أبرز شعراء الأندلس

يعرف معظم الناس الأندلس على أنها الدولة الإسلامية التي قامت في إسبانيا خلال العصر الأموي، لكن في الحقيقة امتدت أراضي وسلطة الأندلس نحو البرتغال وجنوبي فرنسا أيضا ويمتد تاريخها على مدى قرنين تقريبا من

أبرز شعراء الأندلس

(توضيحية - unsplash)

يعرف معظم الناس الأندلس على أنها الدولة الإسلامية التي قامت في إسبانيا خلال العصر الأموي، لكن في الحقيقة امتدت أراضي وسلطة الأندلس نحو البرتغال وجنوبي فرنسا أيضا ويمتد تاريخها على مدى قرنين تقريبا من الزمن وتحت عدة رايات وليس فقط الراية الأموية.

بدأت الفتوحات الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية منذ العام 711 ميلادي على يد القائد طارق بن زياد والقائد العسكري موسى بن نصير تحت راية الدولة الأموية وتحديدا خلال عهد الوليد بن عبد الملك. وقد وجد فيها عبد الرحمن بن معاوية الملاذ الذي يحميه من تصفية العباسيين لأبناء السلالة الأموية بعد توليهم الحكم في دمشق ونقله إلى بغداد فيما بعد وحتى هذا اليوم يعرف عبد الرحمن بن معاوية بلقب صقر قريش أو عبد الرحمن الداخل.

مرّت الأندلس بحقبات ذهبية وكانت منارة أوروبا وإفريقيا الثقافية والعلمية والأدبية لدرجة أن أبناء أوروبا كانوا يقطنون فيها لدراسة الطب في جامعاتها وغيره الكثير من العلوم الأخرى لدرجة أنهم كانوا يجتهدون لاتقان العربية في بداية إقامتهم لينطلقوا إلى تخصصات علمية وأدبية أخرى فيما بعد.

الأدب الأندلسي

الأدب الأندلسي

شكل التمازج الثقافي والحضاري ما بين الحضارة العربية وحضارة شبه الجزيرة الإيبيرية التي كانت خاضعة قبل الحكم الأموي لسلطة دولة بيزنطة نتاجا مميزا في كل مناحي الفنون والعلوم لا زالت آثاره واضحة إلى يومنا هذا في التراث والآثار التي تعود لتلك الحقبة. إلا أننا سنتناول جانب الشعر الأندلسي فقط في مقالنا هذا.

الشعر في الأندلس

كانت البيئة والمحيط الطبيعي في الأندلس ملهما كبيرا للشعراء لاستقاء الإحساس والأفكار ونظم القصائد. في بداية مسيرتهم الأدبية التزم الشعراء الأندلسيون بقواعد النظم والقافية الموحدة للشعر إلا أنهم فيما بعد أطلقوا العنان لإبداعهم فجاؤوا بأساليب وقوافي وأوزان جديدة تتناسب مع تأليف الأغاني التي كانت شائعة في المجالس.

يتناول الشعر الأندلسي بشكل عام كل المواضيع التي تناولها الشعر منذ القدم مثل الشجاعة والحب والغزل والمجون والرثاء والزهد والهجاء إلا أنهم توصلوا إلى مواضيع جديدة في قصائدهم مثل رثاء المدن والقلاع الذي جاء كنتيجة منطقية للأحداث السياسية المحيطة بهم من حروب مع جيران الأندلس. وقد تميز الشعر الأندلسي بالإتقان وميله للكلام البسيط والأفكار الواضحة.

يخلد التاريخ أسماء كثيرة من الشعراء الأندلسيين لا يمكن التطرق إليها جميعا لذلك سنتناول بعض أشهر هؤلاء الشعراء.

ابن زيدون (1003- 1071 م)

هو أحمَد بن عَبد الله المَخزومي ويلقب بأبي الوليد أيضا. قد يكون ابن زيدون واحدا من أبرز شعراء الأندلس الذي تعرفه الأجيال المعاصرة بسبب احتواء معظم المناهج العربية على مقتطفات من شعره وخصوصا أنه كان مغرما بشاعرة فذة هي ولادة بنت المستكفي.

كان والد ابن زيدون من علية القوم واهتم به وبثقافته إلا أنه توفي وابن زيدون لا يزال صبيا صغيرا فتولاه جده والد أمه وأنشأه على حب اللغة والثقافة ووظف لتعليمه خيرة المعلمين. اشتهر ابن زيدون بشعر الغزل العذري الذي كان موجها لولادة حيث كان يوظف عناصر الطبيعة للتعبير عن مشاعره، وبشعر الرثاء فكان يعبر في مطلع القصيدة عن شدة مصابه وألمه لموت المرثي أو يصور غدر الزمان وتقلب الحال.

ابن زمرك (1333- 1392 م)

هو محمّد بن يوسف بن محمّد بن أحمد الصّريحي من مواليد مدينة غرناطة وكاتم سر واليها ومن أبرز شعراء الأندلس. استطاع ابن زمرك أن يغضب بعض المتنفذين وأهل السلطة والمال عبر الإجهار باختلافه معهم فما كان منهم إلا أن دبروا لقتله. وبالفعل مات ابن زمرك بمكيدة دبرت له بينما كان يقرأ في القرآن.

من آثاره الأدبية التي تم تجميعها بعد موته والتي أمر بإعدادها السلطان ابن الأحمر "البقيّة والمدرك من كلام ابن زمرك".

أبو البقاء الرندي (1204 – 1285 م)

هو صالح بن أبي الحسن بن يزيد بن صالح النغزي ويعود مولده إلى مدينة رندة التي كني بها وأصله بربري من قبيلة نفزة. ألف الرندي العديد من قصائد الرثاء لولده الذي توفي بعمر 8 سنوات وكان طفله الوحيد. كانت الحركة الشعرية بأوجها في عصر الرندي وتميزت بكثر الإنتاج ومع ذلك فقد برز الرندي بلهجته القوية الواثقة.

لسان الدين بن الخطيب (1313- 1334 م)

هو محمد بن عبد الله بن سعيد بن علي السلماني الخطيب وهو من أبرز شعراء الأندلس وأكثرهم شهرة حتى يومنا هذا. تعتبر البيئة التي نشأ بها ابن الخطيب مناسبة جدا لتنمية الموهبة وصقلها وتحفيز الأداء والصنعة وهو ما أتقنه هذا الشاعر. كان ابن الخطيب قادرا على تجاوز آرائه وأحساسيه أثناء النظم بهدف إبراز موهبته وقدرته على الصياغة ولذلك يوصف شعره أحيانا بقلة الصدق مع أنه من المعروف أن أجمل الصدق أكذبه.

ابن خفاجة (1058- 1138 م)

هو ابراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله ويلقب أيضا بأبي إسحاق الذي ولد في إحدى الجزر الواقعة في منطقة شرق الأندلس ما أثر في شخصيته وأسلوبه في الشعر. برزت أشعار أبي خفاجة في الغزل والوصف المتقن والمدح وكان في بعض الأحيان يستخدم خفة الدم في الكلمات التي ينتقيها وفي أحيان أخرى يلتزم بالألفاظ الجذلة والصنعة الرصينة للشعر.

أبو إسحاق الألبيري (985- 1968 م)

أبو إسحاق الألبيري (985- 1968 م) 

هو ابراهيم بن مسعود بن سعد الغرناطي الألبيري. اشتهر هذا الشاعر في غرناطة مع أن أصله يعود لمنطقة حصن العقاب. تتنوع مواضيع شعر الألبيري ما بين الوصف والغزل والرثاء والمدح. يذكر أن خلافا وقع بين الألبيري وملك غرناطة بسبب فتنة أحاكها وزير منطقة تدعى صنهاجة فقام الملك بنفي الألبيري إلى البيرة وهناك قام الأخير بنظم قصيدة دفعت أهل صنهاجة إلى قتل الوزير انتقاما لما فعله.

الرصافي البلنسي ( - 1177م)

هو محمد بن غالب البلنسي ويلقب بأبي عبد الله من مواليد رصافة بلنسية وإليها يلقب مع أن تاريخ ولادته مجهول. كان البلنسي صاحب دين وخلق حسن وطبع متواضع ما يتجلى في قصائده وأشعاره. نظم البلنسي الشعر في كافة المواضيع مثل الرثاء والغزل والمدح وغيرها وكان أسلوبه بسيطا ومنمقا بالسجع في نفس الوقت.

التعليقات