28/08/2021 - 17:23

هيام أبو رومي ذياب تحاكي الواقع ضمن حراك فني مسرحي

يعتبر المسرح بالنسبة للفنانة هيام أبو رومي ذياب ابنة مدينة طمرة بمثابة منصة لتجسيد قضايا الشعب الفلسطيني الاجتماعية والوطنية والتاريخية، إذ تجتهد منذ 20 عاما لتشارك الجماهير بإبداع أدوارها الفنية لشخصيات

هيام أبو رومي ذياب تحاكي الواقع ضمن حراك فني مسرحي

الفنانة هيام أبو رومي ذياب (عرب 48)

يعتبر المسرح بالنسبة للفنانة هيام أبو رومي ذياب ابنة مدينة طمرة بمثابة منصة لتجسيد قضايا الشعب الفلسطيني الاجتماعية والوطنية والتاريخية، إذ تجتهد منذ 20 عاما لتشارك الجماهير بإبداع أدوارها الفنية لشخصيات عالمية كتلك التي في أدب موليير أو مسرحية "امرأتان وثلاث نساء" التي حصدت جوائز كثيرة قبل نحو عامين.

وتتقن أبو رومي ذياب التمثيل والإرشاد المسرحي الجماهيري في عدة مجالات منها للكبار من خلال التوجيه الأكاديمي وتعليم المسرح، مسرح دمى وسرد قصص للأطفال، مرشدة مسرح للطلاب الموهوبين، حكواتية لقصص عن تاريخ فلسطين وشخصياته البارزة، ناهيك عن كونها ناشطة سياسية واجتماعية بارزة.


والتقى "عرب 48" بالفنانة هيام أبو رومي ذياب التي لمع نجمها ضمن نشاطها السياسي والاجتماعي من خلال دورها الفعال في تنظيم حراك ضد العنف الشرطوي والمجتمعي وغير ذلك من حراك محلي في طمرة.

ورأت أن الفن المسرحي إذا لم يقترن برؤية وطنية ثقافية سيندثر ويموت، فمنذ عقدين من الزمن تتخذ الفن المسرحي منصة لإيصال رسائل لأبناء المجتمع الفلسطيني في مناطق الـ48، وقد تعزز الانتماء الوطني والاجتماعي في رؤيتها جراء التحديات التي واجهتها أثناء دراسة اللقب الأول في المسرح، والتي صادفت أن تكون خلال انتفاضة الأقصى الثانية، إذ واجهت تحديات كبيرة تعرضت على إثرها للتنمر في أروقة الجامعة من زملاء المساق اليهود لكونها عربية ولتزيينها العنف بقلادة خارطة فلسطين وعلمها، ليبدأ الإصرار يرسم طريقا بتعزيز المشهد الفلسطيني من خلال عملها الفني.

مسرح الدمى وسرد القصة للأطفال

ولفتت أبو رومي ذياب إلى أن "عدم التنازل أمام محاولات طمس هويتنا الثقافية والتاريخية كفلسطينيين هو مبدأ يحتاج إلى الثبات، لهذا أبحث عن مضامين أقدمها لأطفالنا من خلال مسرح الأطفال الذي أنشط به منذ عقود من الزمن، في العمل داخل المدارس وفي مركز إثراء الطفل في طمرة والذي تتميز به المدينة عن باقي البلدات العربية، الذي يواجه تحديات اقتصادية تقنية إلا أن إيماننا بأهمية مسرح الأطفال جعلت مسيرة المركز تستمر، ذلك بالتعاون مع إدارة المركز وطاقمه الإرشادي، ومع الكاتبة القاهرة عبد الحي التي تعمل على مسرحة القصص واختيار المضامين للأطفال من خلال مشروع كاريف، وبالتعاون مع مديرة مشروع القصة وفاء سليمان".

وعن أهمية مسرح الأطفال قالت "من أهم الاختراعات التي وجدها التاريخ هو مسرح الأطفال، فالطفل لا يحتاج إلى تعلم فن التمثيل المسرحي، فهو يتقن الأدوار ويبني السيناريو وينطلق بالتمثيل خلال ممارسة اللعب، فهو يعيش بشغف التمثيل. ولإيماني بحاجة الطفل إلى مجال يساعده على التطور في ظل الظروف التي تعصف بنا من أزمات، العنف، وباء كورونا والإغلاقات وتبعيات هذا على الأطفال. لم أتردد في المشاركة في مشاريع ثانوية كمشروع ’قرانا الباقية فينا’ للكبار والصغار، لأنقل حكايات للكبار والصغار كحكواتية وممثلة مسرح دمى".

حكواتية عن تاريخ فلسطين

وحول سرد قصص لشخصيات فلسطينية للكبار والصغار ضمن مشروع "قرانا الباقية فينا" وبينها قصة "شاعر البروة" و"أثر الفراشة" لمي زيادة، ذكرت "قصة شاعر البروة من إصدار مركز الطفولة- مؤسّسة حضانات الناصرة من تأليف مديرة المركز نبيلة إسبانيولي، والتي تعنى بقضية القرى الفلسطينية المهجّرة وتروي حكاية أبطال فلسطينيّين. إذ التقيت عام 2007 خلال لقاء عابر للزمن، مع الراحل محمود درويش عندما تواجد في زيارة لأخيه في المستشفى، لأتمكن من التحدث إليه في لحظات خاطفة، جعلتني أتساءل عن حكمة القدر بهذا اللقاء، لأعرف لاحقا بأني سأنقل حكايته لأبناء شعبنا وقرانا المهجرة، دوري أن ألتقي أطفال وشبيبة لرفع الوعي الوطني الاجتماعي عندهم".

وتسعى أبو رومي ذياب لدراسة لقب الدكتوراة في المسرح الجماهيري خلال الشهر القادم لتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية في المجتمع العربي، وقد نجحت في تقديم عرض جماهيري برفقة مجموعة من طمرة ضمن عرض فني صامت وسط مدينة طمرة، خلال تظاهرة ضد العنف والتي كانت بمشاركة عدد من أهالي طمرة.

الأرشفة والتوثيق لحياة الفلسطينيين في الداخل

وتابعت "هنا فلسطين، كانت صرختي التي دوّت في قاعة التعليم الجامعي لمساق الأرشفة، حيث تخطت المحاضرة وجود فلسطين من الحقبة الزمنية والتاريخ، لأبدأ في مسار التوثيق لتاريخ بلادي وشعبي، من خلال توثيق مجالات مختلفة عن حياة الفلسطينيين من بينها تاريخ المسرح في طمرة، تاريخ زراعة الفلاحين في طمرة. فالتاريخ إذا لم نوثقه يذهب ويندثر، وللأسف نجد بأن المجتمع الإسرائيلي يحتفظ بأرشيف محصن حتى من الكوارث الطبيعية، ونجد بأن السلطات المحلية العربية تضم أرشيفا يفتقر للكثير من المواد التوثيقية، لهذا عدت إلى أرشيف الصور الخاص بوالدي المرحوم الذي يضم عددا من الصور التي التقطها خلال عملنا في الزراعة، وقد قضيت سنين طفولتي في سهل طمرة، لأبدأ بمساعدة الفنان سلام ذياب بتوثيق حياة الفلاحين والأراضي الزراعية في طمرة. كذلك أقوم بتوثيق تاريخ المسرح الطمراوي بالتعاون مع الفنان سلام ذياب، إذ يعتبر المسرح في طمرة من أوائل المسارح في الداخل الفلسطيني، بالتعاون مع الأستاذ علي صالح ذياب".

التعليقات