16/08/2016 - 13:44

حيفا: ندوة مراجعة نقدية حول كتاب "نكبة وبقاء"

عُقدت مساء أمس، الإثنين، ندوة مراجعة نقدية وحوار حول كتاب "نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلوا في حيفا والجليل"، في مقر جمعية الثقافة العربية بمدينة حيفا.

حيفا: ندوة مراجعة نقدية حول كتاب "نكبة وبقاء"

صور من الندوة في حيفا

عُقدت مساء أمس، الإثنين، ندوة مراجعة نقدية وحوار حول كتاب 'نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلوا في حيفا والجليل'، في مقر جمعية الثقافة العربية بمدينة حيفا.

وشارك في الندوة كل من مؤلف الكتاب المؤرخ د. عادل مناع، د. محمود محارب ود. نظمي الجعبة، فيما أدارها مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، الكاتب إياد برغوثي، وحضرها لفيف من النهتمين بالرواية الفلسطينية.

وتنفض هذه الدراسة الغبار عن حقبة تأسيسية في تاريخ الفلسطينيين الذين بقوا في حيفا والجليل بعد النكبة (1956-1948)، وتسمح بسرد حكايات إنسانية وشخصية للمهمشين، مغايرة للروايات التاريخية النخبوية.

استهل الحديث في الندوة أستاذ التاريخ في جامعة بير زيت، د. نظمي الجعبة، حيث أشاد بالكتاب لما يحويه من رواية فلسطينية، معتبرًا أن كتاب المؤرخ د. عادل مناع هو مرحلة أكثر تطورًا في كتابة الرواية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الكتابات الفلسطينية تأتي ما بعد الخروج من الصدمة.

وثمنّ أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة القدس، د. محمود محارب، خلال حديثه دور المؤرخ عادل مناع في إصدار كتاب يروي النكبة الفلسطينية، معتبرًا أن الوعي السياسي يعد عنصرًا مساعدًا له، مشيرًا إلى أنه كان له تجارب في النضال السياسي أثناء دراسته الجامعية.

وأضاف قائلًا إنه 'من أبجديات البحث التي لا يمكن الاستغناء عنها هي الموضوعية والسعي للتوصل إلى الحقيقة في سياقها التاريخي وفق الأصول الأكاديمية المتبعة'.

وتابع أنه 'من غير المطلوب ومن غير المتبع أكاديميًا أن يكون الباحث حياديًا'، مشددًا في الوقت ذاته على أن 'الباحث الواعي سياسيًا ويمتلك خبرة سياسية وحزبية، قد يشكل لديه ذلك عنصر قوة أو عنصر ضعف'.

وقدم د. محمود محارب ود. نظمي الجعبة مراجعتهما النقدية للكتاب وتحاورا مع المؤرخ د. عادل مناع الذي بدوره قام بعدها بالإجابة على كافة النقاط النقدية المتعلقة بالكتاب، وتحدث بإسهاب عن الرواية الفلسطينية المرجوة من خلال الكتاب.

وأجاب د. عادل مناع في مداخلته، بداية على الملاحظات النقديّة التي وجّهها د. محارب ود. الجعبة في مراجعتيهما، والتي أشارت بالأساس إلى مواضيع أهمية التوسّع بها أو معالجتها بشكل مختلف. وأشار إلى أن كتابه هو ثمرة مشروع طويل وعمل جدّي يعيدنا إلى حرب 1948 ونتائجها من وجهة نظر المهزومين الذين لم يسمع صوتهم في أحداث النكبة، ويسلّط الأضواء على مسألة "عدم الطرد"، أي على من لم يطردوا أو هؤلاء الذين هُجّروا، لكنهم عادوا إلى بلداتهم، بدلاً من البحث مرة أخرى في مسألة تهجير الفلسطينيّين، وفي وجود أو عدم وجود خطة إسرائيليّة عامة لطرد الفلسطينيين. ويروي قصة فلسطينيّين نجحوا في البقاء في حيفا والجليل رغم سياسة التطهير العرقيّ.

وأضاف مناع، أن تركيزه في هذه الدراسة كانت على الفلسطينيّين الذي أعتبرهم وكلاء التاريخ ولهم دور مهم وهم شركاء بما جرى لهم عام النكبة وما بعد النكبة، مما يعطينا نظرة مختلفة حتى من الطرف العربيّ. أما بخصوص مصادر البحث، فيذكر المؤلف أنه اختار أن يعتمد بشكل مهنيّ ومدروس على الروايات الشفويّة التي جمعت من سكان الجليل، إلى جانب المصادر المكتوبة والمطبوعة، ما يجعل الدراسة  نموذجًا لتاريخ يكتب من القاعدة بعكس معظم الروايات التاريخيّة التي كتبت من وجهة نظر النخب.

وفي نهاية كلمته، تحدّث منّاع عن تجربة التهجير العائليّة خلال أحداث النكبة، وعن ذلك الهاجس الذي رافقه منذ سماعه لتفاصيلها في طفولته ما أشعل خياله وأثار فيه الأسئلة وحفّزه إلى البحث التاريخيّ، ثم تحاور مع الجمهور مجيبًا عن أسئلتهم وملاحظاتهم حول الكتاب والحقبة التاريخيّة للنكبة والبقاء في الوطن بعدها.

وفي ختام الندوة، تم فتح باب المداخلات من قبل الحضور لتوجيه أسئلتهم واستفساراتهم التي أجاب عليها المؤرخ ورفاقه.

التعليقات