25/01/2024 - 16:18

"إيكيا: صائد الغابات": وثائقيّ يتناول تأثير الشركة العملاقة على البيئة

"سرعان ما تبيّن لنا أنّ الزاوية البيئيّة هي الأنسب، إذ أنّ قطع شجرة كلّ ثانيتين فقط لتلبية احتياجات إيكيا، أمر هائل"...

بوستر الفيلم (تويتر)

عرض في مهرجان "فيبادوك" في مدينة بيارتيز الفرنسيّة، فيلم وثائقيّ استقصائيّ حول دور شركة "إيكيا" السويديّة العملاقة لصناعة الأثاث، وعمليّة قطع أشجار الغابات وإزالة الغابات حول العالم، ودور الشركة وأثرها البيئيّ.

وأدرج الفيلم الّذي يقام عرض ثان له الجمعة في مهرجان بياريتز، ضمن فئة "التأثير" الّتي تتناول حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعيّة والبيئة.

ويعرض هذا الفيلم الّذي صوّر في البلدان المورّدة للمجموعة في 28 شباط/ فبراير على محطّة "أرتيه"، وهو من إخراج كلّ من ماريان كرفريدن وكزافييه دولو، واشترك في إنتاجه موقع "ديسكلوز" (Disclose) للإعلام الاستقصائيّ وشركة "بروميير لينيي" (Premieres Lignes).

وقابل المخرجان في رومانيا وبولندا والسويد والبرازيل ونيوزيلندا ناشطين غاضبين من استغلال أخشاب الغابات، وممثّلين عن هذه الصناعة الأساسيّة للشركة العالميّة الّتي بلغت مبيعاتها نحو 48 مليار دولار في العام 2023.

وقال مخرج الفيلم والصحافيّ الاستقصائيّ كزافييه دولو "قدّمنا مساهمتنا، لكنّنا، نحن الصحافيّين، لسنا الوحيدين، إذ سبقنا إلى ذلك المواطنون والمنظّمات غير الحكوميّة الّتي عملت" على تحديد المناطق المستغلّة وتوثيق عمليّات قطع أشجار الغابات.

وانطلق تحقيق "ديسكلوز" في أعقاب تحقيق سابق عرض العام الفائت عن تهريب أشجار البلّوط من فرنسا إلى الصين، كشف أنّ مقاولين من الباطن لصالح "إيكيا" يلجأون إلى "استخدام العمل القسريّ في السجون والمستعمرات العقابيّة في بيلاروس"، بحسب ما ذكره الموقع الاستقصائيّ.

وقالت ماريان كرفريدن الّتي شاركت في إخراج الفيلم "وجدنا أنّ التعمّق في التحقيق ضروريّ. وسرعان ما تبيّن لنا أنّ الزاوية البيئيّة هي الأنسب، إذ أنّ قطع شجرة كلّ ثانيتين فقط لتلبية احتياجات إيكيا، أمر هائل".

وأوضح كزافييه دولو أنّ الفيلم الوثائقيّ الّذي يحمل عنوان Ikea, the Tree Hunter ("إيكيا، صائد الغابات") أنّ الوثائقيّ يتناول الانتقال "من عصر لم يكن فيه أحد يهتمّ بالبصمة البيئيّة لمشترياته، إلى عصر لم يعد بالإمكان فيه الشراء من دون التساؤل عن المصدر الّذي جاء منه المنتج، وفي أيّ ظروف أُنْتِج وما هو تأثيره على البيئة".

ولاحظ المخرج أنّ "الجميع نسي ما هي الغابة"، وأضاف: "رؤية الأشجار في كلّ مكان على طول الطريق تطمئنّ، ولكن في الواقع لا يحصل تعمّق كاف لمعرفة درجة قطع أعداد كبيرة من أشجار الغابات".

وأسفت ماريان كرفريدن "لكون أوروبا باتت تخلو تقريبًا من أي غابة عذراء". وأشارت إلى أنّها "اختفت كلّها باستثناء تلك الموجودة في بيالوفييجا في بولندا".

وقال كزافييه ديلو إنّ المستثمرين "يستغلّون الجدل الدائر حول ظاهرة الاحترار المناخيّ، فيعتبرون أنّ عدم قطع الأشجار يترك مساحة أكبر للوقود الأحفوريّ"، بمعنى أنّ ما ينتجونه من الخشب "يحلّ محلّ البلاستيك".

ويتناول الفيلم أيضًا مصير السكّان الأصليّين مثل الساميّين، وهم رعاة رنّة تتناقص مصادر الغذاء لحيواناتهم في لابلاند، أو الماوريين في نيوزيلندا، الّذين طردوا من مزارعهم بسبب مشاريع لزراعة الأشجار تهدف، وفقًا للمخرجين، إلى تأمين الحياد الكربونيّ للشركة السويديّة العملاقة.

التعليقات