30/01/2012 - 15:20

البلادُ الموءودةُ مِنْ حقيبةِ السّفر / أسعد الصّفطاوي*

سيري في اللّيالي الباردة ستجدينني أنا البردُ، والكلُّ مسجيٌّ على همومِه ولا الهمُّ أحملهُ، لكنّها أشكالُ الظلالِ التي تحرّكتْ عَنْ أصحابِها والكلُّ يسكتُ عَنْ عويلنا

البلادُ الموءودةُ مِنْ حقيبةِ السّفر  / أسعد الصّفطاوي*

 

- أسعد الصفطاوي -

الجياعُ العطشى!

النّساءُ المسروقاتُ مِنَ الله

الأشياءُ الّتي تخلقُ الموسيقى

الآلهةُ الّتي نسيتْ عشاءَها

الموتى الّذينَ ينتظرونَ ظمأهم

الخشبُ الّذي ينتظرُ أوتارَهُ

الهواءُ الطّريُّ الّذي يسرقُ ناياتِهِ

السِّباعُ الّتي غادرتْ غاباتِها

الكساءُ الّذي بلعَ لحمَهُ

الكاذبونَ الّذين أُصيبوا بالأرق

الأعمى الّذي مرّرَ السّاعاتِ مِنْ عمرِهِ لمُبْصرٍ، وبقيَ فقيرًا مِنَ امرأتِه

 

النّاسُ والموتى بلهاء

يؤمنونَ أنّهم يمتلكونَ النّهاياتْ

 

كلُّ المآلِ الّذي ينتظرُهُ المصلّونُ على القبور

حزمُ الحقائبِ، الخطايا، الأحلامُ، وما تبقّى مِنْ فقرِهم مِنْ أنفسهم

 

حبيبتي

لَمْ تعُدْ قصصنا الّتي ما بعدَ النّومِ حائرةٌ في ملامحنا

السّخطُ الّذي يعلو القصصَ يسبقُ صوفيَّتَها، وتأمّلَها

 

سيري في اللّيالي الباردة

ستجدينني أنا البردُ، والكلُّ مسجيٌّ على همومِه

ولا الهمُّ أحملهُ، لكنّها أشكالُ الظلالِ التي تحرّكتْ عَنْ أصحابِها

والكلُّ يسكتُ عَنْ عويلنا

 

قطّع

قطّع...

 

يا مبليَّ الخُطى قطّع

يا محميَّ الرُؤى قطّع

 

نصوصنا الّتي بانتْ عورتُها

أحلامُنا الّتي زُيّفتْ مِنْ شعرٍ

 

أحائرٌ أنا في لوعتي؟

لكنَّهُ شيءٌ مِنَ الشّكِّ

شيءٌ مِنَ الهتكِ

فكيفَ يحيّرُ الإنسُ جِنّهم؟

 

يا بلادَ الله

 

أنا الممسوسُ بكِ

فلا يقرأنَّ أحدٌ عليَّ كتابًا سماويًّا حتّى لا تسقطَ عنّي البلاد


* غزّة.

التعليقات