اختُتمت بداية الأسبوع الحالي الدورة الثانية من مشروع "عمل فنّي"، أحد مشاريع منحة روضة بشارة عطا الله في جمعية الثقافة العربية، بثلاثة أيام مكثّفة من الورشات والجولات الثقافية والفنية في مدينة رام الله، شارك فيها طلاب جامعيون من خلفيات واهتمامات فنية متنوعة، في لقاء يهدف إلى التعمّق في التجربة الفنية الفلسطينية وتاريخها.
تميّزت هذه الدورة ببُعدها التوثيقي والبحثي، حيث انكشف الطلبة الجامعيون على أرشيف الفن الفلسطيني، وعلى المدينة الفلسطينية كمساحة ثقافية، في محاولة لفهم أثر النكبة على المشهد الفني، ولبناء معرفة أعمق حول الفنانين الفلسطينيين وأعمالهم ما قبل وما بعد النكبة.
في اليوم الأول، زار الطلبة مؤسسة عبد المحسن القطان، مثّلت الزيارة من خلال المشاركة في معارض لفنانين فلسطينيين من أنحاء عدّة في البلاد، مساحة للتأمل في التجارب الفنية المحلية، خاصةً لطلاب الداخل الفلسطيني الذين يعيشون واقعًا مركّبًا، ويبحثون عن انتماء فني داخل الساحة العربية الفلسطينية.
أما في اليوم الثاني، فقد تضمن البرنامج زيارة إلى المتحف الفلسطيني، التقى فيها الطلبة بمدير المتحف الفنان عامر شوملي. كما استمعوا إلى حسام غوشة من مسرح البسطة، الذي شاركهم رؤية المسرح كممارسة فنية مقاومة تنبض من الشارع الفلسطيني، واختُتم اليوم بعرض فيلم ونقاش حول الفن كفعل سياسي وثقافي في آن.
وفي اليوم الثالث، زار الطلاب جمعية نوى للثقافة والفنون، حيث قدّم الباحث نادر جلال قراءة في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية الفلسطينية ما قبل النكبة، وتحدّث عن التحديات في توثيق هذا الإرث الثقافي، وسط تغييب للمشهد الفني الفلسطيني، وهيمنة السردية الفلكلورية فقط.
وعبّرت المتدرّبة والمشاركة في المشروع، هيا قعوار، عن أهمية بناء دوائر فنية من خلفيات مختلفة لكنها متشابهة، مشيرةً إلى أن هذا المجال يعتمد على الشبكات لنقل الخبرات والمعرفة من مجالات مختلفة. وأضافت: "وجودنا في تدريب 'عمل فنّي' في رام الله يكشفنا على المزيد من الأعمال الفنية المحلية التي تحاكينا وتفتح آفاقنا وتكسر حواجز فكرية وفعلية".
منسّقة المشروع، لورين كنعان، أكدت أن البرنامج كثيف وغنيّ، ليس فقط بسبب تعدد الزيارات، بل لأهمية اللقاء المباشر بين طلبة من الضفة الغربية والداخل، وانكشافهم الجماعي على المؤسسات والمعارض الفلسطينية، ما يعزز فهمهم لدور الفن كفعل ثقافي في ظل الاستعمار والإبادة، ويؤسس لعمل جماعي يحمل قيمة فنية ووطنية مشتركة.
التعليقات