04/10/2022 - 10:04

اختتام معرض حيفا للكتاب بعد ستّة أيّام من الاحتفاء بالثّقافة

وشهد المعرض وبرنامج الندوات والعروض حضورًا كبيرًا من شتّى أنحاء البلاد، ليشكّل حالةً احتفائيّةً بالثّقافة والأدب الفلسطينيّ العربيّ، ووِجهةً فلسطينيّةً للزّيارة في وسط المعالم الاستعماريّة للاحتلال في حيفا؛ فإلى جانب مجموعة النّدوات الّتي نظّمها المعرض ضمن برنامجه، والعرض الشعريّ الموسيقيّ في

اختتام معرض حيفا للكتاب بعد ستّة أيّام من الاحتفاء بالثّقافة

اختتمت جمعيّة الثّقافة العربيّة، أمس الإثنين، معرض حيفا للكتاب في نسخته الرّابعة، بعد ستّة أيّام غزيرة الحضور وكثيفة البرامج، استمرّ فيها المعرض الّذي انطلق منذ الأربعاء الماضي في المركز الثّقافيّ العربيّ في المدينة.

وشهد المعرض وبرنامج الندوات والعروض حضورًا كبيرًا من شتّى أنحاء البلاد، ليشكّل حالةً احتفائيّةً بالثّقافة والأدب الفلسطينيّ العربيّ، ووِجهةً فلسطينيّةً للزّيارة في وسط المعالم الاستعماريّة للاحتلال في حيفا؛ فإلى جانب مجموعة النّدوات الّتي نظّمها المعرض ضمن برنامجه، والعرض الشعريّ الموسيقيّ في يومه الأوّل، استقبلت الجمعيّة في المعرض مجموعات طلّابيّة من عدّة بلدات عربيّة، ونظّمت لهم ورشة خاصّة حول القراءة وتجربة اقتناء الكتب في المعرض، كما خصِّصَت في المعرض زاوية للأطفال والعائلات طيلة أيّامه.

جانب من حضور واحدة من الندوات الثقافية

واعتبر مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، مصطفى ريناوي، أنّ "المشاريع الثقافية تساهم من خلال بوصلتها الوطنية والأخلاقية والتزامها بنشر الفكر المؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان، في تنشئة اجتماعية سليمة، وهذا ما نبحث فيه في مشاريع جمعية الثقافة عامّة، وفي معرض الكتاب خاصّة، والذي أصبح عنوانًا ثقافيًّا ووطنيًّا للفلسطينيّين في الداخل".

وأكّد ريناوي أنّ المعرض "لاقى حضورًا جماهيريًّا واسعًا لعناوينه وأيضا لندواته، حيث تحوّل إلى مهرجان ثقافي شعبي، ومكان للقاء الناس ومناقشاتهم للكتب وللأفكار، للأبحاث ولدوّر الأدب والفن؛ كما انكشف أيضًا بنسخته الحالية بشكل أوسع على طلاب المدارس، حيث أردنا من خلال زيارات طلاب المدارس تنظيم العلاقة بين أهداف المعرض ورسالته الثّقافيّة والوطنيّة وبين التأثير والعمل مع المدارس العربية بشكل متواصل".

وقدّم ريناوي اعتذارًا باسم الجمعيّة لزوّار المعرض عن نفاد عدد كبير من العناوين حتى قبل نهاية أيام المعرض، وأكّد أنّ الجمعيّة ستقوم خلال الأيّام القادمة بإشراك الجمهور بالتحضير للمعرض القادم من خلال مشاركتهم وتقييماتهم، باعتبارهم شريكًا مركزيًّا في مشاريع الجمعية وأهدافها تجاه مجتمعها وشعبها.

واختتم المعرض بندوة تحت عنوان "سياسة الأدب: عن الذّاكرة والسّرد وبناء الذّات"، والّتي سلّطت الضّوء على أبرز جوانب العلاقة بين السّياسة والأدب ما بعد الرّبيع العربيّ، وعلى تقديم قراءة في بعض التّجارب الأدبيّة الّتي ساهمت من خلال الذّاكرة والسّرد في بناء الذّات، لا سيّما في كينونة الأدب الفلسطينيّ، وأدارها الصحافي طارق طه، وتحدّث فيها الكاتب أنطوان شلحت حول أهمّيّة دور الأدب في المجال السياسي، وتحديدًا في السياق الفلسطيني، ودوره في تنظيم العلاقة بين الأزمان، موضحًا أنّ التّجارب الأدبيّة للشّعوب المختلفة، تتعمّق في الحاضر في محاولة استشراف المستقبل عبر الإنتاج الأدبيّ، باعتبار الحاضر استمرارًا طبيعيًّا للماضي؛ إلّا أنّ الأدب في السّياق الفلسطينيّ، ونظرًا لعلاقة الحاضر بالماضي والتّاريخ ما قبل النكبة وما بعدها، يتجاوز كونه صيغةً جماليّةً للتّعبير، بل يحمل أيضًا أهمّيّةً كبرى في توثيق الذّاكرة الماضية، وذاكرة المستقبل الّتي تتشكّل عبر فهم الحاضر والسعي لتغييره.

وتحدّثت الباحثة عايدة فحماوي - وتد عن أهمّيّة الأدب الفلسطيني ما بعد النّكبة، والّذي حمل قدرة مميّزةً على الاستشراف جعلت من النّصّ مجازًا قابلًا للفهم وإعادة الإدراك مع مرور الوقت، وساهم بشكل كبير في الحفاظ على الهويّة الفلسطينيّة، وتفسير ما مرّ به الشّعب الفلسطينيّ من صدمات، إن لم يكن تفريغها أيضًا، وبشكل خاصّ في جانر السّيرة الذّاتيّة.

وافتتح اليوم الأوّل ضمن المعرض بعرض تحت عنوان "حوض من البصل الأخضر" قدّمته الشّاعرة أسماء عزايزة، والموسيقيّة هيا زعاترة، ومصوّر الفيديو آدم زعبي.

وفي اليوم الثّاني نظّمت الجمعيّة ندوة سياسيّة حول كتابين هما: "رؤيتنا للتّحرير" و"القاموس التّاريخيّ لفلسطين" بمشاركة الباحثين والمؤرّخين جوني منصور وإيلان بابيه. أمّا في اليوم الثّالث فتناولت النّدوة كتاب "الكتابة على ضوء شمعة" حول تجارب الأسرى الكتّاب في الكتابة، شارك فيها محرّر الكتاب المحامي حسن عبّادي، والأسير المحرّر أمير مخّول، وحاورتهما أسيل منصور.

وفي اليوم الخامس عقدت ندوة حول كتاب "الحزب الشيوعي الإسرائيلي والنّكبة: الموقف والدّور"؛ وفيها تناول الباحث محمود محارب، والّذي حاوره الصّحافي رئيس تحرير موقع "عرب 48"، رامي منصور، دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النّكبة، وانخراطه في الإستراتيجيّة الإسرائيليّة طوال فترة الاحتلال عام 1948، حيث وثّق في كتابه مشاركة أفراد الحزب في عصابتي "الهاغاناه" و"البلماح"، ومواقفه خلال الحرب، على عدّة أصعدة: العسكريّة، والسّياسيّة، والإعلاميّة، والفكريّة، والدّوليّة.

وأوضح محارب أنّ مواقف الحزب الشيوعي الإسرائيليّ لا يتحمّل مسؤوليّتها أعضاء الحزب الشّيوعيّ والجبهة الّذين انضمّوا بعد اتّحاد العصبة الفلسطينيّة إلى الحزب في أعقاب النكبة، مشدّدًا في المقابل على أهمّيّة قيام أعضاء الحزب الفلسطينيّين اليوم بمراجعة مواقف الحزب التّاريخيّة.

التعليقات