28/01/2012 - 01:22

مُنْتَصَفُ التّكوين / رامي ياسين*

الوقتُ حصانٌ لا يعرفكَ امتطي صهيلَ خطواتكَ واكتملْ فأنتَ الآن حرّ..

مُنْتَصَفُ التّكوين / رامي ياسين*

خاص عــ48ــرب (للمشاهدة): ملف "عامٌ على الثّورة".

- رامي ياسين -


وها أنتَ مشوّهٌ مِنْ جديد

ليلٌ بنصفِ وجهكَ

يسترُ عورتَهُ ببضعِ نجومٍ احتفاليّةٍ

وخيطانِ متّفقانِ مِنَ الفجرْ..

تمامًا كما الهدوءُ بعدَ العاصفة

لا طعمَ للّذةِ

لا رائحةَ فرحٍ

ولا ارتباكٌ للياسمينِ

               حينَ أعضّه

لمْ تنضجْ كما الرّغبة

ربّما

لمْ تحتملْ لسعةَ الصّبرْ..

كلّ السّاعاتِ في اغترابٍ

والوقتُ جاسوسٌ يمرّْ..

كلانا في اللّيلِ سوادٌ

يضافُ الصّهيلُ أيضًا

                    والخطواتُ

والنّهيقُ البائسُ

           تسمعهُ صرخةً

ويضافُ التّوقُ الحلوُ للبدرْ..

لا الأشياءُ جميلةٌ ولا نصفُها كافٍ

فلمَ بالله التبجّحُ العالي بالعهرْ؟

عيناكَ الكاملتانِ

أنفكَ، فتحةُ فمكَ، وجهكَ الغريبُ الطّويلُ

عاهةٌ غيرُ متوقّعة

ها أنتَ البدايةُ ناقصة

والطّريقُ طويلٌ مرّ..

قلْ لي قبلَ رحيلكَ: كيفَ تبدو المدينةُ مِنْ عندكَ؟

كيفَ سأجدُها بعدَ غروبكَ

                         والنّهار؟

كيفَ انسحابُ الأمنِ بدا؟

وضدّ مَنْ قُتلوا الثّوّار؟

هذا الدّيك المستأسدُ صاحَ

سيختفي نصفكَ البهيُّ

وينكسرُ الفرحُ فتاتَ همّ

وليصيركَ رقعةً لعيبٍ في اللّيلِ

أو نصفَ رغيفٍ علّقهُ فقيرٌ

تعويذةً مِنَ التّرف

أما كانَ للحلمِ أنْ ينضجَ وتستديرُ الدّائرةُ كاملةً فيكَ؟

وينكشفُ السّرّ..

ألم تقاوم كيْ تكونَ نصفكَ؟

ألمْ تعرفْ بأنّ البدايةَ كاللّحظةِ الأخيرةِ في النّهاية؟

ليسَ مِنْ حقّكَ أَنْ تستريحَ

لأغراضكَ الانسانيّةِ البشعة

وليسَ مِنْ حقّ الجنونِ العبث

ولا الفوضى في الخلقِ الحكيمِ الكاملِ

إنّ التّغييرَ جسرٌ

والمعركةُ في الجسرْ..

احتفلتَ بنصفٍ وكأنّما الطّريقُ تمشيكَ

الوقتُ حصانٌ لا يعرفكَ

امتطِ صهيلَ خطواتكَ

واكتملْ

فأنتَ الآن حرّ..



* شاعر فلسطيني مقيم في الأردن.

التعليقات