردي وشريدي جبارين في حفل اختتام المهرجان.

ويذكر أن "هبوط اضطراري" من تأليف الأديب سلمان ناطور وعرضت لأول مرة باللغة العربية على مسرح الحكواتي في القدس في مطلع العام 1999، ثم ترجمت الى العبرية وقدمت على مسرح جامعة تل أبيب، من انتاج قسم الفنون المسرحية وبعدها تبنى انتاجها مسرح السرايا في يافا وهي ما زالت تعرض في البلاد ومن المتوقع أن تشارك في مهرجانات أخرى، مع ترجمة الى اللغة الانجليزية.

في الاحتفال الختامي قدم الجائزة مدير المهرجان البروفيسور بيتر اوسلودلي والمدير الفني للمهرجان المخرج جوزيف كوفلشيك، وعندما دعي وفد المسرح برئاسة السيد أكرم حلو، أمين سر المسرح وطاقم المسرحية المؤلف من المخرج غاي كوهين والفنان عيزر عبو والممثلين ناردي وجبارين، استقبلوا بتصفيق شديد، وقرأ عريف الحفل قرار اللجنة الذي جاء فيه: "مسرحية هبوط اضطراري، قدمها الطاقم الفني بأجواء قوية ومثيرة على خشبة المسرح، ولا يمكن لأحد أن يأخذ من الطاقم الفني تلك القدرات الفنية العالية المفعمة بالحضور والطاقة المميزة من حيث الأداء الفني. ان ما شاهدناه على خشبة المسرح هو حالة مثيرة للغاية ببساطتها وجماليتها ومستواها الفني الراقي".

مسرحية هبوط اضطراري تصور حالة عبثية فلسطينية حيث يحاول شقيقان فلسطينيان اللقاء في القاهرة بعد غياب طويل، أحدهما ظل في وطنه في قرية أم الشرايط في الجليل، والثاني ينضم قبل ثلاثين عاما الى منظمة التحرير في بيروت ثم ينتقل الى تونس، ويعتقد الشقيقان أن اتفاقات أوسلو و"السلام" الذي وقع عام 1993 يمكنهما من تحقيق اللقاء، ولكن الاثنين يخضعان لتحقيق عبثي الأول في مطار تل أبيب والثاني في مطار الأمة العربية ويستحيل اللقاء في الواقع، بل ان هذا الواقع المرير يعيدهما الى الطفولة حيث لا مجال للقاء الا في الحلم، وعندما عرضت المسرحية قبل انطلاق الانتفاضة بعامين حذرت من الانفجار الكبير على خلفية التنكر الاسرائيلي لحق الفلسطيني في الحياة وتجاهل العالم العربي لمعاناة الفلسطيني في وطنه ومنفاه.

ويذكر أن المسرحية التي تعرض على خشبة السرايا أمام جمهور يهودي وعربي تثير أصداء عميقة في مشاعر المشاهدين لما فيها من عمق انساني في تصوير الحالة الفلسطينية العبثية. وعقب السيد أكرم حلو على الجائزة بقوله: "ان هذا المهرجان فتح لنا أبوابا كانت مغلقة في الماضي والمسرحية جعلت مشاركي المهرجان الأجانب يطلون على القضية الفلسطينية من أوسع أبوابها".

وقال المدير الفني للمسرح المخرج أديب جهشان: "ان الفوز بهذه الجائزة لا نعتبره انجازا فقط لمسرح السرايا بل للمسرح العربي في البلاد القادر على تقديم مسرحيات باللغتين العربية والعبرية والحصول على جوائز عالمية. انه لواجب حضاري ووطني أن نعرض أمام العالم الغربي والعالم العربي الرواية الفلسطينية ليستطيع العالم مشاهدة الوجه الحضاري لشعبنا وفهم قضيته ومأساته.

وقال الكاتب سلمان ناطور، مؤلف المسرحية: " لم يفاجئني حصول المسرحية على هذه الجائزة، فان قدرات المخرج والممثلين وصدقهم في التعامل مع النص يضعهم، بالرغم من أنهم في بداية الطريق، في الصف الأول وأشكر مسرح السرايا الذي أدرك الطاقة الكامنة في هذا العمل وأهمية تقديم الرواية الفلسطينية باللغة العبرية والآن في مهرجانات دولية، كما يليق بمسرح عربي ملتزم بقضية شعبه ومجتمعه وبمستوى فني وحضاري رفيع"

التعليقات