31/10/2021 - 12:48

"داخل منزلنا" معرض فني في أزقة شفاعمرو لمناهضة العنف ضد المرأة

مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذي يصادف يوم 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، وضمن انطلاق النشاطات المناهضة للعنف ضد المرأة في شفاعمرو، افتتح معرض فني تحت عنوان "داخل منزلنا"، في أزقة شفاعمرو القديمة.

افتتاح "داخل منزلنا" في أزقة شفاعمرو (عرب 48)

مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذي يصادف يوم 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، وضمن انطلاق النشاطات المناهضة للعنف ضد المرأة في شفاعمرو، افتتح معرض فني تحت عنوان "داخل منزلنا"، في أزقة شفاعمرو القديمة، يوم أمس السبت، وسيستمر لغاية 31 كانون الأول/ ديسمبر 2021.

يستضيف المعرض الذي بادر إليه قسم الثقافة في بلدية شفاعمرو والمركز الجماهيري وبدعم من وزارة الثقافة والرياضة، و"مفعال هبايس" للثقافة والفنون، 14 فنانة عربية، هُن: أنيسة أشقر، وأوجين أمين، وبراءة الشاعر، وبثينة حلبي، وبيان دياب، وحنين زهير مطر، وسماح بطحيش، وصبحية حسن قيس، وعلا زيتون، وليا محمود، وماريا صالح محاميد، ومريانة منصور نخلة، ونجاة شاهين، ونيرفانا ذباح أسدي، وترافق اللوحات الفنية نصوص شعرية للشاعرة آيات أبو شميس.

وقالت مديرة قسم الثقافة في بلدية شفاعمرو والمركز الجماهيري في المدينة، عزيزة دياب، لـ"عرب 48" إن "فكرة إقامة المعرض جاءت قبل نحو العام أثناء فترة الذروة لجائحة كورونا، وتم اختيار المكان في البلدة القديمة لعدة أسباب فالمكان آمن ولا توجد فيه حركة مرور للعربات، ويقع منزل الفنان بطرس لوسية، والذي يعد أول فنان في شفا عمرو، وتزخر الكنيسة الكاثوليكية في البلدة بأعماله الفنية الرائعة".

وأضافت أن "مرحلة اختيار المكان كانت المرحلة التالية لمرحلة تجنيد الموارد، والمرحلة الثالثة كانت اختيار موضوع المعرض، وهنا اخترنا موضوع مناهضة العنف ضد المرأة، وكان الاختيار لهذا الموضوع جراء ازدياد حالات العنف والقتل ضد المرأة، وهو موضوع مهم، إذ يصادف افتتاح المعرض في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، والذي يحل فيه اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والترتيبات اكتملت خلال هذه الفترة من قبيل المصادفة، وارتأينا من خلال المعرض اتخاذ موقف من العنف ضد المرأة من خلال الوسائل المتاحة لي كمديرة قسم الثقافة".

أنيسة أشقر

وختمت دياب بالقول إن "المعرض يشمل أنشطة أخرى كمسرحية أصوات التي ستعرض لطلاب المرحلة الثانوية وللعامة، وأيضا لدينا جولات وحوارات، وعقد لقاءات مع فنانات كالفنانة أنيسة أشقر، ولقاء مع المستشارة لشؤون المرأة، بديعة خنيفس، وكادر قسم الثقافة في بلدية شفاعمرو، وأدعو الجميع لمتابعة النشاطات خلال هذا الشهر".

"داخل منزلنا" في أزقة البلدة القديمة

لم تكتفِ الفنانة المشاركة في معرض "داخل منزلنا"، أنيسة أشقر من عكا، بتزيين أزقة البلدة القديمة بلوحة فنية من أعمالها، بل قامت بتزيين وجهها بكلمة "أملي" إيمانا منها برسالة الفن الأدائي الذي تنتهجه منذ 23 عاما، وقالت لـ"عرب 48" إنه "انطلقت صباحا لمقابلة الناس بفني الأدائي الذي يمزج بين اللوحة والكلمة المكتوبة على وجهي كما ترونها، وهذا ديدني في الفن منذ 23 عاما. كلمة أملي التي تحمل كل معاني العطاء والمشاركة تهدف إلى التوعية أكثر بمضامين الفن التشكيلي، والتي أهدف من خلالها لبث روح المحبة والأمان للمجتمع العربي الفلسطيني بشكل عام وللمرأة بوجه خاص".

سماح بطحيش

وأضافت أن "لوحتي في هذا المعرض من خلال عمل فني واحد حمل اسم الصبارة، وهو يجسد المرأة العربية الفلسطينية، واللوحة تحمل ألوانا مختلفة، وللمرة الأولى، كصبارة مرسومة بثلاثة ألوان، الذهبي والأحمر والأسود، فاللون الذهبي يرمز إلى الضوء والنور، والأحمر للمرأة وحب الحياة، والأسود للقوة وللفن، وأنا أحبذ هذا اللون في أعمالي الفنية. ومن خلال هذا المعرض أهدف لدعم الفنانات، وآمل من خلال أعمالي الفنية أن يحل الأمان في المجتمع العربي، والارتقاء بالمرأة إلى أعلى الدرجات، وأن نعود جميعا إلى الإنسانية، فمجتمعنا مجتمع حب وعطاء".

وتساءل الفنانة ليا محمود من الجولان المحتل عبر لوحة "العروس" التي تشارك في معرض "داخل منزلنا" "لماذا تأتِي النساء في المركز الثاني بعد الرجال، لماذا نرى نجاح المرأة في الزواج والأمومة، رغم أنها تمثل في حد ذاتها كيانا مستقلا؟".

ليا محمود

وقالت محمود لـ"عرب 48" إن "اللوحة تجسد قصصا واقعية عن معاناة المرأة، في طرح لسؤال مهم، وهو هل المرأة ليست بحاجة لصفات معينة تعبر عن كيانها؟ وهذه اللوحة كما ترون هي لعروس جميلة، لكن يبدو الحزن على محياها ولم تختر الحياة التي تريد، فهي كئيبة بالرغم من الزخم في الألوان التي تشكل معالم وجهها الحزين، والعروس هنا تحمل قصة حقيقية للعديد من النساء اللواتي نعرفهن. ورسالتي أن تؤمن المرأة بقدراتها، فهي موجودة، وليست بحاجة لأن نقول لها: أنتِ هنا. هي ليست كائنا منقوصا، هي كاملة بحد ذاتها، ويجب أن تحقق أحلامها وآمالها وطموحها في هذه الحياة".

ربط بين الاحتلال والقمع الذكوري

تربط مصممة المجوهرات، سماح بطحيش أبو عواد من الجولان المحتل، في عملها الفني بين معاني احتلال الشعوب من قبل المستعمر والمحتل كالحاصل في الجولان المحتل ضد الاحتلال، وبين الاحتلال والقمع الذي تعيشه المرأة في المجتمع الذكوري.

عزيزة دياب

وقالت أبو عواد لـ"عرب 48" إن "لوحتي تتحدث عن قضية احتلال المجتمع لشخصية المرأة. الاحتلال أو الاستعمار ليس قضية عسكري أو جندي فقط على أرض الوطن، بل هي قيود يتم فرضها على الفكر ونهج الحياة للفرد، وهذا ما تعيشه المرأة من فرض قيود على حريتها ومشاعرها، إذ يُنظر للمرأة دائما على أنها الضلع القاصر بالنسبة للمجتمع، وبحكم عادتنا وتقاليدنا يتم فرض قيود عليها، ولكن هل يجب قمع المرأة حتى يحافظ المجتمع على عاداته وتقاليده؟ بهذا أوصل صوتي عبر لوحتي لجميع نساء العالم نحن لسنا ضعفاء أمام هذا المجتمع، إنما نحن أقوياء بتماسكنا وإصرارنا على أن تكون لنا بصمة في قلب كل إنسان".

"أجرجر الكلمات التي لم أتعلم بعد...

أشعر كيف تتفتت لغتي...

لكن لحسن الحظ لدي لسان...

ربما مكسور قليلا لكنه حاد".

بهذه الأشعار وغيرها، زينت الشاعرة آيات أبو شميس من مدينة يافا، اللوحات الفنية في معرض داخل منزلنا، في محاولة لدمج الكلمة مع العمل الفني لتكتمل الرسالة وتصل إلى ذهن الزائرين للمعرض.

آيات أبو شميس

وعن رسائلها عبر الأشعار قالت أبو شميس لـ"عرب 48" إنه "شاركت في المعرض بكلمات من تأليفي مأخوذة من كتابي الأول الذي يحمل عنوان 'سلم لي أبي لغات صامتة' وها هي أمامكم على اللوحة الجدارية إلى جانب أعمال الفنانات، وتعني هذه الكلمات أننا وبرغم الخوف يجب أن نتجرأ للبوح بما يجول في خواطرنا، وزاوجت هنا بين الكلمات والصور والألوان كلوحة فنية أدبية متكاملة".

وأكدت أن "هدفي هو كسر الصمت والتعبير بحرية عن آرائنا ومواقفنا وبطريقة مريحة. نعم يجب أن ينتهِي العنف ضد النساء، وهذا ما أرنو إليه. لقد كتبت هذه الكلمات هنا قبل اختيار اللوحات، ولكن واءمت النص مع اللوحات التي تتلاءم معه، وهذا النص مرن يمكن لأي كان قراءته من الزاوية التي يراها".

هذا، وقدمت الفنانة ريبكا تلحمي والفنان نهاد رضا عرض تمثيل صامت (بانتوميما) بعنوان "صدى الصمت"، إلى جانب حفل افتتاح المعرض.

التعليقات