الدكتور سميح مسعود وجُرح النكبة../ روضة غنايم

يتذكر حيفا ويتكلم عنها كأنه خرج منها تواً.. أّيّة مُخيلة وذاكرة لهذا الكاتب الشُجاع. اقُتلع من بيته مثلما يقتلع الزيتون من جذورة هذه الأيام! لكن عبيره يبقى خالدًا بباطن الأرض. غُيب عن ُشُرفة بيته المُطلة على البحر، انتزع قسرًا من مدرسته (مدرسة "البرج") التي علمته فك الحرف. اغتيلت طفولته في حيفا

الدكتور سميح مسعود وجُرح النكبة../ روضة غنايم

(د. مسعود في لقائع مع حسناء داوشة)

أوصلته "التغريبة الفلسطينية" إلى كندا الواقعة أقصى المعمورة، بلد بعيد يترامى خلف المحيطات. رغم بعد كندا عن بلاده وشتات المنفى القسريّ لا يزال يحتفظ في ذاكرته بكل مشاهد حياته الماضية بأدق تفاصيلها. يسترجعها دائمًا من خبايا ذلك الّزمن البعيد.

يتذكر حيفا ويتكلم عنها كأنه خرج منها تواً.. أّيّة مُخيلة وذاكرة لهذا الكاتب الشُجاع. اقُتلع من بيته مثلما يقتلع الزيتون من جذورة هذه الأيام! لكن عبيره يبقى خالدًا بباطن الأرض. غُيب عن ُشُرفة بيته المُطلة على البحر، انتزع قسرًا من مدرسته (مدرسة "البرج") التي علمته فك الحرف. اغتيلت طفولته في حيفا.

واغتيلت ساعات اللعب مع أطفال الحارة في ساحة البيت والتجوال في أحياء المدينة صعودًا سيرًا على الأقدام عبر الأدراج إلى الكرمل وقضاء ساعات في أحضان الطبيعة.

واٌيّة طبيعة لهذا الجبل الذي تزينة أشجار السنديان والبلوط والزعرور والخروب وتفترشة سجادة ملونة من الزهور. الدحنون والنرجس وشقائق النعمان هذه هي تفاصيل الوطن التي تُزرع في الروح وقت بثها إلى الحياة. تبقى راسخة في الذاكرة التي أنعم الله علينا بها مغايرة للنسيان.

ولد الدكتور سميح مسعود في عام 1938 في مسقط راسة ومهد صباه حيفا. لعائلة أصلها من قرية بُرقة المجاورة لمدينة نابلس. يعمل حاليا مديرا للمركز الكندي لدراسات الشرق الاوسط في مدينة مونتريال في كندا.

تُضيء حياته الكثير من الصور والمشاهد في حيفا منها المُفرحة ومنها المُحزنة

التقيته في حيفا قبل أسبوعين ونيفّ في أمسية إشهار كتابه (حيفا... بُرقة البحث عن الجذور)، التي بادر لتنظيمها الدكتور جوني منصور بالتعاون مع (نادي حيفا الثقافي) و(الكلية العربية الاورذكسية ).

صبيحة يوم الأمسية هاتفته والتقيته بعد ان قرأت كتابه، للّتعرف على ابن حيفا المفعم بروح التعلق بها وحبها. ومن أجل الكتابة عن ذكرياته فيها. فاتفقنا أن نلتقي قبل الأمسية.

وثمة رونق خاص للمصادفات غير العادية، ففي ذاك اليوم كانت لي مقابلة مع مُهجر من قرية (أم الزينات) يسكن في حي الحليصة من أجل كتابة روايته الشفويّة، ومن خلال حديثي معه قال لي: "بعدما لجأنا إلى قرية دالية الكرمل بفترة ما قامت السلطة بترحيلنا إلى قرية بُرقة. ويا لها من مُصادفات جميلة، إنها المرة الثانية التي أسمع فيها اسم بُرقة هذا الأسبوع. وأعترف أنني لم أسمع بها من قبل.

تحدثنا قليلا لأن القاعة بدأت تعج بالحضور، اتفقنا أن نتمّ الحديث عبر الهاتف لأنه في اليوم التالي غادر البلاد وهذا ما حصل.

سرد لي أحداثا مؤلمة حد الوجع مر بها في حياته

منذ ولادته أصابة الشلل، فأقعده طوال السنوات الخمس الأولى من حياته. لم يستطع المشي واللعب مع أترابه، بذل والداه أقصى جهودهما لعلاجه. فتنقل بين المستشفيات والعيادات وأبرزها مستشفى "حمزة" ("رمبام" اليوم).

يتذكرمسعود قائلا: "ذات يوم عاد والدي إلى البيت فرحا، وأخبر والدتي عن قدوم طبيب ألماني جديد إلى مستشفى "حمزة". في وقت لاحق اصطحبني والداي لزيارة الطبيب. وبعد معاينتي، قال لأهلي بواسطة مترجم: "ابنكما أعصابه سليمة ومرضه قابل للشفاء. كل ما يحتاجه هو تقوية عضلات رجليه بتناول الأدوية بانتظام، والدوام على جلسات للعلاج الطبيعي لمدة عام". وأكد الدكتور (هانس) لوالديّ أنني سأسير على قدميّ بعد فترة العلاج".

ويضيف "بعد عام عدتُ، بالأحرى أول مرة في حياتي، أمارس وأعرف المشي السير على الأقدام. جلت شوارع وحارات حيفا بدون تعب أو ملل بل اكتشفت المعاني الجديدة للحياة التي جهلتها وأنا مقعد!"

التهجير

بعد أحداث النكبة وسقوط حيفا صباح يوم الخميس الموافق 22 نيسان عام 48، هُجر قسرا مع عائلته من حيفا. ولحسن حظهم كان لديهم بيت آخر في قرية بُرقة حيث تعيش جدته. لكن هذا الحظ لم يشفع لسميح الطفل. فحيفا هي الأم الحنون التي احتضنتة برهفة، وهي الدم الذي يسري في وريده.

ويا لقسوة هذا المُحتل الغريب على هذه الديار يطرد االناس من بيوتهم من أجل الاستيلاء عليها... يطرده من شارع الناصرة ("بار يهودا" اليوم)، ويمحو موطئ قدميه ويسرق أحلام هذا الطفل!. لا ينسى الطفل لحظة خروجه من شارع الناصرة ونقله في الحافلات مع مئات النازحين إلى خارج حيفا! كان عمره آنذاك عشرة أعوام. يتذكر كيف نظر إلى الخلف وعيناه تدمعان.

حيفا.. وزيارة أولى بعد مرور 57 عاماً من الرحيل القسري!

في تموز عام 1995 حصل مسعود على الجنسية الكندية. قال لي: "بعيدا عن التلاعب بالكلمات يهمني التأكيد هنا على أنها ليست بديلا لهويتي الوطنية، ولا يمكنها أن تنسيني قضيتي وناسي أو أن تقطع الحبل السُري الذي يربطني بكل ذرة تراب من بلادي".

ويحدثني عن زيارتة الأولى لحيفا بعد مرور57 عاما على النكبة، قائلا: "زرتها برفقة صديقي وزميلي في العمل المهندس علي بسطوس، أصلة من المغرب، بعد أن كنا قد وصلنا لرام الله بمُهمة عمل حيث باركت التزامن الجميل لحصولي على الجنسية مع سفري لرام الله في شهر واحد".

ويضيف "وقاد أحمد السيارة عندما وصلنا مشارف حيفا، وسألني: "أين أتجه الآن أنا لا أعرف حيفا، ولم أزرها من قبل؟" نظر علي متسائلا: " هل لا تزال تذكرها بعد تلك السنين؟" أجبته: "نعم أعرفها وكأنني لم أخرج منها طوال الخمسين سنة الماضية حيفا وشماً في مقلتيّ مهما طال الرحيل ستبقى ملك يدي". ويستطرد قائلا: "رُحلت منها قسرا، وكل تلك السنين الطويلة التي عشتها في الشتات لم تُنسني أحياء وشوارع حيفا ولا مكان منزلي في شارع الناصرة".

يكمل حديثة قائلا: "فيما كنا ندخل المدينة من جهتها الغربية، طلبت من أحمد الاتجاه بسيارته شرقاً على امتداد شارع يافا بموازاة شاطئ البحر الأبيض المتوسط، أوضحت لرفيقيّ ما نراه حولنا على الجهة اليسرى من الشارع: حي "بات جليم"، مكان مسبح العزيزية، البور (الميناء) وفي لحظة طلبت منهما أن ينظرا إلى الجهة اليمنى العلوية من الشارع، حيث يوجد حي الألمانية، وفوقها الحدائق البهائية الغناء، وبعد قليل انحرفنا في شارع جانبي، وسرعان ما وصلنا حي وادي النسناس.. وانتقلنا منه إلى أماكن لفحتها بعواطفي طوال ما يقرب نصف قرن، تمثل جزءاً هاماً من حياتي الماضية: ساحة الجرينة، وحارة الكنائس، ووادي الصليب، وساحة الحناطير (الخمرة) وجامع الاستقلال، وعامود فيصل".

هذا شارعي

يتنهد ويحن ويستذكر"مررنا بكل هذه الأماكن.. ثم طلبت من أحمد مواصلة السير بخط مستقيم إلى ما بعد مسجد "الاستقلال".. اقتربنا من زقاق الحجاز، وحينها صرخت بأعلى صوتي: "هذا شارعي، شارع الناصرة". ويضيف "أخرجت رأسي من نافذة السيارة لأرى كل شيء حولي بوضوح أكثر، اعتراني اضطراب، وأنا أرى المحلات التي أغلقت قبل زمن بعيد: مقهى "العجمي"، ودكان أبو العبد (قريب والدي)، ومصبغة "الكرنك" ومعمل الثلج الوطني، وغيرها من المحلات وبيوت الجيران أغلقت شبابيكها بالطين ومنزل العائلة حاله من حال بيوت الجيران،.ثم عرجنّا لجبل الكرمل وقد هزني مشهد حيفا البانورامي..

هزني جمال المدينة

"هزني جمال المدينة وجعلني أقول بصوت عال: حيفا هنا، إني هنا، البحر يجمع بيننا، واللوُز والزيتونُ والقمرُ.. حيفا هنا، إني هنا، آتي إليك اليوم اعتمرُ خمسين عاما.. انتظرت خمسين مرت غزاني فيها الشيبُ والكبرُ".

زار مدينة حيفا للمرة الثانية عام 2010 بعد مضيّ 15 عاماُ على زيارته الاولى.. حيث كان سبب الزيارة لقاء عائلته.

مقالته المعنونة "البحث عن الجذور" التي نشرها في جريدة الاتحاد عام 2009 هي التي جمعت بينة وبين عائلتة..

عن ذلك حدثني قائلا: "بتاريخ 17 تموز 2009 نشرت مقالةً عبر صفحات الاتحاد بعنوان "البحث عن الجذور" بينّت فيها اهتمامي بالبحث عن الجذور في فلسطين ما قبل النكبة، ليس من أجل البكاء على الأطلال، بل من أجل استحضار لمحات من حياة أهلنا الماضية بمختلف مشاهدها وأحداثها وأوجاعها ومآثرها التراثية والعمرانية، بهدف توثيقها وتسجيل صفحات من التاريخ الشفوي بصوت عال ومزيد من الأقوال والتفاصيل...
بعد عدة أيام من نشر المقالة، وفيما كنت أتصفح بريدي الإلكتروني عثرت على رسالة من سيدة لم أسمع باسمها من قبل، عرفت نفسها باسم منى دراوشة من بلدة اكسال (قرب الناصرة، استهلت رسالتها بعبارات مفادها أن اختها الكبرى حسناء قرات مقالتي المنشورة في الاتحا،د واكتشفت منها أني أمت بصلة قربى مع جدتها "نجية". بينت لي بوضوح في رسالتها أن أخوال جدتها يحملون اسم عائلتي، وذكرت أدلة كثيرة بينها أسماء لبعض أعمامي أثبتت لي بها بدقة حقيقية تلك القرابة". فما كان لمسعود إلا أن يأتي بعد فترة قصيرة إلى البلاد ليتعرف على أقربائه من قرية برقة، ومن يومها حتى اليوم يتواصلون بشكل دائم.

حيفا والقدر من جديد

الزيارة الثالثة الى حيفا كانت عام 2011 تعيد سميح الى مستشفى "حمزة" ("رمبام") مره أخرى كان القدر يريد أن يقول له شيئا ما!!

بعد ثلاثة وستين عاما يعود مشهد مؤلم لحياته كمشهد مولده. وعن ذلك يقول: "جئت إلى حيفا لزيارة الأقارب بجولة لي معهم في حيفا ولمنزل العائلة. بعد مشوار طويل ذهبنا لتناول طعام الغداء في مطعم "فتوش" في حي الألمانية، بعد أن قضينا يوماً طويلا في التجوال بحيفا فشعرت بصداع لا يطاق مع بدء رجفة بيديّ الاثنتين. توجهت حالا مع قريبي عبد السلام لمراجعة طبيب أخصائي أمراض أعصاب في المستشفى الانجليزي (الدكتور ساهر عابد) في الناصرة بناء على إقتراحه. بعد معاينة الطبيب لحالتي تبين أنه عندي نزيف في مرحلة مبكرة نتيجة ضربة في الرأس. ويمكن إيقافه بعملية جراحية، يجب أن تجري في أقرب وقت ممكن!، شرح لي الطبيب أن أفضل مكان لإجراء العملية هو مستشفى "رامبام" في حيفا".

ويضيف "بالنسبة لي كان قدري مدهشاُ مع هذا المستشفى حيث دخلته بطفولتي مشلولا مع والدي قبل التهجير، واليوم أعود إليه لإنقاذ جسدي من الشلل مع أهلي الذين عرفتهم قبل عام. حين وصلت أبواب مستشفى "رامبام" تسمرت عيناي على موقع كلمات يافطة قديمة كانت تحمل اسما اخر، نظرت إلى موقعها مشدود الأجفان كأني أرى اسم مستشفى "حمزة" ثانية، ُخيل لي أنني سارى طبيبي هانس وأمي وأبي يجراني بالعربة!! لكن تبدل اسمه إلى "رامبام" وهذة الكلمة مختصرة لاسم "رابي موسى بن ميمون" الطبيب والفيلسوف الأندلسي الشهير".

ويتابع القول: "قبل العملية اختليت بقريبي عبد السلام، وأوصيتة في حالة وفاتي أن أدفن في حيفا على مقربة من ضريح إميل حبيبي وأن يكتب على قبري "أنا من هٌنا". اخترت أن أجاوره لأنه أوصى أن يكتب على ضريحة "باق في حيفا"، وبحمد الله العملية اجتزت العملية بنجاح. وعاد وزار حيفا قبل أسبوعين ونيفّ.

بستان الخياط

حدثني عن بستان الخياط وجماله وقضاء الساعات الجميلة هناك برفقة الأهل، حيث أنه يذكر أن والده قال له ذات يوم: "هذا البستان قطعة من الجنة".

وأنا بدوري اخذت كتابه (حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور) بعد لقائي به بأيامو زرت البستان، وظهر في الكتاب وصف مدهش عنه. قمت بوضع الكتاب على شجرة تين وصورته، وأرسلت الصورة له عبر البريد الإلكتروني مما أثار إعجابه.

دراسته وأعماله
حصل على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة بلغراد ( 1967).

عمل سابقا: مستشارا ً اقتصاديا ً لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوبك) (مؤسسة اقليمية عربية مقرها الكويت)، وللصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ( مؤسسة عربية إقليمية منبثقة عن جامعة الدول العربية مقرها الكويت).

عمل مديراً للبحوث في المؤسسة العربية لضمان الاستثمار (مؤسسة عربية إقليمية منبثقة عن جامعة الدول العربية مقرها الكويت)، ومديراً للاستثمار في شركة أفاركو الدولية ومقرها الكويت، وخبيراً لتقويم المشروعات في الإدارة العامة لمنطقة الشعبية الصناعية التابعة، وقتذاك، لوزارة المالية الكويتية.

انتخب في عام 1990 رئيساً للاتحاد العام للاقتصاديين الفلسطينيين – فرع الكويت

ساهم في أعمال عدد من اللجان التابعة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وساهم في عدد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية في مجال النفط والتنمية والاستثمار والتمويل والتكامل الاقتصادي العربي.

ساهم في تأسيس الصالون الثقافي الأندلسي في "مونتريال" كرافد ثقافي للمركز الكندي لدراسات الشرق الأوسط.

إصداراته ومؤلفاته

كتاب حيفا... برقة البحث عن الجذور – رواية تسجيلية، 2013
نشر مجموعة شعرية بعنوان "الوجه الآخر للأيام " عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، 2011.
نشر مجموعة نثرية بعنوان "رؤى وتأملات" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، 2012.
صدر له خمسة عشر كتابا في مختف المجالات الاقتصادية باللغتين العربية والانجليزية منها :
دليل المشروعات العربية المشتركة، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومنظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول ( أوابك) الكويت وتونس، 1982.
المشروعات العربية المشتركة، الواقع والأفاق، مركز دراسات
الوحدة العربية، بيروت، 1988.
الموسوعة الاقتصادية ( جزءان )، دار الشروق، عمان - رام الله، 2010.
تحديات التنمية العربية، دار الشروق، عمان – رام الله، 2010.
قضايا اقتصادية عربية، دار الشروق، عمان- رام الله،2010.
وجهة نظر اقتصادية، دار الشروق، عمان –رام الله، 2011.
الأزمة المالية العالمية، نهاية الليبيرالية المتوحشة، دار الشروق،  عمان - رام الله،2011.

ويتنقل سميح مسعود ما بين كندا وعمان وهو يحمل الجنسيتين، وهو متزوج من رويدة ناطورمن مواليد مدينة قلنسوة وتعمل كصيدلانية، أنجبا ثلاثة أبناء فادي يعيش ويعمل في شيكاغو، هاني ووليد يعيشان ويعملان في دبي. في عمان يسكن في حي الصويفية في بيته حيث يحتفظ في زاوية خاصة من البيت بالعديد من محفوظات وأيقونات والديه من الوطن، من ثوب والدته الفلسطيني إلى ماكنة الخياطة، وإلى كاميرا والده والعديد منها، دعاني لزيارتهم والاطلاع عليها، وربما عمل مشروعا ما من اجلها. سألبي الدعوة قريبا إن شاء الله.

أخيرا أجاب على سؤال وجهته له لماذا تسكن عمان طالما تعمل في كندا؟

أجابني: "لأنني أصلا لا أشجع هجرة العربي خارج بلاده العربية، إضافة إلى أن المركز الكندي لدراسات الشرق الأوسط الذي أنتمي إليه، يدعو في أهدافه ونشاطاته بصورة ملحة إلى تشجيع المهاجرين العرب على دعم دولهم العربية الأصلية بنتاج خبراتهم المكتسبة في المهجر لمساعدتها على مواجهة تحدياتها الإنمائية، وفي هذا حملة تشجيعة للهجرة المعاكسة. والشيء الثاني لا أريد لأبنائي الضياع في الشتات، بنيت لهم بيتا في عمان ليعودوا إليه متى يشاؤون. علمتهم على حب الوطن والارتباط والتمسك به، ولا أريد لهم تغريبة فلسطينية كما حدث لي".

(وهو طفل يجلس أمام منزله في شارع الناصرة)

(خلال تسلمه شهادة الدكتوراه)
 

التعليقات