30/05/2011 - 13:17

كنْ محارباً/ منتصر منصور

عندما لم يكن معنا سلاح غير صوت جهور يدوّي كالرصاص (في مسيرتنا إلى مارون الرأس)، إذ منعنا من الاستمرار انتظرنا في (كفر برعم) المهجّرة وقد جرح هذا الصوت كبرياء الشرطة إذ بهم ينكلوا ويعتدوا علينا ويرمونا بكل حقد وحسد وقنابل مسيّلة للدموع ربما أدركت حينها أيّها الفلسطيني (كن محارباً).

كنْ محارباً/ منتصر منصور

(كن محارباً)

عندما لم يكن معنا سلاح غير صوت جهور يدوّي كالرصاص (في مسيرتنا إلى مارون الرأس)، إذ منعنا من الاستمرار انتظرنا في (كفر برعم) المهجّرة وقد جرح هذا الصوت كبرياء الشرطة إذ بهم ينكلوا ويعتدوا علينا ويرمونا بكل حقد وحسد وقنابل مسيّلة للدموع ربما أدركت حينها أيّها الفلسطيني (كن محارباً).

 

كنْ محارباً

عندما تُضرب بكعبِ القضيةِ

/ كنْ محارباً

لوجهِك المسلوبِ من تحتِ إبطِكَ

/ كنْ محارباً

 

أيهّا المحاربُ كنْ محارباً

واستمع لصدى الحياةِ

في موتِكَ، تضيءُ جثـةَ العتْمَة

كنشيدِكَ النازفِ على ركبتيهِ

يسجدُ فوقَ الجمرةِ

كدمِ الفكرةِ تسيلُ من جسدِ الفكرة

كي تقوى وتبقى وتحيى بعدَ ذكرى

/ كنْ محارباً

كي تُزهرُ الوردةُ من رمادِ العودة

/ كنْ محارباً

 

/ أيهّا المحاربُ كنْ محارباً

وانظرْ في مرآةِ الليلِ

عارياً فهل من سحابةٍ تؤويكَ؟!

كنْ للحُلمِ محارباً

للوقتِ النائمِ في ظلّكَ

للعدوّ الساهرِ على قتلِكَ

للطفلِ القابضِ على لسعةِ أملْ

للقصيدةِ المسكوبةِ على عجلْ

للحريةِ المصلوبةِ على جسدِ

صبيةٍ تائهةٍ بينَ دورةِ القمرِ

وغدٍ مُحتملْ

للغدِ المصابِ بزكامِ البارحةِ

/ كنْ محارباً

 

/ أيّها المحاربُ كنْ محارباً

لا تهلعْ أو تفزعْ

من وقتٍ يلدُ ألماً

كنْ للألمِ جرساً منبّهاً

يروّضُ جنودَ الموت

للموتِ كنْ صديقاً وفياً

ولا تخجلْ من دمعهِ

وما الحياةُ سوى ندى النهايةِ

يسقطُ على جناحِ الفراشةِ

المهجّرةِ بجميع ألوانِها

العائدةِ من زمنٍ ينقصُ

للزمنِ الناقصِ كنْ مكمّلاً

كخلخالٍ من أمس ِ وغدٍ

تجرّهُ الفتاةُ إلى صندوقِ زفافِها

أيّها الماكثُ . . بينَ غصنِ

زيتونةٍ ودبابة

وسربِ حمامٍ وبندقية

/ كنْ محارباً

واصطدْ من رؤيا الغيمةِ

مطراً فتحيكَ شمسَكَ

تطلُّ من ليلِ الجليلِ

نهراً ثائراً تلِدُكَ/

أيّها المولودُ على رملِ الحُلمِ

كمن يحشو وسادَتهُ ألمَ

الخسارةِ إلى حينٍ . . كنْ محارباً

17.5.2011

 

التعليقات