17/08/2013 - 22:32

رام الله: مهرجان "إنسان" السينمائي يفتتح بـ "طباشير ملونة من عسقلان"

بتنظيم "الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية" و"ملتقى فلسطين الثقافي"، وبالتعاون مع بلدية رام الله، انطلقا أول أمس الخميس فعاليات "مهرجان إنسان السينمائي 2013" في قصر رام الله الثقافي. وشمل حفل إطلاق فعاليات المهرجان الذي قدمه الإعلاميان رائد الشريف وديما دعنا عرضًا لفيلم "طباشير ملونة من عسقلان" للمخرجة اللبنانية ليلى حطيط، ومعرضًا لمجسمات خشبية تحمل صورا لأسرى وأسيرات في زنازين الاحتلال، بالإضافة إلى عرض لأغنية تحمل اسم المهرجان لفرقة "بلاك تيما" المصرية.

رام الله: مهرجان

لقطة من فيلم "طباشير ملونة من عسقلان"

بتنظيم "الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية" و"ملتقى فلسطين الثقافي"، وبالتعاون مع بلدية رام الله، انطلقا أول أمس الخميس فعاليات "مهرجان إنسان السينمائي 2013" في قصر رام الله الثقافي.

وشمل حفل إطلاق فعاليات المهرجان الذي قدمه الإعلاميان رائد الشريف وديما دعنا عرضًا لفيلم "طباشير ملونة من عسقلان" للمخرجة اللبنانية ليلى حطيط، ومعرضًا لمجسمات خشبية تحمل صورا لأسرى وأسيرات في زنازين الاحتلال، بالإضافة إلى عرض لأغنية تحمل اسم المهرجان لفرقة "بلاك تيما" المصرية.

يوسف الشايب: تعزيز لثقافة السينما في فلسطين

وقال يوسف الشايب، مدير "مهرجان إنسان السينمائي"، في كلمته: "بدأت حكاية المهرجان بدورة تجريبية، قبل عامين، عقب مشاركتي ممثلا لفلسطين في مهرجان سينمائي لحقوق الإنسان في تركيا حمل اسم (آدم)، وحينها فكرت بمهرجان شبيه في فلسطين، وكان ذلك بعد حصولي على حقوق بث عدد من الأفلام العالمية، وبعد لقاء عبثي مع المخرج يوسف الديك، رئيس ’الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية‘."

وأضاف الشايب: "في هذا العام، قررت الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية وملتقى فلسطين الثقافي إعادة الحياة لـ ’إنسان‘ كمهرجان سينمائي، ليس فقط يناقش عبر أفلامه ثيمة حقوق الإنسان، وليس فقط يفتح نوافذ للجمهور الفلسطيني على ثقافات العالم، وينقل في الوقت ذاته فلسطين إلى العالم، بل لكونه يسعى لتعزيز حقيقي لثقافة السينما في فلسطين، وإخراج السينما في فلسطين، ولو عنوة، من غرفة الإنعاش."

إهداء افتتاح المهرجان السينمائي للأسرى

وتابع: "ولذلك نحن سعداء جدا بأننا نقيم المهرجان بميزانية صفر أو دون الصفر، وسعداء بقلة الحضور نسبياً، لإيماننا بعشق للسينما يتعملق داخل كل واحد من الحضور يكفي ليملأ الكون، وسعداء بالشراكة المتينة مع بلدية رام الله ممثلة برئيسها وأعضاء مجلسها والقائمين على العديد من أقسامها ذات العلاقة كالثقافة، والعلاقات العامة، والإعلام، وقصر رام الله الثقافي"، موجها الشكر للمؤسسات الإعلامية الراعية للحدث، مستهجناً في الوقت ذاته غياب السينما كحقل فني حيوي عن أجندة الدعم والاهتمام للعديد من كبرى شركات القطاع الخاصة، وبعض المؤسسات الأهلية، ومنها الثقافية والفنية.

وشدد الشايب على أن قضية الأسرى "الذين يدفعون حريتهم وحيواتهم ثمنا لبقائنا على قيد الحياة، وأملا في فلسطين حرة من الاحتلال، قضية إنسانية بامتياز، وهكذا يجب أن ننقلها إلى العالم، ولأنها كذلك، ولأن الأسرى يستحقون منا الكثير الكثير، فإن أقل ما يمكن فعله توجيه تحية لهم عبر إهداء افتتاح مهرجان إنسان السينمائي لهم".

"طباشير ملونة من عسقلان"

بدورها، تناولت المخرجة اللبنانية ليلى حطيط في فيلمها "طباشير ملونة من عسقلان"، وبشكل يقترب من التجريب من الفنون البصرية، عبر فيلم وثائقي درامي، حكاية الفنان الفلسطيني زهدي العدوي، الذي أمضي 15 عاما في سجون الاحتلال، حيث لم يتجاوز عمره لحظة الاعتقال 15 عامًا.

وتلخصت تجربه العدوي بمحاولته التغلب على جدران وقضبان السجن، من خلال رسومات علي "قصاصات" وسادته داخل السجن، بمساعده زملائه الأسرى، الذين تمكنوا من تهريب الألوان إلى داخل السجن من أجل تجهيز اللوحات، وتهريبها فيما بعد إلى خارج السجن عبر أهاليهم، حيث أشار ابن غزة، من داخل منزله في مخيم اليرموك للاجئين بدمشق، حين إنتاج الفيلم قبل أربع سنوات، وقد عرض لأول مرة في فلسطين، إنه رسم 100 لوحة لوحاته داخل عسقلان وزنازين الاحتلال، وقد نجح زملاؤه في تهريب سبعين منها، هي الأكثر صدقًا.

"وجوه المخدات من أفضل وسائل استيقاظ الشعوب"

ولعل أبرز عنوان لتجربة العدوي أن "وجوه المخدات ليست للنوم بل هي من أفضل وسائل استيقاظ الشعوب، ولي تجربتي الخاصة بذلك"، فللقضبان "لغة ٌخاصة."

العدوي قال: "التمرد والعصيان هويتي.. صحيح أنني لم أحمل شهادة جامعية، لكنني أكاديمي من نوع خاص، بدليل اختصاصنا، وطني بامتياز.. حين تمتزج إرادة القهر خلف القضبان مع تلك الأحلام الوطنية المعشقة بالعودة لتراب الوطن لتنتج مفهوما واحداً لا يتغير هو عشق الحرية، وحين تصبح المعاناة لوحة، ويصبح الفكر حبرًا وألوانًا، وعندما تصبح المخيلة تلك المطرقة التي تحطم قيود السجون وتنطلق لتنقل التمرد والمقاومة للعالم الخارجي."

ومن الجدير بالذكر أن الفنان الفلسطيني زهدي العدوي مولود بمخيم النصيرات في غزة العام 1952، بعد أن هجّرت عائلته من مدينة اللد العام 1948، ووسط هذه التراكمات نشأ زهدي العدوي طفلاً حاملاً معاناة شعبه وشابا مترعرعا على فكرة الوطن الحر وحق العودة و النضال المستمر الذي رماه وجها لوجه أمام الاحتلال الإسرائيلي، ليمتزج عنده السياسي بالفني، خاصة عندما لا تكفي الكلمة وحدها للتعبير.

الرسم على وجوه المخدات

في العام 1970، اعتقل زهدي العدوي في سجن عسقلان، لكن ذلك لم يخمد عزيمته، فواصل التمرد الذي قاده إلى ابتكار فكرة ذكية للتعبير عن السجن وعن الحرية المسلوبة، تمثلت في الرسم على أغطية مخدات السجن وتهريبها إلى خارج المعتقل عن طريق الزوار، حيث كانوا يقومون بعملية تبادل ذكية معهم، إذ كان الزوار يدخلون الأقلام الجافة الملونة في أفواههم وينقلونها إلى المعتقلين بعد تقبيلهم، وفي المقابل كان المعتقلون يمرّرون الأعمال الفنية من أكمام ملابسهم إلى أكمام الزوار فترى الأعمال النور، وتنطلق رحلتها لتروي حكاية مرارة السجن وحلاوة الحرية المنشودة.

من الجدير بالذكر، أن "مهرجان إنسان السينمائي 2013" يختتم فعالياته حتى 20 الجاري بفيلم "مملكة النمل" للمخرج العربي التونسي شوقي الماجري، ويعرض أفلاماً تعرض في فلسطين للمرة الأولى مقل "البحث عن رجل السكر"، و"7 ساعات فرق"، و"انغلش فنغلش"، و"شرطي على الهامش".

التعليقات