07/06/2023 - 22:42

السرد القصصي: أشكال مختلفة للتعبير في العالم الرقميّ

أدّى الاتّصال بالإنترنت وظهور منصّات وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى تغيير طريقة إنشاء القصص ومشاركتها واستهلاكها، وأحد التطوّرات المهمّة في سرد ​​القصص في العصر الرقميّ هو ظهور تجارب سرد القصص التفاعليّة، وعلى عكس السرد الخطّيّ التقليديّ

السرد القصصي: أشكال مختلفة للتعبير في العالم الرقميّ

(Getty)

لطالما كان سرد القصص جزءًا لا يتجزّأ من الثقافة الإنسانيّة لعدّة قرون، حيث كان بمثابة وسيلة للاتّصال والتعليم والترفيه، ومع ظهور العصر الرقميّ، شهدت تقنيّات سرد القصص تحوّلًا جذريًّا.

وبحسب باحثين، فإنّ فنّ سرد القصص بتحوّل كبير في العصر الرقميّ، حيث تعمل تجارب سرد القصص التفاعليّة وروايات الوسائط المتعدّدة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ والمحتوى الّذي ينشئه المستخدمون على إعادة تشكيل طريقة إنشاء القصص ومشاركتها واستهلاكها، وفي حين أنّ هذا يمثّل تحدّيات، مثل زيادة المعلومات والمخاوف المتعلّقة بالمصداقيّة، فإنّه يوفّر أيضًا فرصًا مثيرة للروايات المتنوّعة ومشاركة الجمهور النشطة.

وأدّى الاتّصال بالإنترنت وظهور منصّات وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى تغيير طريقة إنشاء القصص ومشاركتها واستهلاكها، وأحد التطوّرات المهمّة في سرد ​​القصص في العصر الرقميّ هو ظهور تجارب سرد القصص التفاعليّة، وعلى عكس السرد الخطّيّ التقليديّ، يسمح سرد القصص التفاعليّ للجمهور بالمشاركة بنشاط في تشكيل نتيجة القصّة، حيث يشرك هذا الشكل الغامر والتشاركيّ لسرد القصص الجمهور على مستوى أعمق، ممّا يؤدّي إلى عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين المبدع والمستهلك، واستكشفت دراسة أجريت تأثير سرد القصص التفاعليّ على المشاركة ووجدت أنّ المشاركين أبلغوا عن مستويات أعلى من الانغماس والتواصل العاطفيّ مقارنة بأشكال سرد القصص التقليديّة.

وجانب آخر لسرد القصص في العصر الرقميّ هو ظهور سرديّات ترانسميديا، حيث يشير سرد القصص عبر ترانسميديا ​​إلى ممارسة توسيع القصّة عبر منصّات متعدّدة وتنسيقات وسائط، مثل الأفلام والبرامج التلفزيونيّة والكتب والمواقع الإلكترونيّة وألعاب الفيديو، ويمكّن هذا النهج متعدّد المنصّات المبدعين من توسيع عالم القصّة، ممّا يوفّر للجمهور تجربة أكثر شمولًا، وأثّر ظهور منصّات التواصل الاجتماعيّ بشكل كبير على طريقة سرد القصص واستهلاكها.

وتوفّر وسائل التواصل الاجتماعيّ مساحة للأفراد لمشاركة قصصهم الشخصيّة، وخلق ثقافة المحتوى من إنشاء المستخدمين، وفي هذا السياق، أصبح سرد القصص ديمقراطيًّا، بحيث أصبح بمقدور أيّ شخص مشاركة رواياته والتواصل مع جمهور عالميّ، وبحثت دراسة في تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعيّ على سرد القصص ووجدت أنّها تعزّز الشعور بالتفاعل المجتمعيّ والاجتماعيّ، ممّا يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع الروايات بطريقة أكثر تفاعليّة وتشاركيّة.

وأدّى ظهور المحتوى الّذي ينشئه المستخدمون إلى تحدّي تنسيقات سرد القصص التقليديّة، ومع إمكانيّة الوصول إلى الأدوات الرقميّة، يمكن للأفراد الآن إنشاء قصصهم وتوزيعها بسهولة، حيث أدّى ذلك إلى انتشار منصّات المحتوى الّتي أنشأها المستخدمون، مثل يوتيوب وتيكتوك، حيث يمكن للأفراد مشاركة قصصهم بتنسيقات مختلفة، بما في ذلك مقاطع الفيديو والصور والنصوص.

وبينما يقدّم العصر الرقميّ فرصًا مثيرة لرواية القصص، فإنّه يفرض أيضًا تحدّيات كبرى، حيث يمكن أن يؤدّي الحجم الهائل للمحتوى المتاح في عالم شديد الترابط إلى صعوبة إبراز القصص وجذب انتباه الجمهور، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنشأ مشكلات مثل المصداقيّة والمعلومات الخاطئة مع المحتوى الّذي ينشئه المستخدم، ممّا يتطلّب تقييمًا دقيقًا وتدقيقًا للحقائق، ومع ذلك، يوفّر العصر الرقميّ أيضًا وصولًا وإمكانيّة وصول غير مسبوقين، ممّا يسمح للقصص بالوصول إلى الجماهير العالميّة على الفور.

التعليقات