13/10/2021 - 12:11

أعمال النحت على الصخر تزين متنزها في طمرة

زينت أعمال فن النحت على الصخر منطقة "الصنيبعة" في مدينة طمرة، وذلك ضمن مهرجان فن النحت الذي ينظمه الفنان التشكيلي أحمد كنعان من طمرة بمشاركة 7 فنانين هم: خليل ريان وياسين زيدان وسلوى النمر من طمرة

أعمال النحت على الصخر تزين متنزها في طمرة

من مهرجان النحت على الصخر في طمرة (عرب 48)

زينت أعمال فن النحت على الصخر منطقة "الصنيبعة" في مدينة طمرة، وذلك ضمن مهرجان فن النحت الذي ينظمه الفنان التشكيلي أحمد كنعان من طمرة بمشاركة 7 فنانين هم: خليل ريان وياسين زيدان وسلوى النمر من طمرة، زياد حمود وعبد السلام سبع من مجد الكروم، زهير غانم من المغار وعوني حلبي من دالية الكرمل ويشاركهم ضيف موهوب بالفن يوسف حجازي.

ويسعى الفنانون إلى تجسيد أفكارهم من خلال فن النحت الذي يعتمد على إنشاء مجسمات فنية منها ثلاثية الأبعاد تحاكي الشخوص أو مختلف الأشكال الطبيعية؛ ويستخدم عددا من الفنانين بالإضافة للصخور المعدن أو الرخام أو الخشب في منحوتاتهم فنية في محاولة لجلب القيمة الفنية والفكرية ليس فقط من خلال المشاهدة وإنما عن طريق الملمس والحركة المجسمة أيضا.


وبهذا الصدد، التقى "عرب 48" بالفنانين على أرض المهرجان الذي من المقرر أن تستمر أعماله لغاية يوم السبت القادم.

"الحنين" هو ما يجسده الفنان أحمد كنعان من خلال عمله الفني، الحنين لبيت الأجداد في قرية اليامون المهجرة وخاصة لنوع الرخام الذي كان يُستخدم في بيت جده وفي غالبية البيوت الفلسطينية.

الفنان أحمد كنعان

وقال كنعان لـ"عرب 48" إنه "عاد إليّ الحنين بعد 20 سنة من العمل الفني الأول لي بنفس الاسم، حيث استخدمت هذا النوع من الرخام، للحفاظ على نوع من أنواع الثقافة الفنية الجمالية التي تعود لنا كفلسطينيين".

وتابع "هذا هو المهرجان الثاني الذي يتم تنظيمه في طمرة، وما يميزه هذه المرة هو موقعه في منطقة تطل على مدينة طمرة وعلى ميناء حيفا، ويستقطب الزوار من عائلات طمرة وخارجها، ونسعى لإضافة اللمسة الفنية للحيز العام، لنربي أبنائنا على احترام الفن في الحيز العام، ولتعزيز المواهب الفنية للزائرين للمعرض من خلال تعارفهم على الفنانين والأعمال الفنية، أما عن الأعمال الأخرى فقد أجريت رقابة ذاتية على مسودات العمل التي جرى تقديمها من قبل الفنانين قبل انطلاق المهرجان لتلائم البيئة التي تحيط بالعمل الفني، إذ نريد أن يحب الناس الفن".

"الزمن" يتحدث ضمن العمل الفني الخاص بالفنان عوني حلبي من دالية الكرمل، وكأن الفنان ينبه المشاهد من سرعة الزمن الذي يجب اللحاق به.

الفنان عوني حلبي

وذكر حلبي لـ"عرب 48" أن "للزمن قدسية في تاريخ الشعوب، ومنذ فترة وأنا أجسد قيمة الزمن من خلال عدة أعمال أخرى، أما اليوم فأنحت ساعة من جانب الصخر ومن الجانب الآخر حلزون، كدلالة على سرعة الزمن في التطور الذي يحدث، بالمقابل نحن نعيش في تباطء ثقافي اجتماعي فني أدبي. للأسف نحن نعيش في غفلة في غفلة من الزمن، كلنا من التراب إلى التراب راجعون، الزمن لا ينتظر أحد، تقدم انطلق".

الفنان خليل ريان

ورأى الفنان خليل ريان وهو من أوائل الفنانين الذين تخرج على يده عشرات الفنانين من طمرة والمنطقة في حديث لـ"عرب 48"، أن "على الفنان منح الحرية لمشاهدي الأعمال الفنية لمخاطبة العمل الفني واختيار الاسم الذي يراه المشاهد ملائما بحسب الإيحاء والفكر والذوق الفني عنده" مشيرا إلى أن "العمل في فن النحت هو أمر صعب لما يتطلبه من جهد، وبعادتي فإنني أتعامل بفن النحت بالبرونز، وقد اشتهرت لي أعمال عديدة على مستوى العالم، لكن العمل الذي سأقدمه لمدينتي طمرة في متنزهنا هو شكل طائر مع إضافات لا تحصر الزائر بعمل خاص، بل تجعله يبدع في خياله لقراءة العمل الفني من وجهة نظره وذوقه الفني".


تؤثر حروف اللغة العربية على أعمال الفنان عبد السلام سبع من مجد الكروم إذ يشعر من خلال ممارسته لفن كتابة الخط العربي بأن حرف التاء المربوطة تفتح له أبواب عديدة في عالم الروح والفكر، وقال لـ"عرب 48" إن "التاء المربوطة تأخذ بي إلى معاني عديدة لأرضي ووطني بفلسطين المحتلة حيث الارتباط المتين، لهذا أعمل على تشكيل عمل فني يحمل هذا الحرف باستخدام الزخرفة الإسلامية والخطوط المتداخلة". مضيفا "ما يميز مهرجان فن النحت في طمرة أنه منح متسع من الحرية للفنان لاختيار عمله بدون تحديد سياق خاص للمهرجان، بحيث لم يطلق الفنان كنعان اسما على المهرجان بل جعله شاملا بحسب ذوق الفنان ورغبته".

وتتخذ المرأة وطنا لها في الأعمال الفنية الخاصة بالفنان زياد حمود والذي يجسد عمل خاص يتعلق بالمرأة، إيمانا منه بأن المرأة هي أساس الحياة، وهو عمل تجريدي خاصة وأننا في مجتمع يمنع الواقعية والتجسيد.

الفنان زياد حمود

وذكر حمود لـ"عرب 48" أنني "لا أؤمن بالرسم الواقعي، بل بالفن التجريدي والغموض فهو ما يجذب المشاهد ويثير التساؤلات ويوفر الحوار بين العمل الفني والمشاهد، وأهدف من خلال مشاركتي في مهرجانات تستقطب الزائرين إلى التواصل مع الناس من خلال الحيز العام وخارج المعارض الفنية أو المرسم الفني، هذا اللقاء بين الجمهور والفنان ينتج عنه نقاش فني يثقف أبناء مجتمعنا، ضف إلى ذلك نحاول أن نأخذ بأبناء مجتمعنا قريبا من عالم الفن بعيدا عن آفة العنف والجريمة".

التحليق بأجنحة الحرية التي قيدتها سلاسل انبثقت من جذر القيد والجهل هي المنحوتة الفنية للفنان زهير غانم من المغار.

الفنان زهير غانم

وأكد غانم لـ"عرب 48" أن "الحرية هي قناعة ذاتية تقود الفرد او الشعوب لكسر السلاسل على مستوى الشعوب والأفراد، والانطلاق بالفكر". لافتا إلى أن "تواصل الفنان مع الزائرين في أراضي المهرجانات يحمل وجهين الإيجابي لما يوفر من مساحة للنقاش واثارة الأسئلة من قبل الزائرين، والجانب السلبي لما قد يتسبب من مؤثرات خارجية على الصفاء الذهني للفنان".

واعتبر الفنان ياسين زيداني من طمرة في حديث لـ"عرب 48" أن "فن النحت على الصخر أصبح مؤخرا بالنسبة له كالأعمال الشاقة، خصوصا وأنه يميل إلى الأعمال الفنية المتعلقة بالحديد، لكن رغبته في وضع لمسة خاصة في متنزه الصنيبعة جعلته يعود للعمل الفني بعد أن توقف عنه منذ 4 سنوات".

الفنان ياسين زيداني

وتطرق إلى عمله الفني قائلا "رغبتي بإنجاز عمل فني يضم 3 قطع فنية ضمن مجسم واحد، إذ أوصي بوضعه في الحديقة الموسيقية في متنزه الصنيبعة".

وتسعى الفنانة التشكيلية سلوى النمر إلى تجسيد حرية الفكر والانطلاق من خلال عملها الفني ضمن المهرجان، وقد أطلقت عليه اسم المنطاد، ويعتبر هذا العمل استكمالا لمشاريع فنية تشكيلية سابقة لها من الرسم وغيرها للحث على تحقيق حرية الفرد بشكل عام، ولدفع المرأة نحو الانطلاق في أفق الحياة وصولا لتحقيق أهدافها.

الفنانة سلوى النمر

وذكرت النمر لـ"عرب 48" أنني "أُعتبر من الفنانات المبتدئات في عالم فن النحت على الصخر، رغم أن مشاركتي في مهرجان النحت في طمرة تعتبر الثانية، ولكن الشغف لإيصال رسالتي كفنانة من خلال أبواب الفن المختلفة كان الدافع وراء مشاركاتي في المرتين، إذ اخترت العمل في حجر صغير في المرة الأولى لصعوبة النحت، وفي المرة الثانية أعمل على انتاج عمل فني كبير، واليوم أنا الفنانة الوحيدة التي تشارك في هذا المهرجان لصعوبة فن النحت على الصخر لكنني أحث الفنانات من خلال عملي بالانطلاق ومواجهة التحديات والاندماج في فن النحت على الصخر رغم صعوبته".

الفنان يوسف حجازي

هذا، وانضم هاوي الفن يوسف حجازي والذي برز اسمه على مدار عدة سنوات في مبادرات اجتماعية بيئية في المدينة وعن مشاركته في مهرجان فن النحت على الصخر قال لـ"عرب 48" إنه "بدأت خلال الإغلاق في فترة كورونا بإنتاج عدد قليل من الأعمال الفنية من منحوتات بالصخر، ولا أعتبر نفسي فنانا بل هاو للفن، وقد رحب بي منظم المهرجان الفنان كنعان والفنانين المشاركين لأكون ضيفا على المهرجان أشارك بعمل بسيط عبارة عن طير يطعم صغاره كدلالة إلى أهمية الوالدية في مجتمعنا، وقيام الوالدين بواجبهما في منح أبنائهم الوقت للتربية، وبدلا من شتم الظلام والفساد محاولة تأسيس أسر وتنشئة الأبناء على التربية السليمة، والتفرغ لأبنائنا".

التعليقات