ناجيتُ فِي غُربتي طيراً حنا وشدا
فتَرَدَّدَ الغيبُ، فِي خَفقِ الَجناحِ بَدا
وسرى على عَجَلٍ يَرتابُ مِن أجلٍ
ورَدتُهُ راشفاً وهجاً سَما سَعِدا
يا أجملَ الخلقِ في الخُلقِ ارتَقِبْ مَطَراً
من ديمَةٍ شَرَدَتْ لَم تَصطَفِي أحَدا
لكَ السماءُ فحُمْ حَولَ الجُسُورِ وثُرْ
بَيَن السُطورِ تَمادى جارِحاً أمِدا
مُسْتَنْسراً عَبِقاً فِي روحِهِ عَدَمٌ
مُتَمَرّداً شَبِقَاً من حسّهِ صعدا
خُذْني إلى آلهاتِ العِشْقِ فِي عَتَبٍ
فالصّدرُ مَا شُقّ يَومَاً صاغِراً كَمِدا
بَل سَيّداً باسِلاً لا خَوْفَ يَحْجِبُهُ
عَنْ شَطْرِ روحِي إذا شاءَ الهَوى عَدَدا
لَهُ البِلادُ شَذا الرَوضِ الغَنيِّ وَما
رادَ الوِدادُ لَهُ مِنْ صَرخَةٍ وَصَدى
عُمري فِداكَ فَطِرْ نَحوَ الغُروبِ وَلا
تَخْشَى عَلى القَلبِ مِن بَحرٍ بَكى زَبَدا
نَحنُ التِحامٌ جَديرٌ بِالَمفاصِلِ لا
نَشكو الضَّياعَ فَكَمْ خَابَ الذي وَجَدا
نَحنُ ارتجافٌ بَليغُ الِحسِّ يَسرِقُنا
بَدَنٌ ضَعيفٌ خَفيفٌ يَنتَشي مددا
يا صاحِبي صاحَ حُبّي حاصِداً صُدَفِي
لا بَأسَ بي دافءٌ قَلبي وَما بَرَدا
لله يا أبيضَ الريشِ انتَفِضْ شَغَفاً
بَينَ الثنايا سَنىً مِن لؤلؤٍ ونَدَى
ليْ مِنْ عُلاكَ ذُرَىً وَحْيٌ عَلى عَجَبٍ
مِنْ مُلْهَمٍ هائمٍ يَختالُ مُنْفَردا
ليْ مِنْ هَواكَ أَسىً فِي طيّهِ فَرَحٌ
وَيَشِعُ مِنْ وَجْنَةٍ أَسْدَتْ جَوَىً وَهُدى
فالُحبّ لا يُرتَجى مِنْ طَيّعٍ لَبِقٍ
أو عابرٍ يُنْكِرُ الوِدَّ الذي عَبَدا
الحبُّ بَيتِيْ وَصَوتي لَوعَتِي قَمَري
الحُبُّ مِنْ قَدَري وَكرٌ أوى أسَدا
يا طَيرُ طِرْ فِي رِحابِ الوكرِ مُرتَعِشاً
عَطِشاً وَحُطّ بِنا فِي عُشّنا أبَدا
Mhanna.alaa@gmail.com
التعليقات