28/11/2022 - 14:52

معرض بيروت الدولي للكتاب: "معلم لبنان" وافتتاحه "إنجاز ومغامرة"

يفتتح المعرض بنسخته الرابعة والستين، يوم السبت المقبل ويستمر لأسبوع، بعد ثلاث سنوات لم ينظم خلالها، بسبب الاحتجاجات وانفجار المرفأ والترميمات، وتراجع عدد دور النشر المشاركة إلى النصف تقريبا

معرض بيروت الدولي للكتاب:

معرض بيروت الدولي للكتاب، في آذار/مارس الماضي (Getty Images))

تراجع عدد دور النشر المشاركة في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي يُفتتح هذا الأسبوع، بمعدل النصف تقريباً عما كان عليه قبل العام 2019، لكن المنظمين يرون في تمسكهم بإقامة النسخة الرابعة والستين في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان "إنجازاً ومغامرة"، مشددين على أن الحدث يشكّل أحد "معالم لبنان" الثقافية.

ويُفتتح المعرض، الذي ينظمه كل من "النادي الثقافي العربي" و"نقابة اتحاد الناشرين" وتُشارك فيه أكثر من 124 دار نشر، في 3 كانون الأول/ديسمبر، ويستمر الى الحادي عشر منه، في مركز للمعارض عند واجهة بيروت البحرية، الذي دمره انفجار ضخم شهده المرفأ القريب، في 4 آب/أغسطس 2020، وأسفر عن أكثر من 200 قتيل وستة آلاف جريح وتسبّب بأضرار كبيرة في أحياء عدة من العاصمة اللبنانية.

وحال الانفجار دون إقامة المعرض في ذلك العام، بعدما غاب أيضاً عام 2019 بسبب التظاهرات الاحتجاجية الواسعة في وسط العاصمة ومناطق لبنانية أخرى. كذلك تعذرت إقامة الحدث عام 2021 بسبب أعمال الترميم، لكنّ الدورة الثالثة والستين أقيمت للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، في آذار/مارس 2022، فور انتهاء الأشغال.

ورأت رئيسة النادي الثقافي العربي، سلوى السنيورة بعاصيري، أن ما يميز النسخة الحالية هو الإصرار على المضي في إقامتها في ظل أزمة اقتصادية حادة، أدت إلى انهيار العملة الوطنية واتساع دائرة الفقر والبطالة، ما شكّل إلى جانب جائحة كورونا وتبعات انفجار مرفأ بيروت عوامل مهمة في تراجع حركة النشر في لبنان.

إلا أنها أشارت إلى أن "وجود إصدارات عدة حديثة يعني أن حركة النشر لم تتوقف وكذلك حركة الكتابة"، مؤكدة أن "الفكر اللبناني متوقد ولم يتوقف ايضاً".

وانخفض عدد دور النشر المشاركة في المعرض من أكثر من 240 من لبنان والبلدان العربية والعالم، إلى تقريباً 124هذه السنة، بعدما كان بلغ نحو 79 في الدورة السابقة في آذار/مارس الفائت.

وتستمر المشاركة العربية "خجولة"، بحسب بعاصيري، في النسخة الجديدة من المعرض التي تضم دور نشر من مصر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وأوضحت أن تقلّص مساحة القاعة التي تحتضن المعرض من عشرة آلاف متر مربع قبل 2019، إلى 2200 متر مربع حالياً جعل "المطلوب أكثر من المتاح".

وأضافت أن "ثمة دور نشر اعتادت أن تأخذ مساحات واسعة، لكننا اضطررنا للأسف إلى مراعاة الجميع بغض النظر عن حجم كل دار، وحددنا المساحات المطلوبة، وأعطينا فرصة لدُور ناشئة تُعتبر حديثة مقارنة مع دور نشر لها عراقة تاريخية".

وفاجأت النسخة السابقة من المعرض المنظمين الذين كانوا يتخوفون من انعدام حركة البيع نظراً إلى تراجع القدرة الشرائية، ولكن تبين أن دور النشر استطاعت منذ اليوم الأول أن تستوفي التكاليف التي تحملتها للمشاركة في المعرض، بحسب بعاصيري، التي قالت إن اللبناني لا يزال يضع شراء الكتب بين أولوياته ويسعى إلى تأمين ثمنها بفضل دعم المغتربين لأفراد عائلاتهم المقيمين في لبنان.

وإذ أقرّت رئيسة النادي المنظّم بأن "التردي الذي يشهده لبنان ترك بلا شك أثراً"، شددت على أن "اللبناني رائد في ابتداع الحلول ويستطيع ان يلتف على المشاكل".

ويصرّ المنظّمون بدورهم على "تخطي كل التعقيدات" لإقامة المعرض. وقالت بعاصيري "مهما كانت التضحيات، ومهما كانت الظروف قاسية، نحن مستمرون في هذا الحدث الثقافي الذي هو أحد معالم لبنان". وأضافت أنه "في هذا الظرف القاسي والصعوبات الجمة على كل الصعد والمستويات، يصبح القيام بأي عمل في الحقيقة جرأة وإنجازاً ومغامرة".

ويضم المعرض نحو 24 نشاطاً تتوزع بين مناقشة كتب لإصدارات حديثة وندوات تعنى بالتراث "وتكريم لمجموعة من الأدباء الذين رحلوا وكانت لهم أياد بيضاء على الثقافة في لبنان"، على ما قالت بعاصيري، أسوة بجبور الدويهي ووجيه فانوس وميشال جحا ويوسف سماح ادريس وسواهم.

وتقام ندوات تتناول اللغة العربية والقضايا الراهنة في لبنان كالمسألة الاقتصادية وخطط التعافي وتقييم التعديلات التي أدخلت على الدستور بعد انتهاء الحرب اللبنانية، في مطلع تسعينيات القرن العشرين.

التعليقات