04/04/2016 - 16:14

"ماكينة وشاكوش" تحاكي معاناة العمال الفلسطينيين

وافتتحت المسرحية مساء أمس، الأحد، أول عرض تجريبي لها أمام عدد من طلبة كلية الطيرة، على خشبة مسرح عشتار في رام الله، بمشاركة خمسة ممثلين ثلاثة منهم يشاركون للمرة الأولى في المسرح المنبري أو ما يعرف باسم مسرح المضطهدين.

مشهد من المسرحية

تسلط مسرحية "ماكينة وشاكوش" الضوء على الكثير من القضايا والمشاكل التي تواجه العمال الفلسطينيين، في محاولة للبحث عن حلول لها.

وافتتحت المسرحية مساء أمس، الأحد، أول عرض تجريبي لها أمام عدد من طلبة كلية الطيرة، على خشبة مسرح "عشتار" في رام الله، بمشاركة خمسة ممثلين ثلاثة منهم يشاركون للمرة الأولى في "المسرح المنبري" أو ما يعرف باسم "مسرح المضطهدين".

ويقوم مسرح المضطهدين، الذي أسسه البرازيلي أوغستو بوال عام 1971، على إشراك الجمهور في العرض المسرحي.

وقال إدوار معلم، مخرج العمل المسرحي، "المسرحية مستوحاة من قصص حقيقية لعدد كبير من العمال الذين شاركونا بقصصهم الذاتية ومعاناتهم اليومية في مواقع عملهم".

وأضاف، "ما نقدمه على المسرح أقل إيلاما من كثير من القصص التي سمعناها عن معاناة العمال، سواء ما تعلق بظروف عملهم أو بالحقوق التي يحصلون عليها وطريقة تعامل أرباب العمل معهم".3

وتقدم المسرحية ثلاثة مشاهد لمواقع عمل مختلفة، تبدأ بمنجرة وتمر بمشغل للخياطة وتنتهي بموقع للبناء.

ويكثف المخرج بطريقة لا تخلو من الكوميديا السوداء، معاناة العمال في العمل أو بعد طردهم عند محاولتهم المطالبة بحقوقهم وانعكاس ذلك على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية. وأوضح معلم أنه لا يسعى إلى تقديم حلول من خلال عمله المسرحي الجديد وإنما إلى إثارة القضية وخلق نقاش مجتمعي حولها والتي تقع في الغالب بسبب غياب تطبيق القانون.

ويظهر ذلك من خلال النقاش الذي جرى بعد العرض، حيث يتيح مسرح المضطهدين للجمهور المشاركة في العرض المسرحي، من خلال القيام بدور أحد الممثلين  وتقديم رؤيته الخاصة لحل المشكلة التي يواجهها.

ويحتاج الممثلون المشاركون في هذا النوع من العروض المسرحية إلى المقدرة على الارتجال في الحوارات التي تجري عندما يستبدل الحضور أحد الممثلين.

وقال معلم إنه سعيد بتقديم ثلاثة وجوه جديدة من خريجي أكاديمية الدراما في هذا العمل المسرحي، بعد خضوعهم لتدريب حول كيفية التعامل مع الجمهور والدخول في نقاشات مباشرة تكون في إطار العمل المسرحي.

وقالت الممثلة ياسمين شلالدة، التي تخوض تجربة مسرح المضطهدين للمرة الأولى من خلال تقديمها مجموعة من الشخصيات في هذا العمل، "هذا عمل مثير جدا ويحتاج إلى جهد كبير".

وأضافت بعد العرض، "هذا النوع من المسرح موجه لتوعية الناس بشكل صريح ومباشر وأنت بحاجة إلى الإلمام بالكثير من القضايا حتى تتمكن من الارتجال عند صعود أحد من الجمهور إلى خشبة المسرح ليأخذ مكان ممثل".

وترى ياسمين أن مشاركتها في هذه المسرحية أضافت لها الكثير، "صار عندي تفكير شخصي كيف أنا ممكن كفرد في هذا المجتمع أن أساهم بإحداث التغير".

ويشير كتيب وزع قبل العرض إلى وجود قانون عمل فلسطيني أقر عام 2000، كأول قانون عمل فلسطيني ينظر إليه البعض على أنه الأفضل في المنطقة ولكن تكمن المشكلة في تطبيق بنوده. ويضيف الكتيب، "نسبة البطالة وصلت في فلسطين إلى 27 بالمئة في العام 2015."

ويوضح الكتيب أن "ارتفاع نسبة البطالة والفقر أدى إلى قيام أصحاب العمل بفصل العمل تعسفيا واستبدالهم بعمال جدد إذا طالبوا بحقوقهم حسب القانون".

وقدمت المسرحية نماذج من أصحاب العمل هؤلاء، الذين كانوا يصرخون في العمال عند مطالبتهم بحقوقهم أن هناك طوابير من العمال بانتظار الحصول على مكانهم وبأجر أقل.

ويحفل العرض المسرحي بكم هائل من المعلومات حول وضع النقابات وشركات التأمين وغياب المحاكم المتخصصة في متابعة قضايا العمال، ما يجعل العديد من القضايا تأخذ سنوات في المحاكم.

كما يتطرق العرض لموضوع "أتعاب" المحامين وعدم قدرة العمال على دفعها، وغياب الرقابة الحكومية على تطبيق بنود قانون العمل وقانون الحد الأدنى من الأجور، الذي أقرته الحكومة قبل أشهر والبالغ 1450 شيقلا (نحو 382 دولارا).

وقال معلم، إن عرض الافتتاح الرسمي للمسرحية سيكون في 28 نيسان/أبريل الجاري، وسيليه مجموعة من العروض في عدد من المواقع في الضفة الغربية المحتلة.

التعليقات