06/09/2019 - 16:54

فيلمان لمخرجتين سعوديّتين بمهرجان البندقية السينمائي: "سنُسمع صوتنا"

تنافس المخرجتان السّعوديّتان هيفاء المنصور بفيلمها "المرشّحة المثاليّة" وشهد أمين بفيلمها "حراشف" ضمن مهرجان البندقيّة السّينمائيّ، في محاولةٍ منهما لحمل رسالة المرأة السّعوديّة إلى العالم وإسماع صوتها الخارج من منظومة مجتمعيّة وقانونيّة تحاول إسكاته.

فيلمان لمخرجتين سعوديّتين بمهرجان البندقية السينمائي:

المخرجة السعودية هيفاء منصور (أ ف ب)

تنافس المخرجتان السّعوديّتان هيفاء المنصور بفيلمها "المرشّحة المثاليّة" وشهد أمين بفيلمها "حراشف" ضمن مهرجان البندقيّة السّينمائيّ، في محاولةٍ منهما لحمل رسالة المرأة السّعوديّة إلى العالم وإسماع صوتها الخارج من منظومة مجتمعيّة وقانونيّة تحاول إسكاته.

وتأمل المخرجتان أن توصل أفلامهما رسالة عن تمكين المرأة للعالم، عبر عرض فيلمين يطرحان قضايا تتعلّق بالنساء، من بطولة نسائيّة مطلقة، فتقول منصور، مخرجة فيلم "المرشحة المثاليّة" إنّ تقديم بطلة للفيلم هو في حدّ ذاته تمكين غير مباشر للنساء".

وبيّنت منصور في حديثها لوكالة أنباء "رويترز" أنّ "أكثر شخصية ستحقق مكسبا في هذا الفيلم هي الفتاة. إنها ليست شخصية فرعية إنها الشخصية الرئيسية. وتجد نفسك تستثمر الوقت والجهد في متابعة رحلتها وتقع في حبها وتشجعها وهذا أمر من المهم للغاية أن يراه جمهور محافظ".

ويحكي فيلم "المرشحة المثاليّة" لمنصور، الّذي يتنافس مع 21 فيلمًا آخر على جائزة الأسد الذهبي في المسابقة الرسمية للمهرجان، قصّة طبيبة تواجه تحديات بسبب جنسها عندما تقرر الترشح لرئاسة البلدية.

وعبّرت منصور عن الرّسالة الّتي أرادت إيصالها للنّساء من خلال الفيلم قائلةً إنّ  "الوقت حان لكي يخاطرن وألا يخشين من الفشل أو من إطلاق الأحكام عليهن".

أما فيلم "حراشف" لشهد أمين، والذي عرض خارج المسابقة الرسمية، فيدور حول فتاة تنجو من براثن سكان قريتها المؤمنين بالخرافات والذين يعتقدون أن لعنة حلت عليها. ففي الفيلم، ينقذ والد الفتاة حياة ابنته من تقليد قروي يقضي بأن تقدم الأسر بناتها قربانًا لمخلوقات البحر، الأمر الذي يجعلها منبوذة.

وقالت المخرجة إنّ هذه "كانت قصتي وتجربتي، عن معاملة الناس لي في البلد الذي كنت أعيش فيه... في مجتمع منفصل للغاية، في مجتمع يفضل الرجال على النساء بوضوح"، مضيفةً أنّها حاولت طرح تساؤلاتها في الفيلم: "هل نتقبل في نهاية الأمر أجسادنا التي شوهوها لسنوات بأصواتهم في عقولنا؟ هل تصبح لنا أصواتنا الخاصة في النهاية؟ أعتقد أن هذه قصة كل فتاة وليس في الشرق الأوسط فحسب"، بحسب "رويترز".

وفي 2018، رفعت المملكة حظرا استمر 40 عاما على دور عرض الأفلام، كما رفعت الحظر عن قيادة المرأة للسّيّارة في حزيران/ يونيو من العام الماضي، في حين أبقت على نظام الولاية الّذي يضع الرّجل وصّيًا على المرأة ويلزم النساء بطلب الإذن من الأوصياء عليهن في شتّى مجالات حياتهنّ بما في ذلك الزّواج والسّفر.

وفي الشّهر الماضي رفعت السّلطات السّعوديّة الحظر جزئيًّا عن سفر المرأة، بحيث أتاحت للمرأة السّعوديّة الّتي تجاوزت سنّ 21 عامًا، سواء كانت عزباء أم متزوّجة، بالسّفر خارج البلاد "دون موافقة ولي الأمر".

وسبق أن تحدثت المنصور عن معاناتها كمخرجة في السعودية وكيف كانت تضطر في بعض الأحيان للاختباء في سيارة فان وهي تخرج فيلمها (وجدة) في 2012 والذي تدور أحداثه عن فتاة سعودية تصمم على شراء دراجة.

واعتبرت المخرجة أنّ الوضع تغيّر الآن، "لم أعد مضطرة للاختباء في سيارة ‘فان‘ حاليا"، مشيرةً إلى التّغيّرات بالنسبة لصناع الأفلام في السعودية، الّتي تتّجه نحو إقامة مهرجان سينمائيٍّ العام المقبل.

 وأبرزت  أنّه "في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الناس يشعرون بارتياح أكبر مع الكاميرات"، مضيفةً: "عندما ترى النساء في الشوارع وهن فاعلات في المجتمع، يدفع هذا بعجلة التغيير في المدينة ويجعلها تنبض بالحياة".

وما زالت عدة نساء سعوديّات يواجهن تهمًا تتعلق بعملهن في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك "تعزيز حقوق المرأة"، و"المطالبة بإنهاء نظام ولاية الرجل". ولا تزال ثلاثة منهن، وهن: لجين الهذلول، وسمر بدوي، ونسيمة السادة، وراء القضبان، بينما أُطلق سراح عدد آخر مؤقتًا، لكنهن ما زلن قيد المحاكمة.

كذلك فإنّ هناك ما لا يقل عن 14 شخصًا ممن دعموا حركة حقوق المرأة، ومن بينهم الأقارب الذكور للمدافعات عن حقوق الإنسان، محتجزون أيضاً حاليًا من دون تهمة منذ اعتقالهم تعسفياً في أبريل/ نيسان 2019.

التعليقات