19/07/2022 - 13:02

عام على وفاته: إحياء ذكرى زياد أبو السعود الظاهر في الناصرة

نظمت في مطعم "صدفة" سابقا في البلدة القديمة بالناصرة، مساء أمس الإثنين، أمسية خاصة إحياء لذكرى الباحث والمؤرخ والفنان المهندس زياد أبو السعود الظاهر، بمناسبة مرور عام على رحيله، بمبادرة عائلة وأصدقاء الراحل، وبالتعاون مع لجنة إحياء الذكرى.

عام على وفاته: إحياء ذكرى زياد أبو السعود الظاهر في الناصرة

إحياء ذكرى زياد أبو السعود الظاهر في الناصرة، مساء أمس (عرب 48)

نظمت في مطعم "صدفة" سابقا في البلدة القديمة بالناصرة، مساء أمس الإثنين، أمسية خاصة إحياء لذكرى الباحث والمؤرخ والفنان المهندس زياد أبو السعود الظاهر، بمناسبة مرور عام على رحيله، بمبادرة عائلة وأصدقاء الراحل، وبالتعاون مع لجنة إحياء الذكرى.

وتخلل الأمسية التي شارك فيها حشد من المدعوين، كلمات عن تاريخ الفقيد ونشاطه في استحضار الذاكرة الفلسطينية وتاريخ وأمجاد ظاهر العمر الزيداني إلى الذاكرة والوعي كجزء مميز من تاريخ الوطن. كما تخلل الأمسية عرض مقاطع من سيرته الذاتية ومقابلات أجريت معه عن تاريخ مدينة الناصرة منذ ما يزيد على 500 عام، والذي حفظه عن ظهر قلب.

وأقيم معرض للوحات ورسومات زياد أبو السعود الظاهر، وكان من أبرز لوحاته تلك التي تستعرض محطات من تاريخ ظاهر العمر حين وصل البلاد والمعارك التي خاضها في طبرية وعكا وشمالي فلسطين.

وتولى عرافة الأمسية صديق العائلة، المهندس نادر سروجي، وكان هو صاحب الكلمة الافتتاحية التي استعرض خلالها مسيرة حياة الفنان الراحل الذي خطّ بريشته تاريخ الناصرة والحياة الجميلة فيها. وأطلق سروجي على صديقه الراحل لقب "رئيس جمهورية الحب والسلام" نظرا لأخلاقه السامية وطيبته وتنشئة الأجيال على المحبة والتسامح.

وألقى بروفيسور محمود يزبك، صديق ورفيق درب الفنان الراحل، كلمة قال فيها إنه "لا زلت غير مصدّق بأنك رحلت.. أذكرك في كل المواقف وفي كل الأماكن".

وتحدث يزبك عن "رقة عواطف وكرم المحتفى به وسيرته الطاهرة النقية الخالية من أية كلمة عتاب أو كراهية"، مشيرا إلى أن "الراحل لا يشبه أحد منا.. لقد حفظ تاريخ كل حجر من حجارة المدينة وعرف كل سكان بيوتها.. التصق بالمكان والسكان والتاريخ والماضي والحاضر، لذلك فإنني أطلق عليه اليوم لقب 'نسّاب الناصرة'، لأنه يعرف أنساب وجذور وأصول كل العائلات فيها".

وختم يزبك بالقول إن "المجهود الذي بذله الراحل زياد أبو السعود، في مشروع حياته، ألا وهو استقصاء وجمع سيرة وتاريخ ظاهر العمر الزيداني، على نفقته الخاصة، لا تستطيع أن تقوم به أكبر معاهد الأبحاث، لا بل لا تقدر عليه دولة بأكملها".

كما تحدث في الأمسية النائب السابق، عصام مخول، عن تاريخ وسيرة حياة الراحل، وقال إنه "لا يوجد مكان يليق بإحياء ذكرى هذه القلعة الشامخة، أجمل من هذا المكان التاريخي (مطعم صدفة سابقا) في البلدة القديمة، ولا توجد صدفة لهذا اللقاء أجمل من مطعم صدفة البناء التاريخي الجميل".

وأكد أن "زياد أبو السعود قلعة من قلاع ظاهر العمر، أعاد صياغة التاريخ ليدخل إلى وعينا كجزء مميز من تاريخ هذا الوطن.. لقد أدخل عراقة تاريخنا إلى بيوتنا وإلى حياتنا اليومية، لذلك فنحن إذ نحيي اليوم ذكراه فإننا في محفل اعتزاز وهامات مرفوعة وليس في محفل حزن وبكاء".

وبعد عرض فيلمين قصيرين عن حياة الراحل، كانت كلمة للباحث في التراث الفلسطيني ومدير جمعية "السباط"، خالد عوض، افتتحها بمناجاة المهندس والفنان الراحل قائلا له "انهض يا أبا طارق.. انهض فإن شوارع الناصرة وحوارييها تبكيك".. ثم تحدث عن الراحل زياد أبو السعود الباحث والمؤرخ والمهندس والفنان وقدرته على الجمع بين كل هذه الصفات معا.

وختم عوض بالقول "أنت من العظماء الذين سيخلد التاريخ ذكراهم ومكانتهم".

وكانت كلمة لجمعية الناصرة للفن التشكيلي التي كان الراحل أحد مؤسسيها، وقد ألقى كلمة الجمعية الفنان سالم شرارة، تلاها فقرة شعرية مميزة للشاعر تميم الأسدي. كما تفاعل الحضور مع كلمة شعرية تجمع بين اللغة الفصحى والعامية وبين الفكاهة والألم، كتبها سامي ظاهر، ابن شقيقة الراحل، الذي يعيش خارج الوطن، وقرأها شقيقه ظاهر الظاهر.

وقبل الختام، قدم الفنان أنور سابا لوحة فنية بريشته، لعائلة الراحل زياد أبو السعود، عنوانها "اليد الداعمة" وهو تعبير عن اليد التي كانت دائمة العطاء والتدفق المتمثلة بالراحل.

وفي نهاية الأمسية، ألقت ابنة المرحوم منار زياد الظاهر، كلمة مؤثرة، تحدثت فيها عن "صعوبة الفقدان ومرور عام في غياب الراحل الذي كان حاضرا في القلوب كل مناسبة وإن كان يغيب عن العيون". وعاهدت منار والدها بالبقاء على العهد وفاء لسيرته الطيبة، وشكرت كل من ساهم في تنظيم الأمسية.

التعليقات