10/10/2011 - 14:10

«بين البيوت» لاياد برغوثي ترسم فلسطين حقيقية وترفض التصورات المسبقة

وأكد إياد البرغوثي أنه كتب قصص مجموعته الجديدة بين العامين: 2002 و2008، وأنها تجسد أحداثاً واقعية عاشها بنفسه، أو رواها له أصدقاء ومعارف من المجتمع العربي بفلسطين المحتلة عام 1948. وأضاف: "ولكن ـ بدوري ـ كان علي التمويه وإضافة ملامح وتفاصيل جديدة ومتخيلة لتلك الحكايا".

«بين البيوت» لاياد برغوثي ترسم فلسطين حقيقية وترفض التصورات المسبقة

«من قلب الواقعية نكتشف سوريالية الواقع"، رأى ذلك القاص هشام بستاني في معرض قراءته النقدية والانطباعية لمجموعة الكاتب الفلسطيني إياد البرغوثي القصصية، وهب بعنوان "بين البيوت"، والتي وقعها ـ أمس الأول ـ في بيت بلدنا للثقافة والفنون، بجبل اللويبدة، وبحضور نخبة من النقاد والمهتمين.

المجموعة القصصية الصادرة ـ حديثاً ـ عن دار حوار للنشر والتوزيع، في القاهرة وبيروت، حظيت وكاتبها القادم من مدينة عكا الفلسطينية بتقديم مطول من البستاني قدمه بعنوان "عندما لم يقفز الملاكم في البحر"، ورصد فيه أهم ملامح المجموعة، وميزاتها الأسلوبية، وماتحمله من أفكار، واستعراض فني لواقع الإنسان الفلسطيني، وحياته اليومية، لا سيما في فلسطين المحتلة عام 1948. قال البستاني: "في قصص إياد نتلمّس فلسطين أخرى، فلسطين حقيقية، فلسطين لا أسطورية، بها نقفز مع الأطفال في البحر، من فوق أسوار عكا، ونتعرّف إلى إدمان المخدّرات المتفشي كالسرطان بين الشبان العرب، ونشاهد العربي الذي يركب الباص في تل أبيب، وكيف يحوّله الركاب اليهود ـ مباشرة ـ إلى مشروع قنبلة موقوتة، وهو الراكب الخائف في باص ممتلئ بقامعيه، يصير ـ فجأة ـ مُخيفاً.. في قصص إياد نتلمّس زاوية نظر جديدة لبطولة جديدة".

وأشار البستاني إلى أن إياد البرغوثي كاتب فلسطيني يرفض النماذج والتصورات المسبقة عنه، وعن من هو منهم، وأنه أحد الأصوات الإبداعية في فلسطين الداخل، التي تحاول التحليق في الفضاء العربي الرحب، مستشهداً بما قاله البرغوثي نفسه: "أبحث عن فتحة في جدار العزلة، لأصل إلى ساحة التواصل مع العالم العربي".

أما صاحب المجموعة فقد شكر ـ في كلمة له ـ دار ملامح التي دعمت إصدار كتابه ضمن مشروع "فلسطين دائما"، والذي ترعاه، منذ سنوات، ويسعى إلى نشر سلسلة كتب تعبر عن الحياة الفلسطينية، ويذهب ريعها لدعم الحياة الثقافية والفنية في الأراضي المحتلة. وقال البرغوثي إن مجموعته القصصية تأتي تذكيراً بالمنسيين من ناس ومدن في محاولة لبناء وعي مغاير، على حد تعبيره.

وأكد إياد البرغوثي أنه كتب قصص مجموعته الجديدة بين العامين: 2002 و2008، وأنها تجسد أحداثاً واقعية عاشها بنفسه، أو رواها له أصدقاء ومعارف من المجتمع العربي بفلسطين المحتلة عام 1948. وأضاف: "ولكن ـ بدوري ـ كان علي التمويه وإضافة ملامح وتفاصيل جديدة ومتخيلة لتلك الحكايا".



كما قرأ البرغوثي عدداً من قصص المجموعة التي تزخر بالمواقف الإنسانية، ووصفاً لأحياء مدينة عكا العريقة، وشوارعها، كما تطرح المجموعة قضايا الهوية ومواجهة المحتل، ومن أجواء قصة "ضربة قاضية"، نختار: "اختفى بعد الافتتاح المؤلم، في زقاقات حارة العبيد، ومشى في شرايين المدينة المحصنة، وعندما حط عند السور وقف عليه، البحر سجادة سوداء والأفق لا يستجيب لنداء الفنار ولا لصرخته، لم يقفز عن السور لكن عنده قرر (لن ألاكم بعد اليوم)".



من جهته أعرب مدير النشر في دار "ملامح"، الكاتب محمد الشرقاوي، عن بالغ سعادته لدعم مجموعة إياد برغوثي القصصية، منوهاً بموهبته الأدبية، وحرص دار ملامح على التواصل الدائم مع المبدعين والكتاب الفلسطينيين كافة.

واختتم حفل التوقيع بنقاش وطرح للأسئلة من قبل الحاضرين، على الكاتب الضيف، وقد دار معظمها حول واقع الحياة الثقافية الفلسطينية، عام 1948، وآفاق التعاون والتواصل مع محيطهم العربي، قبل أن يقوم الكاتب بتوقيع مجموعته للحاضرين.

 

*عن صحيفة الدستور الاردنية - خالد سامح

التعليقات