24/03/2012 - 06:46

زمنٌ أنتَ / علي نصوح مواسي*

لمعلّمي وقائدي عزمي بشارة، أضأتَ عقلي فأضأتُ روحي..

زمنٌ أنتَ / علي نصوح مواسي*


لمعلّمي وقائدي عزمي بشارة،

أنرتَ عقلي فأنرتُ روحي..


(كتبت القصيدة عام 2007، وشاركت هي ومجموعة من قصائد في مسابقة شاعر الجامعة الأردنية بتنظيم من كلية الآداب، وفازت بالمرتبة الأولى، أنشرها لمناسبة مرور خمسة أعوام على خروج عزمي بشارة قسرًا من وطنه).

***

زمنٌ أنتَ

 

زمنٌ تعدّى

زمنَ التّردّي ببوحِهِ

 

زمنٌ تخطّى

خِطَطَ الجراحِ بخطِّهِ

 

زمنٌ تصدّى

سُنَنَ السّقوطِ بحازماتِ سقطِهِ

 

زمنٌ تحدّى  

وجعَ الحديدِ، مُكَبِّلاً  
نقطَ الحروفِ الصّارخاتِ تحرّرًا 
بحدّةِ حدِّهِ

 

زمنٌ تلظّى ثورةً

نيرانُها  
سحبُ التّمادي في العلوِّ فضيلةً  
زخّاتُها  
سجّيلُ ضادٍ  
يهوي فَيُهْوي  
هُبَلَ الهوانِ العابديهِ بجهلنا 
الصّائغيهِ عقيدةً بلهْوِنا وليْتِنا وسوْفِنا وعذْلِنا وشكِّنا ورجْمِنا ولعْنِنا وطعْنِنا وشجْبِنا ونَوْحِنا وكبْتِنا وقمْعِنا

وشِرْكِنا بالنّفسِ أنْفسَ ضدِّنا

 

قبسًا نخاعًا  
يحلُّ فينا 
ماحقًا صيغَ الظّلامِ 
بمفرداتِ ضدِّهِ..


زمنٌ أنتَ

 

زمنٌ تبدّى نهضةً

أنفاسُها حمراءَ تصْعدُ.. تُلْهِبُ

أحلامُها خضراءَ تولدُ.. تُعْذِبُ

أمجادُها سمْراءَ تنهضُ.. تُعْجِبُ

آمالُها بيضًا تلوحُ،

فتُطْرِبُ

 

مشروعُها  

شرعُ أحمدِنا المسيحِ 
صبرُ أيّوبَ
هديلُ طيرٍ 
مِنْ عهدِ نوحِ 

 

غِسْلينُ رفضٍ غصّتْ بِهِ  
نزعُ الخنوعِ 
زقّومُ نقضٍ سدَّ بلعومَ اقتناصِ 
أحلامِ أطفالٍ صغارٍ 
في عيونِ الصّبحِ تبدو  
سيرةً دفقتْ بريقًا

صارتْ حريقًا

فارتدى

وجعي المكلّلُ بالفدا

نَوْحَ الصّدى

لفْظَ التّهدهدِ والهدا،

وَشْمَ النّدى

في لينِ أغصانِ الفضا

نغمًا يردّده المدى:

 

"هنا لعبتْ

بموجِ البحرُ باراتُ

وقدموسَ

هنا سكبَ

خمورَ النّورِ آياتٍ

تساقاها

بأرضِ الرّومِ آياتُ،

هنا ركبَ صهيلَ المجدِ

كنعانُ

هنا طربَ لبوحِ الرّبِّ

قحطانٌ وغسّانُ،

هنا كفٌّ

أديمُ الأرضِ لوّنها

وسجّلها

بحضنِ التّلِّ زيتونًا وصبارًا

يردّدُها مواويلَ وأزجالَ

مِنَ الأشواقِ عدنانُ،

ويوقدُها

بثغرِ النّخلِ ملحمةً

وراياتٍ مِنَ العبقِ

تدوّنُها

ترانيمًا مِنَ الألقِ

بفيهِ النّيلِ راياتُ"..

 

زمنٌ أنتَ

 

زمنٌ شريدٌ من عهدِ يوسفَ صيحةً:

 

"يا إخوتي

للحبِّ أجنحةٌ

مِنْ جبِّ خطيئتكم

تستأصلُ الرّيحَ

وتنطلقُ،

يا إخوتي

للحبِّ أجنحةٌ

مِنْ عتمِ ضمائركم

تستلهمُ النّورَ

وتحترقُ،

 

يا أبي

أنتَ سمّيتني فداءً يا أبي

وإخوتي أوقعوني في الجبِّ

والذّئبُ أرحمُ مِنْ إخوتي

يا أبي

فهلْ جنيتُ على أحدٍ عندما قلتُ:

إنّي رأيتُ الأنا يا أبي؟!"

 

زمنٌ أنت

 

زمنٌ تعدّى  

زمنٌ تخطّى 
تصدّى
تحدّى  
تبدّى

 

زمنٌ أنت 

 

وقعُهُ كانَ قضاءً 

ما انقضى، 
وقعُهُ كانَ قضاءً 

لنْ ينقضي

لنْ ينقضي

لنْ ينقضي..


* شاعر وكاتب من فلسطين.

التعليقات