30/09/2011 - 16:49

روبوت \ فضل سمعان*

روبوتٌ .. روبوتٌ .. روبوتْ قررنـا أن تُصبِحَ روبوت.. عمليـَّةُ خلعِ الأضراسِ.. ويتلوها مسحُ الإحساسْ.. ننزعُ عنك الهمَّ ونُـلقيهِ علينا..

روبوت \ فضل سمعان*

 

            

                  { روبوت* }

 *ملاحظة: يُشار الى أن هذه المرة الاولى التي يقوم بها السيد فضل سمعان بنشر نص له بعدما قمنا بالتوجه اليه، كما وسوف يصدر  ديوان  شعر  له بعنوان  بعنوان " اناشيد الغريب ".

 

           روبوتٌ .. روبوتٌ .. روبوتْ

 

            قررنـا أن تُصبِحَ  روبوت..

            عمليـَّةُ خلعِ  الأضراسِ..

ويتلوها  مسحُ  الإحساسْ..

ننزعُ  عنك الهمَّ  ونُـلقيهِ علينا..

وسنُـفـرِغ ُ رأسَك حتى ..

لا تبقى آلامُ الراسْ..

سنُريحُـكَ  من  ألمِ  التفكيرْ..

تعرفُ أن التفكيرَ خطيرٌ جدَّ خطيرْ ..

قد  يفتحُ  عينيكَ  فتبصرُ خلفَ  المنظور..

أو تسمعُ ما بعد المسموعْ ..

قد  يمرحُ  عقلُـكَ  في  المحظورِ..

ويقطفُ  من  شجرِ  الممنوعْ ..

أو  يسقطُ  من شفتيكَ سؤالْ ..

 يُحدِثُ صَخَبًا ..

يُحدِثُ جَـلَبَةْ ..                

أو حتى زلزالْ..

      ...

سنسملُ عينيكَ ونزرعُ  لوحيَّ زجاجْ ..

لن تعرفَ ما يجري عندَكْ..

لو أحرقْــنا الدنيا حولَـك ..

 

 

حتى لو شرّدْنا أهلَـكْ..

لو صادرنا منكَ الماضي ..

وحفرنا كلَّ  قبورِ الأجدادِ..

محونا التاريخَ من التاريخِ ..

وألغينا  فرحَ الأعيادِ ..

حبسْنا  ضَحِكاتِ الأولادْ .

      ...

سنطعِّـمُك بمصلٍ شافٍ ..

ضدَّ النوباتِ القـوميَّـة ْ ..

ضِدَّ الصحواتِ الحِسيَّـةْ ..

ضدَّ  الوعيِ  وضدَّ الفهمْ ..

لتنام هـنِـيـئــًا  لا تدري ..

لا تُدرِكُ عندكَ  ما يجري ..

أو ماذا نأخُذُ ..أو نُعطي..

أو ماذا ننهبُ .. أو نُـبْقـي ..

لك من ثرواتٍ وطنيَّـة ْ..

      ...

مصلٌ مضمونٌ  فعالْ ..

 يَهِيجُ  ويرفعُ  في جسدِكْ ..

إفرازَ  الغددِ  الدينيةِ ..

يُوحي بخصومٍ وهميَّة ْ..

من طائفةٍ تسكنُ قربَكْ ..

حرثَــتْ أرضًا زرعَــتْ  وردًا ..

وترددُ  لحنــًا  عربيّا ..

      ...

 

هورمونـًا يفرزُ كلَّ  صباحْ..

رائحةً ..تطردُ من حولِـكْ ..

من يحملُ فيــرُسَ حريَّـة ْ..

أو فيــرُسَ عـزٍّ وكرامهْ ..

 يتبنّى  للحق  قضيَّـة ْ..

      ....

مصلٌ فعّـالٌ  فعـالْ..

يُفرزُ هورمونَ الأحقادِ ..

يُقوّي  الغددَ  الفِـئَـويَّـة ْ..

كي تنفـرَ من جارٍ قربِـكْ ..

لا يؤمنُ بديانةِ  بيتِـكْ..

كي تنفـرَ من كل الأيدي ..

لو حملتْ  باقاتِ الوردِ ..

أو  جاءتْ  تهديكَ  تحيَّـة ْ..

فيُريكَ الوردةَ في يدِهِمْ .. شوكـًا ..

وأخوكَ ترى فيهِ  عدوًّا ..

وشريـفـًا تُـبْـصِرُهُ  بغـيّـا .

      ....

مصلٌ فعالٌ  فعالْ ..

يُغَـيِّـرُ  جيناتِ  الأطفالْ ..

طُـوِّرَ خصيصًا  من أجلِكْ..

في المختبراتِ  الغربية ْ..

فأنت مهمٌّ  يا  عربيْ ..

ومفيدٌ  للبحثِ العلميْ..

 

 

قد  أجمعَ علماءٌ في الغربِ ..

بأنك  مخلوقٌ أمثـلُ ..

يصلحُ  مختبرًا  كونيا..

فأرَ الأبحاثِ  الذرية ْ ..

فهنيئًا يا ابنَ العربية ْ..

      ...

لا تخجلْ هيّـا  لا تخجل ..

زعماءُ قبائلِـكَ الكُبْرى ..

وشيوخُ طوائفِكَ الأُخرى ..

الكلُّ تبدَّلَ  وتحوَّل ..

أصبحَ روبوتًا بِـرُموتٍ ..

قد حُفِظَ  بكلِّ السريَّـة ْ..

بين  السيقان  الغربيَّـة ْ..

      ...

لن تخشى أبدًا  لن تخشى..

أن يعلمَ  أحدٌ  أسرارَك ..

أو أن  ابليسًا قد زاركْ ..

سيكونُ ريموتُـكَ مَخفِـيّــًا ..

لا يعرفُ شِفْـرتَهُ إلا ..

جِـنِّـيٌّ من مملكةِ  الجانْ ..

شيطانٌ وابنٌ  للشيطانْ ..

جنّيٌّ وابنُ  الجنيَّـةِ..

يتلطى في زيٍّ  بشريّْ ..

من فرقٍ تسكنُ غربستان ..

 

 

تسكنُ خلفَ غروبِ  الشمسْ ..

تسكنُ غربَ تلال  الحِسْ ..

تمتصُّ دماءَ البشريَّة ْ.. ..

      ...

أبشرْ وتهلَّـلْ يا هذا ..

ستصيرُ ربوتـًا عصريّـا ..

روبوتًا   أذكى  من  شيطانْ ..

يُطْـلقُ إشعاعًا فتاكًا ..أسموهُ مجازًا " حريَّـة ْ..

يُعطي رائحةً  سِحْـريَّـة ْ..

ينتشرُ  بألوان البلورْ ..

إن يدخلْ  قلبـًا فجرهُ ..

أو  يلمسْ عقلًا  قيَّـدهُ ..

وجعلهُ عبدًا للشيطانْ ..

روبوتًا  أخطرَ  من  شيطانْ ..

لا يعرفُ للعدلِ سبيلا ..

لا  يعملُ  وزنـًا للإنسانْ ..

فهنيئـًا يا ابنَ العربيةْ ..

لمْ يجِدوا غيرَكَ  في الدنيا ..

مَن  يرضى فرِحًا أن يبقى ..

عبدًا لزناةِ البشريَّـة ْ..               (عبدًا لجناةِ البشريَّـة ْ..)

ليكونَ الجيفةَ للغربانْ ..

غربانٍ مِنْ كلِّ مكانْ ..

غربانٍ مِنْ كلِّ الألوانْ..

مِنْ جُـوَّستانَ وبَــرَّستانَ ..

 

 

وشرقسْتانَ وغربستانْ ..

من دينِسْتانَ وكُفْـرِستانَ ..

وقمعِسْتانَ وذبحِستانْ ..

واختارَ بأن يبقى دومًا ..

كبشًا بزرائبَ دينيَّـةِ ..

حَمَلًا  بحظائرَ فئويَّـة ..

تُعلفُ لأضاحي الأعيادِ ..

تُــعَـــدُّ  لمائدةِ  الأوغـادِ ..

أتـانـًا  للشيخِ مطيَّهْ..

حطبـًا لحروبٍ أهلية ْ..

فهنيئًا يا ابنَ  العربيَّـةْ !!.. 

إنْ ترضى أنْ تبقى عددًا ..

مفعولاً  لا فاعـلَ أبـدًا ..

أو ترضى العمرَ بأن تلعبَ..

في المسرحِ أدوارَ الحيوانْ ..

فهنيئـًا  يا شِبْهَ الإنسان..

      *******

 

                                     11/09/29

التعليقات